1. الرئيسية
  2. Africa

برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز: سرعة انتشار الوباء تفوق الاستجابة له

Red ribbon on a pin. Allan Gichigi/IRIN

في أقل من شهر، سيجتمع المسؤولون الحكوميون والناشطون في مجال مكافحة الإيدز من كل أنحاء العالم في نيويورك لمراجعة الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الإيدز.

وسيتم خلال الاجتماع مقارنة تقارير التقدم الوطنية، التي تم تقديمها في بداية هذه السنة، بالأهداف التي تم تبنيها في الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عن الإيدز عام 2001.

وبناء على ما جاء في التقارير الواردة من شرق وجنوب إفريقيا، وهما المنطقتان الأشد تأثراً بانتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الإيدز، استنتج الخبراء من برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز أنه بالرغم من التقدم المهم الذي تم إحرازه في مجالات عدة كالعلاج مثلاً، إلا أن العديد من الأهداف المتبناة في الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عن الإيدز لا تزال بعيدة المنال.

وفي هذا الإطار، قال مارك ستيرلينغ، مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز لشرق وجنوب إفريقيا أن البيانات التي تم تقديمها من قبل الدول تؤكد أن النسبة الإجمالية للتقدم في مجال تعميم الوصول إلى الخدمات غير متكافئة مع وتيرة انتشار المرض في المنطقة.

وكان برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز قد طلب من الدول المعنية تقديم بيانات مرتبطة بخمسة وعشرين مؤشراً صُمِّمت لمتابعة التقدم المُحرَز على عدة جبهات بما فيها انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة والتثقيف وتوفير العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية وزيادة نسبة استعمال الواقيات الذكرية وتقديم الدعم للأيتام [الذين فقدوا ذويهم بسبب المرض].

أما في مجال الوقاية، الذي تم وصفه في وثيقة 2001 باعتباره "الوجه الأهم للاستجابة"، فإن التقدم الذي تم إحرازه يبقى محبطاً للآمال، خصوصاً في ظل التراجع الذي شهدته بعض البلدان في هذا المجال مقارنة بما كانت قد حققته خلال دورة تقارير 2006.

كما أفادت التقارير الواردة من زامبيا وأوغندا وأنغولا بتراجع استعمال الواقيات الذكرية فيها خلال الفترة بين 2005 و2007، في حين انخفض الإقبال على خدمات منع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين في أنغولا وتنزانيا وزامبيا.

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، شكل الأطفال سدس الإصابات الجديدة بالفيروس في العالم خلال عام 2007. وبالرغم من أن بعض دول المنطقة شهدت انخفاضاً في نسبة الانتشار بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً – وهي الفئة العمرية التي توضح نسبة الإصابات الجديدة بين البالغين – إلا أن باقي الدول لم تشهد أي انخفاض بل ربما شهدت ارتفاعاًً بسيطاً في نسب الإصابة بالفيروس.

وفي الدول الإحدى عشر التي تشهد ارتفاعاً في نسبة انتشار الفيروس والتي قامت مؤخراً بإجراء مسوحات، لم تتعد نسبة أيتام الإيدز الذين يعيشون في بيوت مضيفة ويحصلون على الرعاية الطبية والدعم المادي والنفسي 15 بالمائة من مجموع الأيتام الذين فقدوا ذويهم بسبب المرض – وتشكل هذه النسبة ارتفاعاً بسيطاً بنسبة خمسة بالمائة عما كانت عليه النسبة عام 2005.

واعترف أندي سيل، المستشار الإقليمي ببرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بهذه المظاهر المحبطة التي أبلغت عنها بعض الدول، وشدد على أهمية النظر إلى الأرقام في ظل التفاصيل المقدمة في التقارير. فقد عانت العديد من الدول لتجميع البيانات اللازمة للمؤشرات الخمسة والعشرين. وشرح سيل ذلك قائلاً: "من الصعب جداً بالنسبة للعديد منها تطبيق آليات المراقبة والتقييم لديها مع ما نطلبه منها"، مشيراً إلى أن التقارير لم تعتمد فقط على المعطيات المقدمة من الحكومات.

وقال سيل لخدمة أخبار الإيدز (بلاس نيوز) التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد بذلنا مجهوداً كبيراً لنتأكد من أن التقارير المقدمة لنا هي تقارير وطنية وليست تقارير حكومية فقط. أعتقد أننا نستطيع أن نثق بالبيانات المتوفرة فيها".

وقد أقر ملخص برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بالزيادة "الاستثنائية" في التغطية العلاجية في بلدان مثل رواندا حيث كان 60 بالمائة من الأشخاص المحتاجين للعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يحصلون عليه في عام 2007 مقارنة بواحد بالمائة فقط خلال عام 2003. كما أن ثلاثة ملايين شخص تقريباً في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط حصلوا على العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وهو رقم يفوق ما كان عليه الوضع خلال عام 2006 بنسبة 50 بالمائة.

المدى البعيد

ومن المتوقع أن تتأثر التوقعات الخاصة باجتماع الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عن الإيدز هذه السنة بما وصفه العديد "بالنتائج المحبطة" للاجتماع الأخير الذي انعقد في يونيو/حزيران 2006 عندما أسفرت محاولات الوصول إلى إجماع بين الدول المتباينة المواقف والأولويات إلى إعلان اعتبرته معظم مؤسسات المجتمع المدني ضعيفاً وبدون أهداف.

من جهتها، أفادت سيسونك مسيمانغ، مسؤولة برامج فيروس نقص المناعة المكتسبة والإيدز بجمعية المبادرة الاجتماعية المفتوحة لجنوب إفريقيا OSISA، والتي كان لها دور كبير في الجهود الدولية لدعم منظمات عديدة للذهاب إلى نيويورك عام 2006، أن منظمتها ستخفض جهودها لاجتماع هذا العام. وقالت مسيمانغ لشبكة

''من المهم جداً أن يتم تمثيل اللاعبين الأفارقة وإسماع أصواتهم في هذه المحافل... ولكن توقعاتنا الآن أقل بكثير مما كانت عليه في الماضي''
الأنباء الإنسانية (إيرين): "من المهم جداً أن يتم تمثيل اللاعبين الأفارقة وإسماع أصواتهم في هذه المحافل... ولكن توقعاتنا الآن أقل بكثير مما كانت عليه في الماضي... لقد أصبح جزء كبير من استجابتنا يركز على الإجراءات البعيدة المدى".

وفي مجال الوقاية، بدأت العديد من المنظمات العاملة في مجال الإيدز تتساءل حول فائدة الأهداف القصيرة الأمد مثل تلك التي وضعها الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الإيدز، وبدأت تحول تركيزها إلى الاستراتيجيات البعيدة المدى التي تركز على العوامل الاجتماعية والثقافية التي تساهم في انتشار وباء فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الإيدز.

وفي هذا المجال قال سيل: "أعتقد أن الأهداف القصيرة الأمد حُدِّدت عندما كان الناس في طور التأقلم مع مرض الإيدز باعتباره وباء خطيراً. ولذلك، فإننا نتفهم رغبتهم في ذلك الوقت في التعامل معها باعتبارها حالة طوارئ... وبالرغم من أننا لا نزال نحتاج إلى القيام بذلك إلا أن هناك حاجة ملحة الآن لاتباع النُسق طويلة الأمد".

ومن المتوقع أن يتخلى اجتماع هذه السنة عن الإعلان ويصدر بدلاً عنه "وثيقة نتائج" تقوم فقط بتوثيق مجريات الجلسات. وقد أكد سيل على أن الحدث سيوفر فرصاً مهمة لتبادل الخبرات بين الدول وتقوية الروابط بين المانحين والمستفيدين وممارسة "المزيد من الضغط على الدول للتأكد من أنها تقوم بمتابعة البيانات وتشجيعها على المشاركة الفعالة في جمعها".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join