تعمل جوليانا ياريسيتو مسؤولة دعوة ضد الإيدز بالمنظمة الدولية لصحة الأسرة وهي منظمة غير حكومية في جايابورا، عاصمة إقليم بابوا الإندونيسي. ويوجد في بابوا أعلى معدل لانتشار فيروس نقص المناعة البشري في البلاد بنسبة تصل إلى 2.4 بالمائة. كما يضم الإقليم مقومات لانتشار وبائي للفيروس. وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى ياريسيتو بعدما شاركت في برنامج إذاعي محلي:
"عندما كنت أتحدث إلى البرنامج الإذاعي قام الكثير من الناس بالاتصال بالبرنامج. المشكلة أن البعض لا يعرف حتى الآن عن فيروس نقص المناعة البشري وكيفية انتقاله وما ينبغي أن تفعله عندما تكون مصاباً. كما لم يرى البعض مصاباً بالفيروس من قبل ولذلك لا يصدقون أنه أمر حقيقي. يمكني القول أن 75 بالمائة من أهالي بابوا لا يعتقدون بوجود شيء اسمه فيروس نقص المناعة البشري.
عندما أقوم بجهود الدعوة في الإذاعة يشكك بعض المستمعين فيما أقول لأنهم لا يرونني بأعينهم. أقول لهم أن عليهم تصديق ما أقول لأنني مصابة بفيروس نقص المناعة البشري، وأن الفيروس يمكن أن يكون موجوداً في مجتمعهم. الأمر يختلف قليلاً عندما أتحدث على شاشة التليفزيون حيث يتصل الناس بالبرنامج ويرغبون في معرفة المزيد عن فيروس نقص المناعة البشري ويمكن عندها القيام بحلقات نقاش تفاعلية.
لقد أُصبت بالفيروس منذ عام 2004 وأصبحت مريضة جداً عام 2005. أنخفض وزني من 86 إلى 22 كيلوغراماً. وعندما ذهبت إلى المستشفى، كان من الصعب جداً الحصول على علاج، لأن الأطباء لم يعرفوا الكثير عن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، فطلبوا مني أن أذهب إلى البيت وأستريح.
ثم قامت ممرضة من مستشفى آخر بزيارة منزلي مع بعض العاملين في منظمة غير حكومية وأخذوني إلى المستشفى. وهناك قاموا بإجراء عد الخلايا اللمفاوية ت المساعدة (التي تقيس قوة الجهاز المناعي) لدي وبدؤوا في علاجي بمضادات الفيروسات القهقرية وبعد تناولها زاد وزني ووصل إلى 60 كيلوغراماً.
لدي خمسة أبناء. أصغرهم كان مصاباً بفيروس نقص المناعة البشري وقد توفي عام 2005. كان عمره عامين وكان يفقد وزنه ثم أصيب بالإسهال لثلاثة أيام. كما توفي زوجي عام 2004 وكان يعمل بستاني. في عام 2004، لم أكن أعرف أي شيء عن الإيدز وكنت أعتقد أنه يصيب فقط العاملات في الجنس. كنت دائماً أتساءل لماذا حدث ذلك لي؟
وبعدما عرف مجتمع القرية بإصابتي بفيروس نقص المناعة البشري بدأت أشعر بالتمييز ضدي. لم يرغبوا في الاقتراب مني أو الأكل أو الشرب معي. ثم جاءت منظمة غير حكومية إلى القرية وقامت بتثقيف المجتمع هناك. كما قدمت الكنيسة الدعم أيضاً. ومنذ ذلك الحين وأنا صريحة بشأن إصابتي بالفيروس".
"