1. الرئيسية
  2. Africa

العلاج كوقاية: حقل البحث التالي في مكافحة الإيدز

A Concoction of ARV drugs on display. Julius Mwelu/IRIN

مع تكثيف البحث عن استراتيجية فعالة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري، يأمل العلماء في أن تقدم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، التي ترتبط عادة بعلاج المتعايشين مع الفيروس، جزءاً من الحل.

وكان ستيفن لويس المبعوث الخاص الأسبق للأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في إفريقيا قد قال في المؤتمر الدولي حول الإيدز الذي عقد في شهر أغسطس/آب في المكسيك: نحن في سباق يائس مع الزمن للبحث عن طرق ناجحة للوقاية".

وقد أشار لويس الذي يرأس حالياً منظمة "عالم خالي من الإيدز" AIDS-Free World وهي منظمة دولية للدعوة إلى أنه خلال توليه لمنصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة قد أمضى خمس سنوات تقريباً في "التوسل" للحكومات في إفريقيا لتوفير العلاج لمن هم بحاجة إليه.

وعن ذلك قال: "لو أمكنني القول... أن 'مضادات الفيروسات القهقرية لا تُبقي الناس أحياء فحسب، بل تحد كذلك وبصورة كبيرة من حدوث عدوى جديدة" لكان ذلك حافزاً كبيراً لتلك الحكومات".

وقد توصلت دراسة أجراها مؤخراً مركز بريتيش كولومبيا للتميز في أبحاث فيروس نقص المناعة البشري/الإيدزBritish Columbia Centre for Excellence in HIV/AIDS في كندا إلى أن علاج المصابين بالفيروس بمضادات الفيروسات القهقرية يمكن أن يخفض بنسبة 60 بالمائة من حدوث عدوى جديدة.


وتقول النظرية أنه كلما زاد تركيز فيروس نقص المناعة البشري في الجسم (الحمل الفيروسي) زاد احتمال انتقال العدوى. ولكن العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية يعمل على تخفيض الحمل الفيروسي في الدم وفي الإفرازات التناسلية لدى الرجال والنساء مما يجعل المصابين بفيروس نقص المناعة البشري أقل نقلاً للعدوى.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أنه في حالات الأزواج مختلفي الجنس (عندما يكون أحد الزوجين مصاب الفيروس والآخر سليم) تكون احتمالات إصابة الشريك السليم بالعدوى ضئيلة عندما ينخفض الحمل الفيروسي للشريك المصاب بصورة كبيرة نتيجة للعلاج.

وقد استخدم الباحثون الكنديون نموذج حسابي جديد لمعرفة ما إذا كان تقديم العلاج لمزيد من الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري في ولاية بريتيش كولومبيا سيخفض من حالات الإصابة بالفيروس في المستقبل في الولاية.

وقد أظهرت النتائج أن تقديم العلاج الذي يطيل الحياة إلى 75 بالمائة من المصابين بفيروس نقص المناعة البشري يخفض العدد السنوي لحالات الإصابة بالفيروس في بريتيش كلومبيا بنسبة 30 بالمائة. وإذا تم تقديم العلاج إلى 100 بالمائة من المصابين فإن عدد الإصابات الجديدة بالفيروس ستنخفض بنسبة 60 بالمائة.

وقال د. جوليو مونتانير، مدير مركز بريتيش كولومبيا للتميز في أبحاث فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز: "لقد عرفنا لبعض الوقت أنه يمكن للتوسع في استخدام العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية الفعالة أن يساعد في خفض عدد الإصابات الجديدة بالفيروس...ولكننا اندهشنا من العدد الحقيقي للإصابات الجديدة التي يمكن تجنبها بالتوسع في تقديم العلاج للمصابين".

وقد دعا مونتانير الذي قاد فريق البحث الذي أجرى الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث ولكنه حذر من أن العلاج بمفرده لن يكون كافياً لمنع حدوث إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشري، مشيراً إلى أن مزيجاً من التدابير الوقائية هو الحل الوحيد.

وقد اتفق ميرون كوهين، الباحث في جامعة نورث كارولينا مع الرأي القائل بأنه لا يزال هناك عدد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها بشأن استخدام مضادات الفيروسات القهقرية بغرض الوقاية، وأنه من المستحيل "التخلص من الوباء عن طريق العلاج فقط". وبالرغم من ذلك فقد أخبر وفود مؤتمر المكسيك بأن الوقت قد حان لاقتران الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري بالعلاج.

ويقود كوهين تجربة إكلينيكية في ست دول لـ 1,750 حالة من الأزواج (التي يكون أحدهما مصاب والآخر سليم) لتحديد تأثير بدء العلاج المبكر على انتقال فيروس نقص المناعة البشري إلى الأزواج غير المصابين. وستظهر نتائج التجربة خلال خمس سنوات أو أكثر. وتقوم بإجراء التجربة حالياً شبكة تجارب الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري التابعة للمعهد الوطني للأمراض المعدية والحساسية.

قرص يومياً يحميك من الإصابة بالفيروس

وفي الوقت نفسه، هناك تجارب يتم التخطيط لها أو جاري تنفيذها في دول في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية. وتدرس هذه التجارب فعالية العلاج الوقائي قبل التعرض للعدوى التي يتم فيها إعطاء مضادات الفيروسات القهقرية بصورة منتظمة للأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري والمعرضين لخطر الإصابة به.

وطبقاً لاتلاف الدعوة للقاح الإيدز AIDS Vaccine Advocacy Coalition، فإن عدد الأشخاص المسجلين في تجارب العلاج الوقائي قبل التعرض للعدوى سيكون أكبر من عدد المسجلين في تجارب الأمصال ومضادات الجراثيم مجتمعة.

وقال ميتشل وارن، المدير التنفيذي لاتلاف الدعوة للقاح الإيدز أن "العلاج الوقائي قبل التعرض للعدوى يعتبر أحد التدابير الإكلينيكية الواعدة التي يجري تطويرها حالياً ضد فيروس نقص المناعة البشري على الرغم من عدم ثبوت فاعليته من خلال الأبحاث الإكلينيكية على البشر".

وقد قام الاتلاف بإصدار تقرير خلال مؤتمر المكسيك دعا فيه الحكومات والجهات المانحة والباحثين والدعاة إلى المزيد من العمل للإعداد للنتائج الأولية التي تمخضت عن التجارب الأولى للعلاج الوقائي قبل التعرض للعدوى والمتوقع ظهورها في عام 2009.

وقال بيدرو جويكوتشيا، الباحث في دراسة عن العلاج الوقائي قبل التعرض للعدوى يتم إجراؤها حالياً في البيرو والإكوادور: "يجب أن ننظر للأمام لدراسة جميع النتائج المحتملة لتلك التجارب ووضع خطط حقيقية لتوفير العلاج الوقائي قبل التعرض للعدوى لمن يمكنهم الاستفادة منه بأسرع وقت ممكن لو ثَبُتت فاعليته".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join