1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Indonesia

إندونيسيا: فيروس نقص المناعة المكتسبة ينتشر بين متعاطي المخدرات بالحقن

An Afghan man injects heroin in Kabul. Nejat Rehabilitation Centre

يقال أن عدة شموس تسطع فوق العاصمة الإندونيسية جاكارتا بسبب شدة الحر فيها. ولكن إحدى مناطقها وهي منطقة تانجونج بريوك لا تعرف بقيظها الشديد فحسب وإنما بارتفاع مستويات الجريمة وتجارة المخدرات كذلك.

ومن بين متعاطي المخدرات في هذه المنطقة، إياب*     (24 عاماً) الذي بدأ بتعاطي الهيروين عندما كان في المدرسة الثانوية، وفندي* (21 عاماً) الذي كان يحصل على المخدرات بسهولة بسبب متاجرة عمه فيها وتعاطيه إياها داخل غرفة جلوس العائلة. وتزخر هذه المنطقة بقصص كثيرة مماثلة لقصتي إياب وفندي.

وبينما لم يكن هناك سوى القليل من البرامج التي تستهدف متعاطي المخدرات في تانجونج بريوك لأن العمل في هذا المجال يكتسي خطورة كبيرة، وفقاً للناشطين، إلا أنه تم في العام الماضي إطلاق برامج الإبر النظيفة وافتتاح عيادة لمعالجة مدمني الهيروين بمادة الميثادون.

وتعتبر المخدرات مشكلة رئيسية في إندونيسيا التي تشهد انتشاراً كبيراً للأنواع التي يتم تعاطيها بواسطة الحقن. وكانت وزارة الصحة قد قدَّرت عدد متعاطي المخدرات بالإبر عام 2006 بما يتراوح بين 190,000 و247,000 شخص.

ويعتبر تعاطي المخدرات بواسطة الحقن السبب الرئيسي وراء انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة، حيث أفادت تقديرات وزارة الصحة أن نصف الحالات التي تم التبليغ عن إصابتها بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو مرض الإيدز حتى شهر سبتمبر/أيلول 2007 والتي يبلغ عددها حوالي 10,384 إصابة، هم من متعاطي المخدرات بواسطة الحقن. وفي المناطق الساخنة" مثل العاصمة، تصل نسبة المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الإيدز من متعاطي المخدرات بالحقن إلى 72 بالمائة، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 80 بالمائة في غرب جاوا.

وأفاد إينانج فينارسو، من اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز أن الحكومة كثفت من جهودها للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة بين متعاطي المخدرات بالحقن، وذلك عن طريق تبني سياسة "خفض الضرر".

ويمكن وصف مصطلح "خفض الضرر" على أنه أي نشاط يتراوح بين الاستشارات حول الممارسات الجنسية السليمة وحتى توزيع الواقيات الذكرية، ولكن في السياق الآسيوي، عادة ما يشير هذا المصطلح إلى برامج توزيع الحقن النظيفة وبدائل المخدرات.

ولم تصل برامج توزيع الحقن النظيفة إلا لعشرين بالمائة من متعاطي المخدرات بالإبر خلال عام 2004، ولكنها الآن تصل إلى 80 بالمائة منهم، حسب اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز. كما أقيمت 24 عيادة توفر العلاج عن طريق مادة الميثادون، داخل المستشفيات والمراكز الصحية والسجون في مختلف أنحاء البلاد. ويخطط المعنيون لإقامة المزيد من هذه العيادات في المستقبل القريب.

وكانت جامعة بادجادجران في باندونج قد أفادت في دراسة لها أن مادة الميثادون فعالة في إبقاء متعاطي المخدرات بعيدين عن الهيروين والجريمة.

وبالرغم من تكثيف الجهود، لا زال عدد حالات العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسبة يشهد ارتفاعاً مستمراً، حيث أظهرت الأبحاث الأخيرة أن نسبة انتشار الفيروس بين متعاطي المخدرات بالحقن في إندونيسيا تتراوح بين 40 و90 بالمائة، بحسب المنطقة الخاضعة للدراسة. كما أظهرت دراسة قامت بها كلية الصحة العامة بجامعة إندونيسيا حول المراهقين المتعاطين للمخدرات عن طريق الحقن أن 62 بالمائة منهم يعيدون استعمال الإبر وقد يصل عدد مستعملي نفس الإبرة إلى 18 شخصاً أحياناً.

وقد اعترف فينارسو أن الجهود المبذولة حالياً غير كافية، فمحدودية المرافق والموارد البشرية وإمدادات الميثادون الذي يتم استيراده من الخارج، كلها أسباب تعني أن كل واحدة من عيادات المعالجة بالميثادون لا تستطيع أن تستوعب سوى 150 مريضاً فقط. كما أفاد أن التحدي الآخر يكمن في عدم توفر العلاج لحاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. وأوضح أن العديد من الأطباء يرفضون معالجة متعاطي المخدرات الذين يستمرون في حقن أنفسهم.

غير أن جويس دجيلاني جوردن، الناشطة بمؤسسة هارابان بيرماتا هاتي كيتا التي تدير برامج لفائدة متعاطي المخدرات، أفادت أن القليل فقط من الأطباء هم الذين رفضوا معالجة متعاطي المخدرات الذين يحملون فيروس نقص المناعة المكتسبة.

وقالت جويس أن "مشكلة الأطباء قصة قديمة. ولكن المشكلة الأكبر تتمثل في أن متعاطي المخدرات بالحقن يواصلون حقن أنفسهم بإبر مُلوَّثة وفي أماكن وسخة...مما يجعلهم عرضة للعدوى [بالفيروس] وبغيره من الأمراض مثل التهاب الكبد الفيروسي (ج)".

كما أشارت جويس أيضاً إلى أن هناك حاجة ملحة لزيادة برامج الإبر النظيفة وتزويد متعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالمعلومات حول كيفية تجنب العدوى الجنسية. وأضافت: "نواجه واقعاً ينذر بخطر كبير، فمتعاطي المخدرات بواسطة الإبر لا زالوا صغار السن وهم نشطون جنسياً وبعضهم ينجب أطفالاً، ولذلك لا نستطيع أن نركز على الإبر النظيفة أو على الميثادون".

وتقدر منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) أن آلاف النساء الإندونيسيات قد أُصِبن بفيروس نقص المناعة المكتسبة عن طريق الاتصال الجنسي مع رجال يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.

من جهتها، انتقدت سيكار وولان من مؤسسة ستيغما، وهي مؤسسة محلية تم إنشاؤها لدعم متعاطي المخدرات ومكافحة الوصمة والتمييز اللذين يلاحقانهم، تركيز الحكومة على متعاطي المخدرات بدل تجارها. وأضافت قائلة: "كانت هناك برامج وحملات ولكن نسب انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة تستمر في الارتفاع لأن البرامج بدأت في وقت متأخر ولم تستمر بشكل متواصل".

كما أشارت إلى أن سياسة خفض الضرر بدأت قبل أن يتم إجراء التقييم المناسب لتحديد نسب العدوى المتباينة في المناطق المختلفة. واقترحت أن يتم "إجراء تقييم جيد ووضع قوانين قبل مواصلة البرامج والحملات".


* ليس اسم حقيقي

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join