توصلت نتائج تجارب إكلينيكية في هايتي إلى أول دليل قاطع على أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في الدول النامية يحظون بفرص أفضل للبقاء على قيد الحياة كلما بدؤوا العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في وقت أبكر.
ففي الأسبوع الماضي، أوصت لجنة خاصة لمراقبة البيانات والسلامة بالوقف العاجل للتجارب التي يجريها الفريق الهايتي لدراسة اضطرابات العوز المناعي وذلك بسبب توفر أدلة قوية داعمة للعلاج المبكر. ويتم إجراء هذه الدراسة في بورت أو برنس، عاصمة هاييتي، بتمويل من المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية.
وكانت دراسات حديثة في العالم المتقدم قد توصلت إلى أن إخضاع المصابين بفيروس نقص المناعة البشري للعلاج عندما يكون قياس المناعة أو عد الخلايا اللمفاوية CD4 لديهم دون الـ 350، يخفض بشكل كبير من خطر تعرضهم للوفاة المرتبطة بالإيدز على عكس ما كان يعتقد سابقاً بأن الانتظار إلى أن ينزل عد الخلايا اللمفاوية إلى ما دون الـ200 هو الإجراء الأمثل.
غير أن بعض الخبراء يرون أن هذه النتائج لا يمكن أن تنطبق على الحالات المحدودة الموارد لأنها تستند إلى سجلات المرضى وليس إلى تجارب عشوائية واسعة النطاق في الدول الفقيرة.
وكانت تجارب هايتي قد بدأت في العام 2005 بمشاركة 816 مصاباً بفيروس نقص المناعة البشري يتراوح قياس المناعة لديهم بين200 و 350. وقد تم إخضاع نصفهم بشكل عشوائي للعلاج السريع بمضادات الفيروسات القهقرية في حين تم تأجيل علاج النصف الآخر إلى أن ينزل قياس المناعة لديهم إلى ما دون الـ 200 تماشياً مع مبادئ العلاج الوطنية في هايتي وغيرها من الدول النامية.
ومع نهاية التجارب، توفي ستة أشخاص من المجموعة التي بدأت العلاج مبكراً مقابل 23 شخصاً من المجموعة التي خضعت للعلاج في وقت لاحق. أما عدد الأشخاص الذين أصيبوا بداء السل، وهو أحد الأمراض الانتهازية المنتشرة بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، فقد وصل إلى 18 شخصاً في المجموعة الأولى مقابل 36 شخصاً في المجموعة الثانية.
وبناء على هذه المعطيات، أوصت لجنة المراقبة بضرورة توفير العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لكل المشاركين ومتابعتهم على مدى 12 شهراً للتأكد من أنهم يلتزمون بجدول العلاج.
من جهته، أفاد أنتوني س. فوسي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، في بيان له أن “الأوساط المعنية بالصحة العامة لديها حالياً الدليل المستقى من تجارب إكلينيكية عشوائية خضعت للمراقبة بأن بداية العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية عندما يكون قياس المناعة بين200 و350 يؤدي إلى نتائج صحية أفضل في الحالات المحدودة الموارد مقارنة مع تأخير العلاج إلى أن يتدنى قياس المناعة إلى ما دون الـ 200.
وبالرغم من أن بعض الدول غيرت بروتوكولات العلاج الخاصة بها بعد ظهور نتائج من دراسات سابقة، إلا أن العديد من الدول النامية لا تزال تنتظر إلى أن يتدنى قياس المناعة إلى ما دون الـ 200 للبدء في العلاج. وقد أعرب القائمون على الدراسة الأخيرة عن ثقتهم بأن العديد من الدول ستراجع مبادئها التوجيهية للعلاج.
وفي هذا السياق، أشار كارل ديفنباخ، مدير قسم الإيدز بالمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية إلى أن رفع عتبة الشروع في العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية من شأنه أن يزيد من عدد الأشخاص المحتاجين للأدوية وبالتالي الحاجة إلى تقديم المجتمع الدولي للمزيد من الدعم لاقتناء العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية.
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions