1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

السودان: مشاكل التمويل تعيق جهود محاربة فيروس نقص المناعة البشري

[Sudan] Scouts and girl guides conduct an HIV/AIDS awareness session in Juba.
[Date picture taken: October 2005] UNICEF/Ben Parker
Talking about condoms can be tricky (file photo)

تعمل لجنة الإيدز بجنوب السودان منذ أكثر من عام على إنشاء مكاتب في العشر ولايات التي تشكل إقليم جنوب السودان، غير أن تأخر التمويل وجهل السكان الكبير بفيروس نقص المناعة البشري يحول دون تقدم جهود محاربة الوباء في الإقليم.

وكانت لجنة الإيدز بجنوب السودان قد أعلنت في عام 2007 عن خريطة طريق جديدة لاحتواء الوباء. كما كان من المقرر أيضاً أن يتلقى الإقليم منحاً تبلغ قيمتها 28.5 مليون دولار من الصندوق العالمي لمحاربة الإيدز والسل والملاريا، ولكن بلاريو نجونج رئيس لجنة الإيدز بجنوب السودان قال مؤخراً أن المبلغ لم يتم تحويله بعد.

ومن المتوقع أن يكلف إطار العمل الاستراتيجي لمحاربة فيروس نقص المناعة البشري بجنوب السودان حوالي 656.12 مليون دولار خلال فترة زمنية مدتها خمس سنوات تم تأمين 124.16 مليون دولار منها، مما يترك فجوة في التمويل تقدر بحوالي 80 بالمائة.

ومع ذلك، فوفقاً لتقرير تقدم جهود مكافحة الإيدز في دول العالم الصادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه فقد تم إنفاق 4.1 مليون دولار فقط حتى شهر فبراير/شباط 2008، وكان السبب في تأخر التمويل بدرجة كبيرة عدم قدرة المنظمات المنفذة على استيعاب الأموال وإدارتها والمخاوف الأمنية المستمرة في بعض الولايات.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)/بلاس نيوز، قال بول جوتش مدير لجنة الإيدز في ولاية الوحدة: "لا يوجد لدي مكتب حتى الآن وأعمل متجولاً". كما أن عمل جوتش في غرفة تستخدم كمخزن للأدوية في وزارة الصحة بالولاية منذ أن بدأ عمله في عام 2007.

منذ أشهر تعرض مكتبه لحريق وانتقل مؤقتاً إلى المستشفى المحلي حيث قام بتجديد غرفة غير مستخدمة هناك. وأخيراً خصصت الولاية لمكتبه مساحة 2,000 متر مربع، لكنه قال: "ليس لدينا الموارد للبناء على تلك الأرض لاستخدامها في أنشطتنا".

وما يثير القلق يشكل أكبر ليس المكان وإنما الرفض العنيد من جانب السكان المحليين لقبول رسالة جوتش الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري. وعندما طلب المساعدة من المسؤولين المحليين في بانتيو، عاصمة الولاية، لتثقيف الناس بشأن استخدام الواقي الذكري كوسيلة لمحاربة الفيروس، رفضوا ذلك. وأردف جوتش قائلاً: "عندما أذهب إلى مدرسة وأخبرهم عن استخدام الواقي الذكري ينظرون إلي وكأنني أقدم الجنس للناس".

ولا يزال التحدث صراحة عن المسائل الجنسية من المحرمات، ولكن السلوك المحفوف بالمخاطر لا موجود كذلك. فوفقاً لدراسة أجريت عام 2007 في جوبا، عاصمة الإقليم، فإن 11.7 بالمائة من الرجال و 5.9 بالمائة من النساء قاموا بممارسة الجنس مع شريك في علاقة عابرة.

وأضاف جوتش الذي عاد من الولايات المتحدة عام 2007 لتولي تلك الوظيفة: "أشعر أحياناً برغبة في الاستقالة، فأنا دائماً محبط بسبب عدم استجابة الناس".

وتتكرر تجربة جوتش في الولايات الجنوبية، فعندما تم تعيين بنيامين ويجو كمدير للجنة الإيدز بجنوب السودان في ولاية شرق الاستوائية لم يجد هناك أي مركز مشورة طوعية أو اختبار للفيروس. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)/بلاس نيوز قال: "لا تملك الوزارة هناك أي شيء".

إصرار على الجهل

وقد واجه ويجو أيضاً انتشار الجهل حول فيروس نقص المناعة البشري وكيفية الوقاية منه. فالجنود الذين يعتبرون هدفاً مهماً لأنشطة الوقاية يرفضون الاعتقاد بأن المرض يمكن أن يقتلهم بعد أن نجوا من حرب دامت 21 عاماً مع الحكومة الشمالية. ويعتقد الكثير من السكان المحليين أن فيروس نقص المناعة البشري هو "فيروس خاص بالأجانب".

وقال دوجلاس جرامي هيجينز، مدير برامج اليونيسيف في مكتب جنوب السودان المسؤول عن وضع مسودة استراتيجية التغيير السلوكي للإقليم أن "جنوب السودان الآن في المرحلة التي كانت فيها العديد من دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أثناء التسعينيات"، مضيفاً أن "تغيير المواقف، ناهيك عن السلوك، ليس بالأمر السهل".

وقد توصلت دراسة شملت الأسر عام 2007 إلى أن أكثر من نصف النساء في جنوب السودان لم يسمعن عن الإيدز وأن 70 بالمائة ممن شملتهم الدراسة لم يتمكنوا من معرفة ثلاث طرق رئيسية لانتقال فيروس نقص المناعة البشري.

ويمكن تقسيم سكان هذا الإقليم البالغ عددهم 10 ملايين إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تضم هؤلاء الذين بقوا في جنوب السودان أثناء الحرب ومجموعة تضم السكان العائدين من العاصمة الخرطوم ومجموعة تضم العائدين من الدول المجاورة كإثيوبيا وكينيا وأوغندا.

وقد توصلت دراسة أجراها مركز بون الدولي عام 2008، وهو منظمة غير حكومية للتنمية والسلام، إلى أن السكان الذين بقوا في السودان أثناء الحرب سواء في الجنوب أو الخرطوم يلقون باللوم على العائدين من خارج السودان في إحضار فيروس نقص المناعة البشري إلى المنطقة.

وقال ويجو: "غالباً ما يعتقدون أن الإيدز جاء من جمهورية الكونجو الديمقراطية وشرق إفريقيا"، مضيفاً أن "الناس من إثيوبيا وشرق إفريقيا بصفة عامة على دراية جيدة بالوباء مقارنة بهؤلاء الذين بقوا".

وعلى الرغم من عدم تحديد ملامح الصورة النهائية لانتشار فيروس نقص المناعة البشري في جنوب السودان، إلا أن الرقابة المحدودة في مواقع رعاية الحوامل تظهر انتشار الفيروس بنسبة تتراوح ما بين 0.8 بالمائة في بعض المواقع إلى 11.5 بالمائة في مواقع أخرى.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join