1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

السودان: التصويت انتهى ولكن العمل الصعب قد بدأ

Southern Sudanese women wait in line in Juba to vote on 9 January in the referendum Peter Martel/IRIN
Southern Sudanese women wait in line in Juba to vote on 9 January in the referendum

على الرغم من أن الاستفتاء حول مستقبل جنوب السودان قد تحدى النقاد بمروره بسلام، ولكن المنطقة لازالت تواجه تحديات يمكنها أن تهدد الاستقرار، وفقاً للخبراء والمسؤولين.

وفي هذا الإطار، قال فيكتور تونشي، رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الإفريقي للصحفيين لدى صدور التقرير الأولي في 16 يناير أن "بيئة الاستفتاء كانت سلمية ومنظمة وآمنة للسماح لعدد كبير من الناخبين بممارسة حقوقهم الديمقراطية بسهولة نسبية".

وقال المراقبون أنه بالرغم من التحذيرات السابقة حول خطر حدوث أعمال عنف، إلا أن فترة التصويت التي امتدت من 9 إلى 15 يناير كانت هادئة وسلمية. وقد اصطف الناخبون المتحمسون بصبر في صفوف لساعات وسط الإقبال الكبير على التصويت في الجنوب، ولكن الأعداد كانت أقل بكثير في الشمال.

وقالت الناخبة سوزان تومبي: "هذه لحظة تاريخية نختار فيها مصيرنا لأول مرة في حياتنا ... لا يوجد ما هو أهم من ذلك بالنسبة لشعب الجنوب لذا لن يقوم أحد بفعل أي شيء لإفساد تلك اللحظة".

ويشكل الاستفتاء ذروة اتفاق السلام الذي تم عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب الأهلية. وقد أودى النزاع بحياة مليوني شخص تقريباً، وفقاً لما ذكره المراقبون.

ولن تعلن النتائج النهائية للاستفتاء حتى 14 فبراير ولكن النتائج الأولية تشير إلى دعم ساحق لصالح الانفصال، وهي وجهة النظر التي يؤيدها مركز كارتر الأمريكي.

وقال المركز في بيان صدر في 17 يناير أنه "بناءً على التقارير الأولية لنتائج فرز الأصوات يبدو من المؤكد تقريباً أن النتائج ستكون لصالح الانفصال. ويرى المركز أن عملية الاستفتاء حتى الآن تتفق بصورة كبيرة مع المعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية وتمثل تعبير حقيقي عن إرادة الناخبين".

وقد هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما السودان على الانتخابات السلمية. وقال في 16 يناير: "كان مشهد العديد من السودانيين وهم يدلون بأصواتهم بطريقة منظمة وسلمية مصدر إلهام للعالم وإشادة بإصرار شعب جنوب السودان وقادته على صياغة مستقبل أفضل".

وقد تم التعبير عن مشاعر مشابهة من قبل المراقبين بما في ذلك جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.

ويقول المراقبون أنه قبل 9 يوليو – التاريخ الذي قد يصبح بحلوله الجنوب مستقلاً - ستبقى بعض القضايا الرئيسية عالقة. وتشمل هذه القضايا المفاوضات بشأن المواطنة وتقاسم عائدات النفط - مع وجود الاحتياطيات في الجنوب بصورة أساسية وامتداد خطوط الأنابيب إلى الشمال فقط - وترسيم الحدود والديون التي تشل السودان والمقدرة بـ 38 مليار دولار.

أبيي

ومن القضايا الرئيسية التي تثير القلق منطقة أبيي الحدودية حيث قتل 30 شخصاً على الأقل في مصادمات مع بدء التصويت.

وكان من المقرر أن تعقد أبيي استفتاءً منفصلاً في نفس توقيت استفتاء الجنوب، يقرر فيه سكانها ما إذا كانوا سيصبحون جزءاً من الشمال أو الجنوب. ولكن التقدم على مسار هذا الاستفتاء لا يزال يواجه عقبات في ظل مطالبة قبيلة المسيرية المدعومة من الشمال بدرجة كبيرة، والتي تسافر عبر المنطقة سنوياً من أجل رعي الماشية، بالحق في التصويت.

وقد رفضت قبيلة الدينكا نجوك المدعومة بشكل رئيسي من الجنوب والجنوبيون هذا الطلب قائلين أن المقيمين الدائمين فقط هم من يجب أن يُسمح لهم بالتصويت. وقد وافق الاتفاق بين الخرطوم وجوبا الذي تم توقيعه في 17 يناير حول أبيي على مجموعة من التدابير تشمل تعزيز الأمن بوحدات متكاملة مشتركة إضافية- القوات العسكرية الشمالية الجنوبية الخاصة.

ويشير المراقبون إلى أنه سيتم تغطية قضية أبيي من خلال مفاوضات ما بعد الاستفتاء، إذ يسعى الجنوب إلى ضم الأرض بينما يريد الشمال التخلص من جزء كبير من الديون والحصول على النفط واتفاقيات الحدود في أماكن أخرى. وستحتاج مثل هذه الاتفاقية إلى أخذ موافقة من الأطراف الموجودة على الأرض ولكن العديد من تلك الأطراف لا تزال تطالب بالمضي قدماً في الاستفتاء الذي ُوعدت به.

وقال دينج مادينج من "منتدى استفتاء أبيي"، وهو مجموعة من مجموعات المجتمع المدني: "مثلما تم التعهد بإجراء استفتاء جنوب السودان فقد تم تقديم تعهد ملزم بإجراء استفتاء أبيي. لابد أن يكون هناك حل لوضعنا".

من جهته، أفاد دوجلاس جونسن، الخبير في الشؤون السودانية والعضو السابق في لجنة ترسيم حدود أبيي أن "أبيي قد أثبتت حتى الآن أنها الجزء الأكثر صعوبة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل وهي أكثر صعوبة من تحديد باقي حدود الشمال والجنوب أو تقسيم عائدات النفط".

من جهتهم، اتهم كبار المسؤولين الجنوبيين مثل دينق ألور الشمال بدعم الميليشيات في المنطقة، وهي ادعاءات رفضها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم.

وقال ألور الذي يشغل منصب وزير التعاون الإقليمي في حكومة الجنوب: "نحن نقول لحزب المؤتمر الوطني أنه من الأفضل التوقف عن ذلك فعندما يكون بيتك من زجاج يجب ألا تقذف الناس بالحجارة. إن حزب المؤتمر الوطني ضعيف جداً وهم يعرفون ذلك".

وبينما يدعو جونسون إلى تنفيذ شروط الاستفتاء قبل نهاية موسم الجفاف في مايو، دعا أيضاً إلى وضع آليات طويلة الأمد لتمكين كل من المسيرية والدينكا نجوك من "التعاون في تأمين التحركات السنوية للرعاة".

وقال بعض المسؤولين أنه بالرغم من التوترات، فإن خطر تجدد النزاع منخفض، حيث قال جير تشوانج، وزير الشؤون الداخلية في جنوب السودان: "لقد قضينا العديد من السنوات ونحن ننزف في الأحراش ونفقد أصدقاءنا المقربين وأخوتنا وهو ما سيجعل الشمال والجنوب يعيدان النظر بشأن الحرب. نحن نعمل من أجل جنوب سودان مستقر وسلمي".

التحديات

والتحدي الرئيسي هو أن المشكلات التنموية والإنسانية الرئيسية لا تزال قائمة. فطبقاً للأرقام التي أعلن عنها جورج تشاربينتيه، المنسق الإنساني للأمم المتحدة في السودان، عاد أكثر من 180,000 جنوبي من الشمال في الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يضيف ضغوطاً على المجتمعات التي تكافح بالفعل من أجل التأقلم.

Performers in traditional garb parade the Southern Sudan flag in Juba ahead of the Southern Sudan referendum
الصورة: سيغفريد مودولا/إيرين
استفتاء جنوب السودان - شاهد الصور
وقال تشاربينتيه أنه "يتم بذل كل الجهود لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للعائدين بما في ذلك الغذاء والحصول على المياه والصرف الصحي والأغطية".

ولكن الاحتياجات الطويلة الأجل كبيرة للغاية، حيث قالت ميليندا يونج مدير مكتب أوكسفام في جنوب السودان في بيان عشية التصويت أن "الفقر المزمن وانعدام التنمية وتهديد العنف الذي يفسد الحياة اليومية للناس لن يختفي بعد الاستفتاء".

وأضافت يونج أنه "مهما كانت نتيجة التصويت فإن تلك القضايا الطويلة الأجل تحتاج إلى معالجة. وسيؤدي الفشل في القيام بذلك إلى خطر إبطال أي تقدم قد تحقق خلال السنوات القليلة الماضية".

ويزيد الخوف أيضاً في الشمال حيث يخشى المراقبون من ردة فعل غاضبة محتملة إذا انفصل الجنوب. فالمظاهرات حول ارتفاع أسعار الغذاء أثارت القلق، مع ارتفاع مستوى التضخم وضعف الجنيه السوداني أمام الدولار في الأشهر الأخيرة.

وقد ألقي القبض على السياسي الإسلامي المعارض حسن الترابي في 18 يناير بعدما دعا إلى انتفاضة على غرار تونس في العاصمة الخرطوم.

وقال ناشط مجتمع مدني في الخرطوم طلب عدم ذكر اسمه أن "الكثير من الناس يفكرون الآن ماذا سيحدث لنا في الشمال؟"

وأضاف قائلاً: "نحن نفترض أن الجنوب سينفصل...ولكن لدينا مشكلاتنا أيضاً: فهناك حركات تمرد في دارفور وفي الشرق. هل سيكونون من يتساءل “هل حان دورنا الآن؟”"

pm/eo/mw-hk/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join