1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

تونس: المهاجرون من ليبيا ينتظرون طويلاً في المخيم الانتقالي

People line up for food at Choucha camp, at the Libya-Tunisia border Kate Thomas/IRIN
Refugees at a camp on the Libya-Tunisia border (File photo)

 عندما اندلع العنف في بلدة الزاوية في غرب ليبيا، كان محمد نين، وهو عامل بنغالي مهاجر يبلغ من العمر 28 عاماً يمارس عمله في مصنع للصلب. وقد نجح نين الذي كان يتعجل المغادرة في إقناع رئيسه الليبي بتسليمه جواز سفره، ولكنه لم يحصل على الأجر الذي كان مقرراً له.

قفز نين في سيارة أجرة مع أربعة مواطنين من بلده وتوجهوا جمعياً إلى الحدود التونسية حيث استقل حافلة أوصلته إلى مخيم شوشة الانتقالي، الذي يبعد 25 كيلومتراً عن بلدة رأس اجدير الحدودية.

وبعد عشرة أيام، كان نين لا يزال هناك، في انتظار رحلة جوية تعيده إلى دكا، حيث قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "ترغب أسرتي في أن أعود إلى الوطن في أسرع وقت ممكن، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة. فهناك الكثير من البنغاليين هنا، وعلينا الانتظار طويلاً قبل الذهاب إلى المطار".

وفي ظل وجود أربعة رحلات فقط من مطار جربة القريب إلى دكا يومياً، يستهلك الأشخاص الموجودون في شوشة معظم الموارد المتاحة في المخيم. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، غادر 253,912 شخصاً ليبيا منذ بداية الاضطرابات الحالية في منتصف فبراير، اتجه 137,424 منهم إلى تونس، وكانت الغالبية العظمى من المصريين الذين عادوا إلى وطنهم منذ ذلك الحين. ويعيش 17,000 شخص حالياً في مخيم شوشة، من بينهم 10,000 بنغالي. أما السبعة آلاف المتبقين، فمعظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقال فراس كيال، المسؤول الإعلامي لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شوشة: "ما أن تغادر مجموعة من المهاجرين حتى تصل مجموعة أخرى مكانها ... الرحلة إلى مصر قصيرة جداً، لذا تستطيع الطائرات القيام بعدة رحلات ذهاباً وإياباً كل يوم، والحكومة المصرية قدمت الجزء الأكبر من الرحلات الجوية".

وأضاف أن "مسألة تنظيم عودة الناس إلى بنجلاديش أكثر تعقيداً، فالمسافة طويلة جداً، ونحن نعتمد على المجتمع الدولي لتوفير جزء كبير من التمويل".

ووفقاً للمفوضية، يجري نقل حوالي 2,000 شخص بالحافلات من شوشة إلى مطار جربة كل يوم، ولكن المخيم يستقبل أيضاً ما بين 1,500 و2,500 عامل مهاجر ولاجئ جديد كل يوم، معظمهم من الرجال العازبين في العقدين الثالث والرابع من العمر. وحتى 7 مارس، تم تسجيل 90 إمرأة و70 طفلاً، من بينهم صوماليون وإريتريون وفلسطينيون كانوا يتمتعون بوضع اللجوء في ليبيا.

التوتر

من جهتها، قالت نرجس بن ملوكة، رئيسة بعثة الإغاثة الإسلامية، التي لديها القدرة على توزيع 4,000 صحن طعام في موعد كل وجبة، أن الغذاء هو مصدر القلق الأكبر. وأضافت قائلة: "لقد تغيرت الأجواء في المخيم خلال اليومين الماضيين. لاحظنا أن الجو أكثر توتراً ويبدو أن هناك المزيد من الأشخاص. الناس يصطفون في طوابير لفترات أطول من أجل الحصول على طعام أقل".

وتأتي معظم الإمدادات الغذائية من تبرعات ينسقها الجيش التونسي، الذي يدير المخيم بالاشتراك مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كما أرسل برنامج الأغذية العالمي 80 طناً من البسكويت عالي الطاقة فضلاً عن منحة نقدية بقيمة 150,000 دولار لدعم الجهود المحلية لتوفير المساعدات الغذائية. وتركز الإغاثة الإسلامية، جنباً إلى جنب مع منظمة العمل لمكافحة الجوع وبرنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التونسي، على تحسين جهود توزيع الغذاء. كما تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتوزيع الطرود الغذائية والمياه، في حين تقدم منظمة الأمم المتحدة للطفولة وجبات الأطفال والرضع إلى الأسر.

وقالت ملوكة أن "أكبر مشكلة لدينا هي تنظيم توزيع الأغذية، وليس الامدادات الفعلية من المواد الغذائية. لقد ملأ الجيش التونسي المخازن الكبرى بالماء والأرز والعصائر والبسكويت، ولكننا نحتاج إلى تنظيم أفضل. ليس لدينا سوى أربع نقاط توزيع للمواد الغذائية في المخيم بأكمله، وهو ما يعني حالياً طوابير طويلة تصل إلى ثلاث ساعات من الانتظار بالنسبة لبعض الناس".

ويتم تقديم الغذاء إلى البنغاليين والمجموعات من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على حدة. وأضافت ملوكة قائلة: "نحن نفصل بين الفريقين عند تناول الوجبات، وذلك لأن عدد البنغاليين كبير جداً. لم يكن الأفارقة يحصلون على فرصة لتناول الطعام وبدؤوا يغضبون. هم الذين اقترحوا فكرة الوقوف في طابور منفصل، ويبدو أن هذه الطريقة أفضل".

وفي الوقت الحالي، تبدو الاحتياجات الطبية لسكان مخيم شوشة واضحة إلى حد ما. وتقول منظمتا أطباء بلا حدود وأطباء العالم، المتواجدتان داخل المخيم مع الهلال الأحمر التونسي، أن معظم الحالات عبارة عن نزلات برد وانفلونزا وغيرها من الحالات التي يتم علاجها بسهولة. كما يجري تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.

الوافدون الجدد

وعلى الحدود، يستقبل الهلال الأحمر التونسي ومجموعة من الأطباء من مدينة المنستير التي تقع على بعد 162 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس الوافدين الجدد. وقال محمد كحلول، وهو طبيب تخدير متطوع من المنستير: "لا يزال عدد الفارين من ليبيا منخفضاً جداً، على الرغم من أن هذا قد يتغير في لحظة واحدة،" مضيفاً أن "معظم الناس يعانون من أمراض بسيطة، ولكننا على استعداد لمعالجة إصابات أكثر خطورة إذا تغير الوضع على الجانب الآخر".

وأوضح محمد أمين فهيم من الهلال الأحمر التونسي أن منظمته مستعدة لهذا الاحتمال أيضاً، حيث قال: "لقد بدأ المعبر الحدودي بالعودة إلى وضعه الطبيعي، ولكننا مستعدون هنا في حال تغير الوضع فجأة وبشكل كبير".

وحتى الآن، كان هناك عدد قليل جداً من المشاكل المتصلة بالحماية في شوشة، على الرغم من الإبلاغ عن حالة عنف منزلي واحدة، فضلاً عن وصول فتاة واحدة قاصر غير مصحوبة بأبويها. ولكن ما يثير قلق المفوضية هو وجود مجموعتين منفصلتين داخل المخيم - العمال المهاجرين (الأغلبية من جهة، والصوماليون والإريتريون وغيرهم من "الأشخاص موضع الاهتمام" الذين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية من جهة أخرى.

وقال كيال المسؤول بمفوضية اللاجئين أن "المجموعتين تعيشان بشكل منفصل نوعاً ما...وبينما كان معظم السكان يسجلون أسماءهم من أجل العودة إلى ديارهم، لا ترغب المجموعة الثانية في العودة ولا تستطيع ذلك. نحن نناقش الأمر مع بلدان إعادة التوطين المحتملة، وقد بدأنا - وفي بعض الحالات نواصل - عملية إعادة توطين هؤلاء الناس من هنا".

يندرج محمد (الذي طلب عدم ذكر اسمه العائلي)، وهو من مقديشو يبلغ من العمر 19 عاماً، تحت المجموعة الثانية. ووصف محمد ما يعانيه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "كل يوم أشاهد الناس يركبون حافلات إلى المطار، ولكنني لا أغارد لأن وضعهم مختلف تماماً عني، وحتى لو عُرضت علي فرصة العودة إلى الصومال، لن أكون راغباً في ذلك على أية حال. أنا في انتظار معرفة أين سينتهي بي المطاف".

وحتى لو كان محمد لا يستطيع العودة إلى وطنه، إلا أن الاتصال بأقاربه هناك أمر مهم بالنسبة له. ويشاركه في ذلك آلاف البنغاليين ومواطنو مالي ونيجيريا وغانا الذين يشكلون سكان المخيم.

وعلى حافة مخيم شوشة، وضعت منظمة اتصالات بلا حدود مركز اتصال عبر الأقمار الصناعية يقدم خدمات اتصال هاتفية دولية مجانية لمدة ثلاث دقائق. ويبقى الاصطفاف للحديث مع الأحباء في الوطن هو أهم أحداث اليوم النمطي في شوشة بالنسبة للعديد من سكان المخيم.

وقال نين: "في الوقت الراهن، لا يمكن أن نكون في بنجلاديش، ولكن الحديث مع والدي عبر الهاتف يخفف من معاناة الانتظار".

kt/eo/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join