أخبر إحسان زيا، وزير إعادة التأهيل القروي والتنمية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الجفاف أضر بحوالي 1.5 مليون شخص في 19 إقليما من أقاليم أفغانستان الأربعة والثلاثين، وهم يحتاجون حاليا إلى إغاثة إنسانية عاجلة.
وجاء في تصريح زيا أن الجفاف أدى إلى فقدان حوالي 1.5 مليون شخص لما يتراوح بين 70 و80 بالمائة من سبل عيشهم التي تتمثل بشكل خاص في المواشي والأنشطة الزراعية المعتمدة على مياه الأمطار".
وتضم أفغانستان حوالي 1.5 مليون هكتار من الأراضي المعتمدة على الأمطار والتي وفرت عام 2007 ثلث الإنتاج المحلي من الحبوب بما فيها القمح والبقوليات والأرز والذرة.
كما أضر الجفاف، الذي يعزوه المسؤولون إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، بالأراضي الزراعية المعتمدة على الري والتي انخفض إنتاجها في العديد من مناطق البلاد بحوالي 40 بالمائة خلال عام 2007. و حسب وزارة الزراعة والري والمواشي، يتوقع أن ينخفض إنتاج أفغانستان من الحبوب هذه السنة إلى 2.3 مليون طن مقارنة ب4.6 مليون طن خلال عام 2007، مما يشكل انخفاضا بحوالي 50 بالمائة.
وكانت أفغانستان قد تمكنت من إنتاج 90 بالمائة من احتياجاتها الاستهلاكية في مجال الحبوب عام 2007، في حين اعتمدت على وارداتها من باكستان لسد الفجوة المتبقية في الاحتياجات. ويرى المسؤولون أن المساعدات الغذائية والواردات ستساهم في سد النقص الحالي في الإنتاج.
نقص مياه الشرب
أخبر زيا شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن سكان الشمال في حاجة ماسة لمياه الشرب بعد أن نضبت الينابيع التي كانت توفر لهم احتياجاتهم من المياه. ووفقا لمناشدة مشتركة أطلقتها الأمم المتحدة والحكومة يوم 19 يوليو/تموز للحصول على مساعدات إنسانية للمجتمعات المتضررة بالجفاف، يواجه 1.15 مليون شخص في 22 إقليم بما فيها كابول "نقصا حادا في مياه الشرب".
وأوضح زيا أن "185 حاوية مياه تتولى حاليا توزيع مياه الشرب على 508 قرية. ونحن نرمي لرفع هذا العدد". وأضاف أن الطلب على مياه الشرب والري يشهد تزايدا مستمرا. كما أفاد تقرير حكومي صادر في شهر يوليو/تموز أن حوالي 100 مرفق صحي و400 مدرسة على الأقل تفتقر لمياه الشرب الآمنة.
وحذرت المناشدة المشتركة من وجود شعور متزايد بالقلق حيال إمكانية "قرب جفاف مصادر المياه المتبقية مما سيزيد من أعداد المتضررين غير القادرين على الحصول على مياه الشرب".
لا نزوح جماعي بعد
نفى المسؤولون الأفغان حدوث أية موجة "نزوح جماعي" مرتبطة بالجفاف، باستثناء حالة واحدة في شهر مايو/أيار عندما أفادت التقارير بمغادرة حوالي 9,000 شخص لديارهم في منطقة البرز بإقليم البلق وتخييمهم في ضواحي مزار الشريف، عاصمة الإقليم. وقد عادت الأسر النازحة إلى ديارها بعد أن وعدها المسؤولون بتوصيل المساعدات إلى مناطقها.
![]() ![]() |
وكانت الحكومة الأفغانية والأمم المتحدة قد أطلقتا مناشدة مشتركة للحصول على مبلغ 404 مليون دولار قصد توفير مساعدات طارئة لحوالي 4.5 مليون متضرر. كما خصصت الحكومة مبلغ 50 مليون دولار لشراء القمح من الأسواق المحلية وتوصيله بشكل مسبق "للمخازن الاستراتيجية"، حسب زيا.
"