تعمل مصر، البلد الأكثر تأثراً بإنفلونزا الطيور في الشرق الأوسط، على اتخاذ إجراءات وقائية لمنع وباء محتمل لأنفلونزا البشر.
وقد وضعت الحكومة المصرية خطة طوارئ قومية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان لتعزيز إجراءات الاحتواء السريع وبناء القدرات للتعامل مع الوباء.
ويمكن أن تحدث جائحة الإنفلونزا في حال حدث تحول في فيروس إنفلونزا الطيور يسمح بانتقال العدوى من شخص إلى آخر.
ويجري الآن تنفيذ تدريبات تتضمن محاكاة لظروف الوباء في 26 محافظة من محافظات البلاد وقد تم تشكيل فرق تدريبية وتوزيعها على محافظات بني سويف والمنيا والغربية والمنوفية والشرقية.
وقد عمل محمد فوزي وهو مدير لجنة في مركز دراسات المستقبل، مع المحافظين على وضع خطة مبنية على توصيات الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية. ومركز دراسات المستقبل هو عبارة عن مؤسسة بحثية حكومية تضم ممثلين عن وزارات الدفاع والإنتاج الحربي والصحة والسكان والداخلية والبيئة والخارجية
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في القاهرة قال فوزي: ما يهمنا في حال حدوث الجائحة أمران وهما استمرار وظائف وخدمات الدولة في عملها وفي الوقت ذاته العمل على احتواء انتشار الوباء بأكثر الطرق فاعلية. لقد توصلنا إلى سلسلة من النتائج في حالة حدوث وباء ومن هناك بدأنا في تصور الحلول للاستجابة الإجرائية الضرورية من الدولة والمحافظين".
قرارات مهمة
وذكر فوزي أن كبار المسؤولين قاموا بتحديد من سيقوم باتخاذ القرارات المهمة مثل متى سيتم استخدام القوات المسلحة لحفظ الأمن والنظام في المناطق المتضررة أو نقاط التفتيش على الحدود بين المحافظات أو متى سيتم إغلاق خدمات عامة معينة لخفض انتشار الوباء.
بدوره، قال جون جبور المستشار الطبي للأمراض المستجدة في مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الاستعدادات التي تقوم بها مصر تبدو على المسار الصحيح. وأضاف قائلاً: "لقد شاهدنا تقدماً جيداً جداً من وزارة الصحة والمحافظات. فخطتهم تشمل بعداً كليا وجزئياً على المستوى القومي والمحلي: من أعلى مستوى تنفيذي في الدولة إلى الدور الفردي لكل طبيب في القرية وفريق الاستجابة المساعد".
تدريبات المحاكاة
وقد نجحت تدريبات المحاكاة التي أجرتها الفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في كل من الغربية (شمال غرب القاهرة) والمنوفية (جنوب الغربية وشمال القاهرة) من وجهة نظر منظمة الصحة العالمية في اختبار طرق التعقب وإجراءات الإخطار للمستشفيات وأقسام الشرطة في المحافظتين. وقد صدرت توصيات باعتبار الخطط الوبائية للمنوفية والغربية كنماذج للمحافظات الأخرى.
ومع ذلك، فقد عبّر زهير حلاج ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، عن قلقه حيال المدى الذي يمكن به اعتبار تدريبات المحاكاة المكتبية كأشكال ملائمة للاستعدادات.
وقال حلاج أن "خبرات المنوفية والغربية ناجحة طبقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية ولكن تلك التدريبات المكتبية طبقت على مدى يوم واحد فقط. ولم يتم إجراء تدريبات محاكاة ميدانية، كما أننا بحاجة للتأكد من أن المحافظات التي لم يكن لديها حالات عدوى على القدر ذاته من الاستعداد الذي تتمتع به المحافظات التي حدثت فيها إصابات [بإنفلونزا الطيور]".
وقد نصحت منظمة الصحة العالمية مراراً وزارة الصحة بإجراء تدريبات محاكاة ميدانية ولكن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع للحكومة نصح في بادئ الأمر بعدم إجراء تلك التدريبات خشية التسبب في ذعر بين السكان.
وقال فوزي أنه "من الصعب إجراء تدريبات ميدانية لأنه حتما سيكون هناك سوء فهم أو شائعات من خلال وسائل الإعلام بأن الوباء الحقيقي قد ضرب المنطقة التي يُجرى فيها التدريب. وهذا سيسبب أزمة كبيرة للأمن والنظام في مصر".
التطعيم
وتتوقع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة أن اللقاح ضد فيروس إنفلونزا البشر سيكون متوفراً ولكن بكميات محدودة.
الصورة: مارتينا فوكس/إيرين |
يحتفظ العديد من المصريين بالطيور ويربونها في بيوتهم مما يصعب عملية القضاء على المرض، حسب الحكومة |
والآثار الإنسانية المترتبة على ذلك ستكون خطيرة. فنظراً لأن مصنعي الأمصال سيرسلون على الأرجح كميات قليلة فقط إلى الدول النامية، فإنه سيكون على بلاد مثل مصر إعطاء الأولوية لقلة مختارة طبقاً لخطة الاستعداد للوباء.
وقد ذكر حلاج أنه "سيتم إعطاء الأولية في التطعيم للأشخاص المهمين الذين سيكون مرضهم المحتمل مكلفاً بالنسبة لتشغيل الخدمات الرئيسية والمؤسسات الحكومية. أما بقية السكان فستتم معالجتهم بعقار "تاميفلو" الذي سيستخدم كعلاج وقائي (لمنع حدوث العدوى أو لمنع تطورها وتحولها إلى حالة مرضية)".
وقد تم أيضاً وضع خطط لاستمرار العمل. وفي هذا الصدد، قال عمرو قنديل ممثل منظمة الصحة العالمية في وزارة الصحة أن "أي تعطل في الخدمات الأساسية يمكن أن يسبب خسارة تريليونات الدولارات بالنسبة لمصر. ولذلك يجب علينا أن نتأكد من أن الناس لديهم القدرة على سحب الأموال من البنوك وماكينات الصرافة الآلية أثناء الوباء وأن نضمن توفر الإمدادات الطبية والغذائية والمياه والكهرباء".
"