تبرعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمساعدات غذائية عاجلة بقيمة 1.7 مليون دولار لإغاثة المدنيين المتضررين من النزاع المسلح الدائر في شمال اليمن من جهة وللاجئين الصوماليين في الجنوب من جهة أخرى.
وسيتم تخصيص الجزء الأكبر من هذه المساعدات، أي حوالي 1.2 مليون دولار، للتخفيف من الأوضاع الإنسانية المزرية التي تشهدها محافظة صعدة حيث تسببت المواجهات المسلحة الشرسة بين القوات الحكومية من جهة والثوار الشيعة من جهة أخرى في نزوح الآلاف وجرح وقتل العشرات.
وتشمل المنحة 2,540 طن من القمح ودقيق القمح والفاصوليا والبازلاء والأرز. وسيتولى برنامج الأغذية العالمي توزيع هذه المساعدات على المحتاجين.
وفي هذا السياق، صرحت السفارة الأمريكية في بيان صادر عنها في 12 يوليو/تموز أن السفير الأمريكي ستيفن سيشي كرر، خلال اجتماع بممثلي وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ودبلوماسيين أجانب، قلق بلاده حيال الأوضاع الإنسانية في صعدة، وطالب باتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من معاناة المدنيين هناك".
وقد جاءت هذه المنحة الأمريكية بعد أيام قليلة فقط من إعلان المفوضية الأوروبية عن تخصيصها لمساعدات إنسانية طارئة بقيمة مليون يورو [حوالي 1.57 مليون دولار] للتخفيف من معاناة المدنيين في صعدة.
توسع رقعة المواجهات
لأول مرة منذ انهيار اتفاق السلام الذي كان الطرفان قد وقعا عليه بوساطة قطرية، تشهد رقعة المواجهات المسلحة الدائرة في شمال اليمن توسعا خارج محافظة صعدة لتشمل منطقة حرف سفيان في مقاطعة عمران ومديرية بني حشيش التي تبعد بحوالي 20 كلم شمال غرب مدينة صنعاء.
ويرى المراقبون أن المواجهات الحالية تعتبر الأعنف من نوعها منذ اندلاع النزاع المسلح بين الطرفين عام 2004. وهو النزاع الذي أودى إلى الآن بحياة المئات من الأشخاص.
وكان المكتب الإعلامي لزعيم الثوار الشيعة، عبد الملك الحوثي، قد صرح في 12 يوليو/تموز أن مقاتليه قادرون الآن على وقف القوات الحكومية من دخول صعدة وحرف سفيان وأنهم تمكنوا من تدمير دبابات تابعة لها وقتل جنود حكوميين خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها تلك المناطق.
تضرر حوالي 120,000 شخص
أفادت وكالات الإغاثة الإنسانية أن حوالي 120,000 شخص تضرروا بشكل مباشر بالنزاع منذ اندلاعه عام 2004. وقد أدت موجة النزوح إلى ظهور ست مخيمات نازحين في محافظة صعدة تأوي آلاف الأشخاص الذين هربوا من المواجهات. بالإضافة إلى آلاف النازحين الآخرين الذين يعيشون مع أسر مضيفة في مدينة صعدة.
كما اضطرت مئات الأسر في حرف سفيان للنزوح بعد أن تعرضت قراها للدمار من طرف القوات الحكومية، وفقا لمصادر محلية. ويعيش النازحون بشكل خاص مع أسر مضيفة في القرى المجاورة.
ووفقا لمنظمة منتدى الحوار غير الحكومية العاملة في صنعاء، فإن الحرب الدائرة في المنطقة منذ أربعة أعوام خلفت إلى الآن 20,000 يتيم و10,000 معاق و9,000 أرملة حرب و6,000 أسرة من دون معيل وعدد كبير من القتلى المدنيين والعسكريين.
وتشمل وكالات الإغاثة العاملة في مجال تقديم المساعدات للمدنيين في صعدة كلا من برنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
"