1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Sri Lanka

سريلانكا: انخفاض انتشار فيروس نقص المناعة البشري ولكن المخاطر كبيرة

Sri Lankans exercised their right to vote for the first time in 15 years in the March and May elections in eastern Sri Lanka. Amantha Perera/IRIN

يمكن أن يكون التعايش مع فيروس نقص المناعة البشري محبطاً للغاية في سريلانكا، وما عليك سوى أن تسأل الأشخاص المصابين بالفيروس هناك وهم سيخبرونك بتفاصيل معاناتهم. ففي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز، قالت برنسي مانجاليكا وهي مصابة بفيروس نقص المناعة البشري في سريلانكا: لا يمكنك أن تحضر حفلات الأسرة أو العمل أو العيش في قريتك، ولا يمكن حتى لأطفالك الذهاب إلى المدرسة".

وتشغل مانجاليكا منصب المديرة التنفيذية لجمعية "سريلانكا بلاس" وهي جمعية شعبية للدعوة معنية بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز. وقد ذكرت مانجاليكا أيضاً أن وصمة العار تنبع من الجهل، مضيفة أن "الناس لا يعرفون عن الفيروس ولهذا السبب هم خائفون، والخوف يمكن أن يفعل الكثير من الأشياء".

ويوجد 862 متعايشاً مع فيروس نقص المناعة البشري في سريلانكا، طبقاً لآخر إحصائيات رسمية حتى يوليو/تموز 2007، ولكن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه أفاد أن الرقم الحقيقي يقرب من 5,000 شخص. وعلى الرغم من أن هذا الرقم يمثل مستوى انتشار يقدر بأقل من 0.1 بالمائة، إلا أن دراسة حديثة توصلت إلى أن سريلانكا تتحمل عبء فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز بشكل أكبر بكثير. 

وقد أشارت دراسة أجريت عام 2007 من قبل مركز السياسات البديلة Centre for Policy Alternatives وهي منظمة سريلانكية غير ربحية، إلى أن العدد الكبير للعمالة المهاجرة والعاملين في مجال الجنس وأفراد الجيش والنازحين ومتعاطي المخدرات إلى جانب ارتفاع عدد الممارسات الجنسية غير المأمونة وتصاعد معدلات الأمراض المنقولة جنسياً، كل ذلك كان وصفة لانتشار وبائي محتمل لفيروس نقص المناعة البشري.

وقالت الدراسة أن المستويات المرتفعة لوصمة العار والتمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري كانت أيضاً من العوامل التي ساهمت في انتشار الفيروس.

وقد صدر في مارس/آذار 2008 تقرير عن تقدم سريلانكا فيما يتعلق بإعلان الالتزام بشأن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز الصادر عام 2001 عن دورة الجمعية العامة الاستثنائية المعنية بالإيدز. وقد أشار التقرير إلى أن المواقف تجاه المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري والإيدز كانت سلبية للغاية.

وذكر التقرير أن أكثر من نصف من شملهم الاستبيان لم يرغبوا بالعمل أو العيش في نفس المسكن مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري، في حين لا يعتقد ثلث من شملهم الاستبيان أنه يجب السماح لطالب مصاب بفيروس نقص المناعة البشري بالذهاب إلى المدرسة.

كما كان مقدار المعرفة بشأن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري منخفضاً جداً. وقد وجد الباحثون أنه "بينما عرف الغالبية أن فيروس نقص المناعة البشري ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ذكر أكثر من 50 بالمائة منهم الصورة الخاطئة لانتقال الفيروس عن طريق لدغ البعوض"، في حين أن "أكثر من ثلث من شملهم الاستبيان لم يعرفوا أن الواقي الذكري قد يوفر الحماية من فيروس نقص المناعة البشري".

انخفاض الانتشار يخفي مخاطر

وأخبر ناشطون محليون شبكة الأنباء الإنسانية/بلاس نيوز أن سبب هذا الجهل يعود إلى حد ما إلى العدد الصغير جداً للمتعايشين علانية مع فيروس نقص المناعة البشري في سريلانكا.

وقالت سوارنا كوداجودا، المديرة التنفيذية لمنظمة "آلاينس لانكا" أن "انخفاض معدل انتشار الفيروس قد أدى إلى الجهل بفيروس نقص المناعة البشري في المجتمع. وقد خلق هذا الجهل خوفاً، ولكن عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة البشري يزداد بالتدريج. وإذا لم نخلق المزيد من التوعية فقد نواجه مشكلة أكبر".

وأكد تقرير دورة الجمعية العامة الاستثنائية المعنية بالإيدز نتائج دراسة مركز السياسات البديلة وهي أن انخفاض معدل انتشار الفيروس قد حجب احتمال حدوث وباء نتيجة للعدد الكبير من السكان الشباب النشطين جنسياً وزيادة نشاط الاتجار في الجنس وهجرة العمالة للداخل والخارج والزيادة الكبيرة المحتملة في القوات المسلحة.

المبادرات الشعبية

واعترافاً منه بالمشكلة وبأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه جمعيات المجتمع المدني المحلية في خلق وعي بالفيروس، قام البنك الدولي بتقديم منح بقيمة 40 ألف دولار لكل من منظمة "ألاينس لانكا" و "لانكا بلاس" من أجل تنفيذ برامج تثقيف شعبية حول فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز خلال فترة 18 شهراً بهدف خفض وصمة العار المرتبطة بالفيروس.

وقال برافول باتيل، نائب البنك الدولي لجنوب آسيا في بيان الإعلان عن التمويل: "لقد سمعت من جميع المشاركين المتقدمين للحصول على منح أن وصمة العار تمثل عقبة ضخمة أمام محاربة المرض. وهذه الحلول المحلية المبتكرة لمحاربة وصمة العار والتمييز لديها إمكانات هائلة لإحداث تغيير في مجتمعاتهم".

وتخطط منظمة "ألاينس لانكا" لاستخدام المنحة في إنشاء 48 محطة معلومات متنقلة، وثلاثة مراكز دائمة لتقديم المعلومات والمشورة الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري، والتدريب المهني لأثني عشر متعايشاً مع الفيروس في ثلاث مدن مختارة من بينها العاصمة كولومبو حيث توجد أعلى معدلات انتشار للفيروس.

وقالت كوداجودا أن "المعلومات التي سيتم تقديمها لن تكون قاصرة فقط على فيروس نقص المناعة البشري ولكنها ستتعامل مع الأمراض الأخرى والموضوعات ذات الصلة. وسوف نتكلم عن فيروس نقص المناعة البشري في السياق الصحي العام وليس بمعزل عنه، وبهذه الطريقة ربما نستطيع جعل الناس أكثر وعياً".

التدريب المالي

وستقوم "لانكا بلاس" باستخدام منحتها في تقديم المساعدة المالية والدعم الإداري لمجموعات المصابين بفيروس نقص المناعة البشري بدلاً من الأفراد بحيث تتمكن تلك المجموعات المستفيدة من إنشاء وإدارة مشروعات صغيرة. وقالت ميليندا راجاباكشا منسقة المشروع أنه "بهذه الطريقة إذا مرض أحد أعضاء المجموعة لا يتعطل المشروع بصورة كاملة".

وقد وافقت منظمة "ألاينس لانكا" على أهمية المساعدة في تنظيم المشاريع للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز قالت كوداجودا أن منظمتها خططت لمساعدة هؤلاء الذين تلقوا تدريباً على إحدى المهن للحصول على تمويل لبدء مشاريعهم.

وأضافت قائلة: "نريد أن نراهم يقفون على أقدامهم حتى يرى الناس أنهم ليسوا عبئاً. سيكونون قدوة لغيرهم للتأكيد على أنه يمكن العيش بطريقة طبيعية على الرغم من الإصابة بالفيروس".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join