1. الرئيسية
  2. Americas
  3. Haiti
  • News

هايتي: فرق الإنقاذ في سباق مع الزمن

Rescue workers treat an injured survivor, Leogane, Haiti, Jan 2010 Phuong Tran/IRIN
Rescue workers treat an injured survivor, Leogane, Haiti, Jan 2010

منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في 12 يناير، تمكن عمال الإنقاذ من إنقاذ 90 شخصاً ضمن جهود الإغاثة الدولية التي يشارك فيها حوالي 1,700 خبير.

ففي 17 يناير، سافر فريق إنقاذ من بريطانيا وأيسلندا مصطحباً كلبي بحث وثلاثة أطنان من المعدات وخمس شاحنات أمنية تابعة للأمم المتحدة إلى لوغان، مركز الزلزال الذي تسبب في تدمير 80 بالمائة من المدينة. وقد تمكنت مراسلة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من مرافقتهم، وعادت لتحكي تفاصيل يومهم.

يوم في حياة فريق إنقاذ

السادسة صباحاً: يقوم آدم دوغلاس من مركز تنسيق العمليات في الموقع التابع للأمم المتحدة بإطلاع قائدي الفريق مايك توماس من المملكة المتحدة وأولافور لوفتسن من أيسلندا على مهمتهما المشتركة في لوغان، الواقعة على بعد 60 كلم غرب بورتو برنس، ويسلمهما خرائط الأقمار الصناعية. ويقول لوفتسن أن فريقه قام بإعداد خرائط في أيسلندا توضح مواقع المدارس والمكتبات وأقسام الشرطة وغيرها من الأماكن التي يحتمل أن يكون فيها ناجون. ويُنصَح الفريق بمغادرة لوغان الساعة الثالثة بعد الظهر أو البقاء لقضاء الليلة هناك نظراً لعدم قبول المرافقين الأمنيين السفر بعد تلك الساعة. وقد تم إصدار أوامر لكتيبة سريلانكية تابعة للأمم المتحدة لتزويد الفريق بالدعم اللوجيستي والمساحة المكتبية وأماكن النوم.

ويبحث توماس ولوفتسن إمكانية إحضار معدات الأقمار الصناعية المتنقلة الخاصة بهم لاستقبال الصور التي التقطتها مروحية فريق بحث بريطاني في وقت سابق. ويقول توماس: "يمكننا أن نحدد مسارنا استناداً للمراقبة الجوية وتقرير الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق وخرائط الأقمار الصناعية الأيسلندية المستقاة من غوغل والمخابرات المحلية وحتى الإشاعات التي تتردد في الجوار. نختار الأماكن التي يمكن أن يكون فيها ناجون وبعد وصولنا إلى المكان نقوم باتباع المزيد من الأدلة، فهذه الأماكن تشكل نقطة الانطلاق بالنسبة لنا".

السابعة صباحاً: يتم تحميل أنظمة تصفية المياه ونظام الأقمار الصناعية المتنقل وطابعة ومعدات الاتصال اللاسلكي وعبوات مواد غذائية لـ 24 ساعة ومستلزمات النفايات المتنقلة والكراسي والطاولات القابلة للطي والمعاول وكلبين بوليسيين تبرع بهما فريق البحث والإنقاذ الكندي مقابل الحصول على مسكن في خيام المملكة المتحدة واللوازم الطبية وغيرها من المواد الأخرى التي يتم تحميلها على الشاحنة الحمراء الخاصة بأيسلندا.

وكان فريق المملكة المتحدة قد عاد أدراجه مرتين عندما حاول دخول المجال الجوي لبورتو برنس من جمهورية الدومينيكان. وعلق توماس على ذلك بقوله: "الأجواء المختنقة وتسعة أطنان من المعدات و50 رجلاً. كان لدينا من قبل بعض الرجال والمعدات في بورتو برنس وكنا على استعداد للذهاب إلى هناك مستخدمين المعدات الخفيفة فقط في حال تعقدت الأمور بالنسبة للآخرين".

وعند سؤاله عن كيفية نجاح الفريق في التواصل مع المحليين دون أن يكون أعضاؤه يتحدثون أي من اللغتين المحلتين – الفرنسية والكريول – يجيب توماس أن "لغة الإنقاذ لغة عالمية. فعندما يفهم الناس أننا هناك للبحث ولإنقاذ أي ناج فدائماً ما تنهمر علينا طلبات المساعدة".

الثامنة صباحاً: يشعر توماس ولوفتسن بالقلق من إمكانية نفاذ مخزونهم من الوقود لرحلة الـ120 كلم التي يعتزمان القيام بها. ويعلق توماس على ذلك بقوله: "نحن نبذل أقصى جهدنا. نحتاج لمعرفة ما تستطيع القاعدة الأمريكية تقديمه".

التاسعة صباحاً: مع قدوم شرطة الأمم المتحدة، تبدأ القافلة المكونة من حافلتين وشاحنة مساعدات التحرك عبر حركة السير المزدحمة في بورتو برنس.

الحادية عشرة صباحاً: يلقي توماس التحية على قائد الكتيبة الأمنية التابعة للأمم المتحدة عند مدخل لوغان، ويقول معلقاً: "عندما تكون على أرض شخص آخر، كل ما تحاول فعله هو المصافحة ثم تتبادل المعلومات وتخرج من هناك بأسرع وقت ممكن لتقليص الوقت الذي تستغرقه الإجراءات البيروقراطية. فأنت بحاجة لممارسة نوع من أنواع الدبلوماسية المتداولة بين رجال الإنقاذ. إنها مسألة توازن". وعند استعراضه للخريطة مع قائد القوات السريلانكية، يدرك توماس أن هناك قاعدة أخرى للأمن أقرب إلى المباني المقرر تمشيطها. وبعد 30 دقيقة تواصل الحافلات طريقها إلى ملعب لكرة القدم، يأمل توماس أن يكون آمناً بما يكفي لإقامة قاعدة مؤقتة. في هذه اللحظة، يبدأ صبر الفريق البريطاني بالنفاذ، ويعلق فيك كوبيكي، أحد أفراد الفريق، على ذلك بقوله: "هذه ليست مهمة عادية.عادة ندخل ونخرج بشكل سريع، نحتاج للمباشرة في العمل".

الثانية عشرة ظهراً: يتم إرسال تسعة أعضاء من الفريق البريطاني التابع لمنظمة الإنقاذ والتأهب في حالة الكوارث، التي تشكل جزءاً من فريق الإنقاذ التابع للمملكة المتحدة، إلى كلية تمريض وسط شائعات بوجود ناجين فيها يتم إبقاؤهم على قيد الحياة من خلال تزويدهم بالطعام عبر فتحات في الأنقاض. وجميع أعضاء الفريق متطوعون أخذوا إجازات من وظائفهم المختلفة لدى وزارة العدل وشركات تطوير برامج وبناء للقيام بهذه الرحلة.

على الطريق، يقوم الفريق بتسجيل إحداثيات الصيدليات التي تعمل في حالة حاجة الناجين لرعاية طبية فورية. وعلى الرغم من خارطة الأقمار الصناعية لم يتمكنوا من العثور على الكلية وطلبوا المساعدة من السكان المحليين، الذين قادوهم عوضاً عن ذلك إلى أحد البيوت. وهناك، يقوم الفريق بجعل إيكو، الكلب البوليسي الكندي، يستشعر المكان. ولكنه لا يعثر على أي أثر للحياة. ويقوم الفريق بمكافأته بلعبة التقاط قصيرة قبل الاستمرار في الطريق.

الثانية بعد الظهر: يتم استدعاء الفريق التابع لمنظمة الإنقاذ والتأهب في حالة الكوارث إلى مهجع مقابل كلية التمريض. هل سيقوم الفريق بانتشال الجثث؟ يسحب ميك ديوير أحد الطلاب جانباً ليشرح له مهمتهم قائلاً: "نحن هنا لإنقاذ الأرواح. إن أولى أولويتنا تتمثل في العثور على ناجين. آمل أن تتفهم هذا".

الثانية وعشرون دقيقة بعد الظهر: تقوم عميدة كلية التمريض، هيلدا ألسيندر، بنفي الإشاعة مؤكدة أنه ليس هناك أي طالب مفقود. وتعلق صوفي هنسلي، عاملة الإنقاذ البريطانية، على ذلك بقولها: "نحن دائماً نلاحق الإشاعات".

وتقوم كلاب البحث بالتجول في المكان واستشعار أكوام الحطام. وتعلق هنسلي على تحرك أحدها بقولها: "إنها لا تبدو مهتمة إطلاقاً. لا يوجد أي أحد في ذلك المنزل"، مشيرة إلى منزل دانييل رافاييل، البالغ من العمر 32 عاماً. ويقول دانيال الذي تمكن وأمه من الهرب تاركين وراءهما اثنين من أقاربهما: "هذه هي الحياة".

وتضيف هنسلي، وهي المرأة الوحيدة في الفريق وتعمل في الأصل موظفة في وزارة العدل، قائلة: "إن معظم ما نقوم به هنا هو عمل نفسي. علاوة على أن أي بحث لا يكون دون جدوى أبداً، حتى وإن لم نتمكن من إخراج أي أحياء. إن مجرد تأكيد الوفاة أحياناً يكون كافياً لمساعدة الناس على الاستمرار في حياتهم".

الثانية وتسع وأربعون دقيقة: بدل ملاحقة المؤشرات المؤدية إلى كلية أخرى يبدو أن فيها ناجين عالقين، يعود الفريق إلى قاعدته بملعب كرة القدم ليعاد تكلفته بمهمة أخرى.

الثالثة وخمس عشرة دقيقة: استخلاص المعلومات. يقول توماس للفريق: "سنعمل على مدى ساعات النهار الباقية لإعلان هذه المنطقة خالية من الناجين". في هذه الأثناء، بدأت تتوافد تقارير حول إصابات بالملاريا وحمى الضنك. وبدأ عدد من المرضى بالتوافد على الموقع بعضهم على نقالات مؤقتة وبعضهم يعرج مستنداً على ذراع شخص آخر. وشملت الإصابات تورم أطراف ومضاعفات حمل وكسور في الحوض والذراع.

ولكن طبيب الفريق البريطاني، نيك ماسري، يخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه لا يملك المعدات اللازمة لمعالجة المصابين. نحن مزودون بما يلزم لمعالجة الإصابات التي يتعرض لها أعضاء فريقنا. لسنا مستشفى ميداني. ولكن الناس يرون فينا الأمل. فالإنقاذ بالنسبة لهم يختلف عن مهمة الإنقاذ بالنسبة لنا".

ويطلب توماس مروحية بلاك هوك أمريكية لإجلاء طفلة في الثالثة عشرة من عمرها وسيدة حامل في الشهر الثامن، ويعلق على ذلك بقوله: "لا توجد تسهيلات طبيبة في هذه المدينة. لا نملك أي خيار". وفي هذه اللحظة، يزداد عدد المتفرجين إلى مئات.

الرابعة والنصف بعد الظهر: تهبط مروحية بلاك هوك ويشعر ضابط الدعم بقيادة الإنقاذ البريطانية، شون مور، أن البحث قد لا يكون قد ذهب سدى. ويعلق قائلاً: "لقد تركزت كل جهود البحث في بورتو برنس وأغفلت مثل هذه المناطق. ولكننا نستطيع فقط أن نقوم بما نقدر عليه وفقاً للإمكانيات المتاحة لنا".

السادسة بعد الظهر: يحمل الرجال معداتهم ويعودون أدراجهم إلى القاعدة الأمنية السريلانكية بملعب كرة القدم لقضاء الليل. وبعد ساعة تقريباً، يقول القائد المناوب أنه لا يستطيع استضافتهم، فيطلبون المرافقة للعودة إلى بورتو برنس. وبعد الانتظار لمدة ساعة للتزود بالوقود، يبدأ الفريق رحلة العودة إلى قاعدته بالمطار.

pt/mw/oa/bp-amz/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join