قد يصبح مشهد فرق تقييم الاحتياجات الإنسانية وهي تجوب القرى المنكوبة وتدخل المعلومات التي يدلي بها القرويون في حواسيب محمولة صغيرة الحجم أمراً مألوفاً في باكستان خلال وقت قصير.
فقد تم التوصل إلى منهجية جديدة ومبتكرة في إجراء المسوحات تدعى آلية التقييم السريع متعدد العناقيد" أو Multi- cluster Rapid Assessment Mechanism (McRAM), والتي تقوم بتقييم الاحتياجات الفورية للمجتمعات المتأثرة بالحالات الإنسانية الطارئة.
وتستخدم هذه الآلية الجديدة استبياناً موحداً يقوم جامعو المعلومات بإدخال نتائجه في حواسيب محمولة تعرف باسم الأجهزة الشخصية الرقمية PDAs.
وتقوم من مجموعات منفصلة من الرجال والنساء بالإجابة على هذا الاستبيان ومن ثم يتم تحويل إجاباتهم إلى كومبيوتر مركزي بواسطة البريد الإلكتروني أو الهاتف المتحرك ليتم تحليلها، الأمر الذي يمكّن المسؤولين في منظمات الإغاثة من تحديد الاحتياجات العاجلة للمجتمع المتأثر بالكارثة.
وأوضحت ساندي والتون-إيليري، منسقة مشروع McRAM، هذه الفكرة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلة: "تنطوي آلية McRAM على إرسال فرق مؤلفة من أشخاص مدربين بأسرع وقت ممكن إلى مكان الكارثة لجمع المعلومات الضرورية للتخطيط والاستجابة الأولية".
مبادرة مشتركة بين المنظمات
وعلى الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) هي التي بدأت بهذه الفكرة وقامت بتمويلها، مع الحصول على الدعم التقني من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، إلا أنها بالأساس مبادرة مشتركة بين منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية لتحسين التنسيق والتعاون فيما بينها.
وفي يونيو/حزيران، تم اختبار هذه الوسيلة من قبل فريق بقيادة رضوان سومرو، وهو مساح مدرب على آلية McRAM، قام بتقييم الأضرار التي خلفها الفيضان في قرية بيرثي غوث الواقعة على سواحل إقليم السند. وتعد هذه القرية من المناطق المعرضة للفيضانات وقد حاول التقييم تحديد احتياجات السكان المتأثرين بها.
وترى دوروثي كلوس، رئيسة قسم المراقبة والتقييم في مكتب اليونيسف في باكستان، والتي قامت بمراقبة عملية الاختبار في قرية بيرثي غوث أن "التجربة التي مرت بها باكستان خلال زلزال عام 2005 وفيضانات عام 2007 تظهر أهمية تقييم احتياجات المتأثرين بسرعة فائقة لتنسيق جهود الإغاثة وإعادة التأهيل". وقالت كلوس أنها واثقة بأن الآلية الجديدة ستساهم في ذلك.
البحث عن تمويل
الصورة: مكتب اليونيسف في باكستان |
نساء في قرية بيرثي غوث يجبن على أسئلة مسح McRAM |
وتعد هذه المبادرة مثالاً على ما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا الحديثة لحل المشاكل القديمة. فالناس في باكستان يعيشون تحت رحمة الطبيعة كما أثبت الزلزال وفيضانات عام 2007. ولكن ابتكار نظام يلغي الحاجة إلى المسوحات المتعددة والمضنية قد يزيد من فرص وصول المساعدات بسرعة أكبر للمحتاجين.
فالعديد ممن شهدوا الآثار التي خلفها الزلزال بعد وقوعه مباشرة يتذكرون مشهد حرق الملابس غير اللازمة على جنبات الطرق وتوزيع مستلزمات لا تحتاج إليها المجتمعات المتأثرة كحليب الأطفال المجفف. وهنا تتأتي أهمية مشروع McRAM الذي صمم لتحسين التنسيق بين المستفيدين والمنظمات الإنسانية لتفادي حدوث مثل هذه الفوضى والتأكد من حصول الناس على المساعدة التي هم بأمس الحاجة إليها.
كما قد يلعب هذا النظام دوراً هاماً في الأشهر والأسابيع القادمة مع قرب موسم الأمطار الموسمية التي تتسبب عادة بصعوبات ومشاكل في الكثير من المناطق في باكستان.
"