1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

اليمن: أكثر من 3,000 لاجئ صومالي يعيشون في ظروف صعبة

Abu Bakr Hussein, 39, said he has hardly eaten since living in the open area of al-Basateen, a poor neighbourhood in the southern port city of Aden. Muhammad al-Jabri/IRIN

 كان أبو بكر حسين، 40 عاماً، واحداً من 100 إفريقي عبروا خليج عدن على متن قارب ووصلوا إلى اليمن في 8 أكتوبر/تشرين الأول. وقد دفع كل منهم 60 دولاراً للمهربين لقاء إشراكهم في هذه الرحلة التي وصفوها بأنها جد مروعة. ولكن سرعان ما وجد حسين بأن الظروف التي يعيش فيها في اليمن أكثر صعوبة، ويزيدها سوءاً الألم الشديد الذي بدأ يشعر به في عينه اليسرى بعد وصوله إلى اليمن، فهو لا يعلم إلى أين يذهب لمعالجتها ولا يملك المال لشراء الدواء.

ويقول حسين بأنه يعيش تحت الأشجار ولا يستطيع الحصول على ما يسد به رمقه نظراً لافتقاره لأي نوع من أنواع الدخل أو المساعدات، ويضيف قائلاً: إنني أشعر مثل الغريب في هذا البلد. فأنا لا أستطيع البحث عن عمل ولا طلب المساعدة من المواطنين لأنني لا أتكلم العربية".

ويعتبر حسين واحداً من آلاف الصوماليين الذين وصلوا إلى شواطئ اليمن خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول. وبعض هؤلاء، شأنهم شأن حسين، بحثوا عن المأوى في حي البساتين الفقير بمدينة عدن الساحلية، في حين تمكن البعض الآخر من الانضمام إلى مخيم الخرز للاجئين، الواقع على بعد 150 كلم من عدن، والذي تشرف عليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأخبر محمد ديريا، كبير اللاجئين الصوماليين في البساتين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن المنطقة تأوي أكثر من 16,000 لاجئ صومالي، وبأن حوالي 3000 لاجئ ممن وصلوا حديثاً يسكنون في العراء بالقرب من الأكواخ التي تؤلف الحي.

مخاطر صحية

وأوضح ديريا قائلاً: "إنهم يمكثون في العراء بدون خيام ولا أغطية. ويعيشون في ظروف قاسية ومعظمهم عاطلون عن العمل. كما أنهم لم يحصلوا على أية مساعدة من المؤسسات الخيرية"، وأضاف أن عدد الصوماليين المسجلين رسمياً مع مفوضية اللاجئين غير معروف.

ويحصل الصوماليون الواصلون إلى اليمن على صفة اللجوء لأن معظمهم هاربون من النزاعات العنيفة التي تمزق مناطقهم، بالرغم من أنهم لا يقومون جميعاً بطلب الحصول على صفة اللجوء. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين في اليمن حالياً أكثر من 90,000 لاجئ، الغالبية العظمى منهم صوماليون.

وتوجد الأرض التي ينام عليها الوافدون الجدد وسط أكوام من النفايات. وينام البعض منهم على صفائح من الكرتون بينما تنام الغالبية العظمى على الأرض. كما أنهم يشربون من بئر صغير يعود لمواطن من عدن، مياهه ليست نظيفة وفقاً لديريا الذي قال أيضاً بأنهم عرضة للإصابة بالملاريا.


الصورة: محمد الجبري/إيرين
يواجه حوالي 3,000 لاجئ صومالي من القادمين الجدد مخاطر صحية وهم يعيشون في العراء وبين النفايات في حي البساتين
وأضاف: "إنهم لا يعرفون إلى أين يذهبون إذ لا يوجد لديهم أية معلومات عن المنطقة. وإذا مرض أحدهم وقدم إلى مكتبي، فإننا نأخذه إلى المركز الصحي الخاص بنا. لا نستطيع الذهاب إليه ولا نستطيع أن نفعل له أي شيء لمحدودية إمكاناتنا".

وأوضح ديريا بأن الأسر حديثة الوصول تضطر للنوم في العراء لعدم قدرتها على دفع مبلغ 3,000 ريال يمني (15 دولار) في الشهر الذي يستوجبه إيجار غرفة صغيرة في الجوار، مضيفاً بأن الرجال هم في الغالب من ينامون في العراء لأن الأسر الصومالية الموجودة من قبل في الجوار تستضيف القادمين الجدد من النساء والأطفال.

"الوضع أسوأ من قبل"

كما أوضح ديريا بأن العديد من الوافدين الجدد قدموا من مخيم خرز للاجئين على أمل الحصول على حياة أفضل. "ولكنهم وجدوا أنفسهم في وضع أسوأ بكثير مما كان يعيشون فيه من قبل".

وأحد هؤلاء هو علي شيرار الذي يعاني من مشاكل نفسية بعد أن قام المهربون بطعنه بسكين في كتفه يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول. ولم يعد علي قادراً على الكلام كما يخشى أخوه، طاهر البالغ من العمر 15 عاماً، من أنه قد أصبح أخرساً. ويقول طاهر: "لقد كان يتحرك على متن المركب فقام المهربون بطعنه. لا أعلم ماذا يمكنني أن أفعل له. إننا يائسون".


الصورة: محمد الجبري/إيرين
أحد الصوماليين من القادمين الجدد ينام تحت شجرة في حي البساتين
أما مختار محمد الشيخ، 33 عاماً، الذي غامر بهذه الرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن للوصول إلى رأس باب المندب، غربي عدن، مع 24 شخصاً آخرين في 9 أكتوبر/تشرين الأول تاركاً وراءه زوجته وطفليه في الصومال، فيقول: "ألقى خفر السواحل اليمنيين القبض علينا وأحضرونا إلى مخيم خرز. لم يكن لدينا ما يكفي من طعام في المخيم. فقررت مع بعض الوافدين الجدد القدوم إلى هذا المكان بعد أن وصلتنا أخباره. نريد أن نغادر اليمن، فليس لدينا ما نفعله ولا نستطيع أن نعيش هنا". وكان محمد الشيخ قد أشار خلال حديثه بأنه وكل من رافقه خلال رحلته إلى اليمن عبر جيبوتي قد دفع مبلغ 75 دولار مقابل الانضمام إلى الرحلة.

ارتفاع نسبة الوفيات

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 16 أكتوبر/تشرين الأول عن قلقها حيال تزايد عدد زوارق التهريب التي تصل إلى السواحل اليمنية، إذ قالت الناطقة باسم المفوضية، جنيفر باغونيس، بأنه "تم تسجيل وصول أكثر من 38 زورقاً (أي ما يعادل 3 زوارق في اليوم) إلى ساحل اليمن خلال أول 13 يوماً من شهر أكتوبر/تشرين الأول. وكانت هذه الزوارق محملة بحوالي 3,800 شخصاً". وأضافت أن 38 شخصاً لقوا حتفهم في حين لا يزال 134 آخرين في عداد المفقودين.


الصورة: محمد الجبري/إيرين
أحد الصوماليين من القادمين الجدد يشرب الماء من بئر يعود لأحد المواطنين في مدينة عدن
ووفقاً لبيان المفوضية، غادر الصوماليون ديارهم بسبب المواجهات المستمرة بين الحكومة الفدرالية الانتقالية وقوات المعارضة، أو بسبب النزاعات القبلية أو لعدم توفر وظائف. وقالت باغونيس بأن بعض اللاجئين عزوا مغادرتهم لديارهم إلى "الفيضانات والجفاف وإغلاق الطرقات التي تجعل التنقل صعباً للغاية".

وفي شهر سبتمبر/أيلول، وصل إلى اليمن 59 زورقاً محملاً بحوالي 5,808 شخص، لقي 99 منهم حتفهم وبقي 141 في عداد المفقودين، كما أعلنت المفوضية.

وخلال هذه السنة، عبر ما مجموعه 18,757 شخص خليج عدن بالزوارق، توفي منهم حوالي 404 في الطريق في حين يعتبر 393 في عداد المفقودين وفقاً للمفوضية.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join