أفاد لاجئون وعمال إغاثة ومسؤولون أن الفيضانات العارمة التي ضربت باكستان على مدى الأسبوعين الماضيين تسببت في فقدان عشرات اللاجئين الأفغان ونزوح الآلاف غيرهم.
ويعد إقليم خيبر بختون خوا، شمال غرب باكستان، حيث يقطن معظم اللاجئين الأفغان المسجلين في باكستان والبالغ عددهم نحو 1.7 شخص، الأكثر تضرراً في البلاد، وفقاً للمسؤولين.
وأخبر جمال الدين شاه، مفوض الحكومة الباكستانية لشؤون اللاجئين الأفغان في إقليم خيبر بختون خوا شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الفيضانات جرفت مخيمين على الأقل، يأويان أكثر من5,000 أسرة لاجئة.
وأضاف أن الفيضانات دمرت آلاف المنازل في حوالي 20 مخيماً للاجئين الأفغان من أصل 29 مخيماً في جميع أنحاء الإقليم.
كما أفاد شاه أنه قد تم إيواء بعض اللاجئين المشردين بشكل مؤقت في المدارس وغيرها من المباني"، موضحاً أن العدد الدقيق للاجئين الأفغان الذين لقوا حتفهم بسبب الفيضانات غير معروف. وأضاف أنه "قد تم الإبلاغ عن عشرات المفقودين".
وتعد هذه الفيضانات الأسوأ في باكستان منذ عقود. ووفقاً للمنظمات الإنسانية والمسؤولين، لقي مئات الأشخاص حتفهم ونزح عشرات الآلاف غيرهم وتضرر نحو ثلاثة ملايين شخص جراء الفيضانات.
وقال عبد الوصي، وهو لاجئ في مخيم أزاخيل شمال شرق خيبر بختون خوا حيث تعرضت مئات المنازل لدمار كلي: "ليس لدينا مأوى أو طعام ولا نعرف إلى متى ستستمر هذه النكبة".
وقال لاجئ آخر يدعى ذبيح الله: "زوجتي وطفلاي مفقودون".
على صعيد آخر، أفاد تحديث صادر في 2 أغسطس عن منظمة الصحة العالمية حول الوضع الصحي في البلاد أنه قد تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالإسهال وأمراض الجهاز التنفسي في العديد من المناطق المتضررة.
الاستجابة
وأفادت منظمة الصحة العالمية أنها ساهمت، بالتعاون مع منظمات إنسانية أخرى، في إرسال فرق صحية متنقلة إلى بعض أكثر المناطق تضرراً في محاولة لمنع تفشي الأمراض المعدية.
وقال مسؤولون من مكتب المفوضين الأفغان أنه قد تم طهي الطعام وتوزيعه على أسر اللاجئين المستضعفة التي تحتمي في المدارس.
وأضاف شاه قائلاً: "قدمت لنا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعض الخيام ومواد الإغاثة غير الغذائية وسنبدأ بتوزيعها قريباً".
وقد تم وصف عمليات الإغاثة للمجتمعات المتضررة من الفيضانات بأنها بطيئة وتم توجيه انتقادات للحكومة في هذا الشأن.
من جهته، أوضح صالح محمد شيرازي، القنصل الأفغاني في خيبر بختون خوا، أن الحكومة الأفغانية تدرس حالياً سبل توفير المساعدة للاجئين الأفغان.
وتواجه أفغانستان هي الأخرى أزمة بسبب الفيضانات التي يعتقد أنها أودت بحياة 80 شخصاً في البلاد. ومن غير الواضح ما سيكون بمقدور الحكومة فعله من أجل مساعدة اللاجئين الأفغان في باكستان.
وأفادت تقارير أيضاً بعودة نحو 300 لاجئ من خيبر بختون خوا في 2 أغسطس، على الرغم من استمرار الفيضانات. ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد أكثر من 90,000 لاجئ طوعاً من باكستان إلى أفغانستان منذ 22 مارس.
ma/ad/cb-dvh