لقد مضت عشرة أعوام منذ توقف سفيتلانا موروز من أوكرانيا عن حقن نفسها بالمخدرات. وقد اتخذت قرار التوقف بعد أن علمت أنها حامل ومصابة بفيروس نقص المناعة البشري. تبلغ سفيتلانا اليوم 30 عاماً وهي أم لطفلين وتقوم بحملات دورية تطالب فيها بتقديم المساعدة لمتعاطي المخدرات عن طريق الحقن بدل نبذهم والتخلي عنهم. وقد روت سفيتلانا قصتها لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) خلال المؤتمر الدولي السابع عشر للإيدز الذي عقد مؤخراً في مدينة مكسيكو سيتي، وهذا ما جاء في روايتها:
كنت في السادسة عشرة من العمر عندما بدأت بتعاطي المخدرات. كنت أستعمل الأفيون المنتج محلياً. لقد كان منتشراً جداً في أوكرانيا خلال التسعينيات لأنه كان رخيص الثمن وسهل المنال.
كنت أتعرض مراراً للمضايقات على يد قوات الأمن بالقرب من أماكن بيع المخدرات. كانوا يهينوني ويتحرشون بي. لم يحترموني أبداً وكانوا يسرقون مالي كذلك.
وفي عام 1998، ذهبت إلى المستشفى عندما علمت أنني حامل. فأخبرني الأطباء أن عليهم إجراء بعض تحاليل الدم المرتبطة بالحمل ولكنهم لم يشرحوا لي أنهم سيقومون أيضاً بإجراء تحليل للكشف عما إذا كنت مصابة بفيروس نقص المناعة البشري. أحالوني إلى الوحدة المختصة بالإيدز وهناك أخبروني أنني مصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
شعرت بالضياع ولم أعرف ماذا أفعل. لقد كانت وسائل الإعلام تصور الإيدز على أنه مرادف للموت. كان زوجي ينتظرني في الرواق، فطلبوا منه أيضاً الخضوع للتحليل وظهر أنه هو الآخر مصاب بالفيروس.
وعندما حان وقت الولادة، لم يقبل أي من الأطباء الاعتناء بي وكانوا يخافون حتى من لمسي. وضعوني في غرفة مستقلة حيث بقيت وحيدة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام لم يزرني خلالها سوى طلبة من كلية الطب أحضرهم الأطباء لرؤيتي باعتباري ‘تلك المصابة بفيروس نقص المناعة البشري’.
لم تكن برامج منع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين قد وصلت إلى مدينتي. وبعد ولادة ابني، كان انتظار سماع نتيجة تحليل الفيروس لديه صعباً للغاية. جاء التحليل الذي أجريناه له في الشهر الثالث إيجابياً ولكن تحليل الشهر 18 كان سلبياً.
كان الوضع مختلفاً مع ابنتي [التي ولدت عام 2008]. فقد كنت قد بدأت العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية عام 2004. كما استفادت ابنتي من برامج منع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، وهي تبلغ 3 شهور الآن.
واصل زوجي تعاطي المخدرات بعد ولادة ابننا ولكنه توقف بعد ذلك بفضل مساعدة بعض المجموعات المتخصصة بدعم متعاطي المخدرات. وفي عام 2004 تم إدخال العلاجات البديلة إلى أوكرانيا.
لقد كان الحافز الذي دفعني إلى التوقف هو اكتشافي أنني حامل ومصابة بفيروس نقص المناعة البشري. قلت لنفسي: ‘من الآن فصاعداً، لم يعد للمخدرات مكان في حياتي، لقد دمرت صحتي وعلاقاتي وجعلتني أفقد نفسي’. ومنذ ذلك الوقت لم أعد إليها مطلقاً.
إذا كنا نريد محاربة المخدرات، علينا أن نحارب النظام الذي يجعل الحصول عليها ممكناً وليس الناس الذين يعانون بسبب التعاطي. لكي نوقف انتشار فيروس نقص المناعة البشري علينا أن نعترف بحقوق الأشخاص المعرضين للإصابة به بمن فيهم متعاطي المخدرات عن طريق الحقن. فهذا هو السبيل الوحيد لذلك".