1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Bangladesh

بنجلاديش: أنهار دكا المحتضرة تهدد السكان

Pollution has turned the water of the River Balu into a thick black sludge
Contributor/IRIN
يؤدي التلوث الشديد في بنجلاديش إلى تحول الأنهار المحيطة بالعاصمة دكا إلى حالة من الموت البيولوجي مع تحذيرات من المتخصصين من أنه لا يمكن إنقاذ الموقف.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين قال أومي كولسوم نافيرا الأستاذ المساعد بقسم هندسة الموارد المائية بجامعة بنجلاديش للهندسة والتكنولوجية أن "الأنهار الموجودة حول دكا يوجد بها أكسجين قليل جدا لا يكفي لبقاء الحياة المائية".

وأضاف أن "المياه تكون سامة لاسيما أثناء الفصول الجافة".

وبينما تزيد مستويات الأكسجين أثناء هبوب الرياح الموسمية إلا أنها لا تزال منخفضة للغاية بحيث لا تسمح بوجود بيئة مائية مزدهرة وصحية.

وطبقا للأبحاث التي أجراها قسم هندسة الموارد المائية فإن بعض اللافقاريات والكائنات الصغيرة تعود للحياة في تلك الأنهار عندما يزيد تدفق المياه في ذلك الوقت. ولكن في موسم الجفاف تختفي تماما أشكال الحياة في الأنهار الأربعة الرئيسية التي تحيط بالمدينة. وهذه الأنهار تشمل بوريجانجا وشيتالاخيا وتوراج وبالو.

وطبقا لسلطات النقل المائي في بنجلاديش فإن 300 ألف شخص في المتوسط يوميا يستخدمون محطة سادارغات على نهر بوريجانجا وهي واحدة من أكبر الموانئ النهرية في العالم.

مخاطر صحية

في العقود الماضية أجبرت الطبيعة المتغيرة للنهر الكثيرين وخاصة صائدي الأسماك على تغيير موارد رزقهم حيث لم يعد نهر بوريجانجا يحتوي على أي أسماك.

وقد قال الشيخ عبد الرحيم البالغ من العمر 55 عاماً وهو تاجر فواكه محلي وأحد المقيمين لفترة طويلة في منطقة سادارغات أن " ما يتدفق عبر النهر خلال الفترة من نوفمبر إلى مايو هو أي شيء آخر غير الماء، فقط سائل سميك أسود ذو رائحة كريهة. لم أرى سمكة أو نمو لحياة مائية في النهر في العشرين عاما الماضية. في طفولتنا كنا نرى المئات من الصيادين وهم يصطادون السمك وأسماك الدولفين وهي تلعب في نهر بوريجانجا". وقد ردد سكان آخرون هذه الحقيقة.

ويقول خبراء الصحة أنه حتى أقل اتصال بالمياه، الذي لا يمكن وصفه بأكثر من مياه صرف مجاري، يمكن أن يمثل خطرا محتملا على الصحة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين قال طبيب الأمراض الجلدية في دكا عبد المياه أن "معظم أصحاب القوارب في جميع أنحاء نهر بوريجانجا لديهم أنواع مختلفة من الأمراض الجلدية. والمياه السامة مسئولة عن ذلك حيث توجد عناصر سامة رئيسية في المياه بدءا من المواد المسببة لتهيج الجلد إلى المواد المسببة للسرطان".

وفي الوقت نفسه أصبح شيتالاخيا وهو من الأنهار الرئيسية الأخرى التي تجري على طول الجانب الشرقي من المدينة ملوثا جدا لدرجة أن رائحته الكريهة يمكن استنشاقها من على مسافة نصف كيلومتر.

التخلص من المخلفات الصناعية

التخلص من المخلفات الصناعية هو المسئول بصورة أساسية عن الحالة التي وصل إليها نهر بوريجانجا. وطبقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة فإن المدابغ الموجودة حول بوريجانجا هي المتهم الرئيسي في تلوث النهر.(يمكن الرجوع إلى www.rrcap.unep.org)

وعلى الرغم من قانون حماية البيئة لعام 1995 والذي ينص على أنه يجب أن يكون لدى جميع الوحدات الصناعية محطات معالجة ملائمة للحصول على تصريح من إدارة البيئة وبالتالي الحصول على إمدادات الكهرباء والغاز، إلا أن الواقع مغاير لذلك تماما.

وطبقا لمعهد الدراسات البيئية والتنموية وهو منظمة غير حكومية بيئية محلية رائدة فإن الآلاف من المصانع الصغيرة والمتوسطة تقوم بالتخلص من النفايات الصناعية السائلة مباشرة في الأنهار.

وما يقرب من 40 ألف طن متري من الحمأة السامة التي تحتوي على كبريتيد الهيدروجين والنشادر والكلور والكروم ومواد كيماوية أخرى ضارة من المدابغ يتم تصريفها في نهر بوريجانجا كل يوم.(يمكن الرجوع إلى www.ucd.ie)

A woman washes her clothes in the River Buriganga, Dhaka Bangladesh, July 2007. The poor live in miserable conditions, the affluent as well as the poor breathe polluted air, and traffic congestion and poor infrastructure services are choking the city.
الصورة: مانوتشر ديغاتي/إيرين
إمرأة تغسل ثيابها في بوريجانجا-أحد أكثر الأنهار تلوثا في دكا

وقد قال محبوب الرحمن رئيس قسم تخطيط الموارد المائية في معهد نمذجة المياه أن "تركيز الملوثات العضوية في نهر بوريجانجا أأعلى 17 مرة من الحد المسموح به والمحدد بـ 3 ملجم للتر. وقد تم أيضا رصد ملوثات كيماوية مثل النشادر والألومونيوم والكادميوم والرصاص والزئبق في نهر بوريجانجا".

تبلغ طاقة المرفق الوحيد لمعالجة مياه الصرف الذي تقوم بإدارته وصيانته هيئة دكا للمياه والصرف الصحي 0.12 مليون متر مكعب في اليوم، في حين أن الحجم اليومي لمياه الصرف المتجمعة في مدينة دكا هي 1.3 مليون متر مكعب.

ويتم التخلص من الجزء غير المعالج في الأنهار حول دكا.

وقد أقر وزير الصناعة ديلبي باروا في مؤتمر حول مياه الشرب عُقد في دكا بأن القطاع الصناعي افتقر إلى خطط المسئولية الاجتماعية لاسيما عندما يتعلق الأمر بمحطات معالجة النفايات السائلة.

وأضاف الوزير أن الحكومة ستقوم بفرض تركيب تلك المحطات بصورة صارمة وسيتم القيام بجهود من أجل نقل المدابغ من العاصمة.

ويوجد حوالي 700 نهر في بنجلاديش يبلغ طولها الإجمالي أكثر من 24 ألف كيلومتر.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join