تزداد شهرة عارضة الأزياء السابقة تنداي ويسترهوف هذه الأيام كناشطة جريئة في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز. فبعدما كشفت الاختبارات إصابتها بفيروس نقص المناعة البشري منذ سبع سنوات قامت تنداي بترك عالم عروض الأزياء لتؤسس اتحاد الشخصيات العامة ضد الإيدز بهدف تشجيع الشخصيات العامة والمشاهير على الكشف عن إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشري.
وقد تحدثت ويسترهوف لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز عن قرارها بالإعلان عن إصابتها بالفيروس وكيفية استمرارها بحالة صحية جيدة حيث قالت:
"لم يكن الخروج إلى العلن بشأن إصابتي بفيروس نقص المناعة البشري أمراً سهلاً بالنسبة لي، ولكني كنت أعرف أنه ينبغي علي القيام بذلك مهما كانت العواقب.
لقد كنت في يوم من الأيام عارضة أزياء ناجحة جداً وكنت متزوجة من أحد أشهر مدربي كرة القدم في زيمبابوي. وبسبب تلك المكانة الاجتماعية المرموقة كان يمكن أن أقرر عدم الكشف عن حالتي، ولكنني قمت بذلك لمساعدة الآخرين ولنُظهِر للعالم أن فيروس نقص المناعة البشري ليس خاصاً بالفقراء وغير المتعلمين. فقد أردت أن أكسر هذه الصورة النمطية.
أنا شاهد حي على أن فيروس نقص المناعة البشري ليس له حدود، وأنه لا يهم إذا كنت غنياً أو فقيراً أو متعلماً، فأي شخص يمكن أن يصاب بفيروس نقص المناعة البشري.
أعتقد شخصياً أن أيام السخرية من الآخرين بسبب إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشري قد وَلَّت، لأن كل واحد منا قد تضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة من فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز. فكل شخص نشط جنسياً معرض للخطر وينبغي ألا يعتقد الناس أن الإصابة بالفيروس لا يمكن أن تحدث لهم أبداً.
يعود الفضل في تمتعي بصحة جيدة إلى النظام الغذائي المتوازن. أحاول بقدر المستطاع أن آكل الغذاء الصحيح والمطبوخ جيداً. ولكن مثل الآخرين لم أنجُ من الأزمة الاقتصادية في زيمبابوي حيث نقص الغذاء والطوابير الطويلة أمام البنوك ونقص السيولة المالية. ولكنني أحاول دائماً بقدر المستطاع البقاء في حالة ذهنية سليمة لأن الضغط العصبي هو أكبر عدو للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري.
كما يعود الفضل في تمتعي بصحة جيدة إلى العلاج، فأنا حالياً أتناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وأشعر أنني محظوظة جداً لأن الكثير من الناس الذين يحتاجون إلى تلك الأدوية المنقذة للحياة لا يحصلون عليها. وقبل ذلك كنت أقوم بشراء الأدوية على نفقتي الخاصة، ولكنني أحصل عليها الآن مجاناً من البرنامج الحكومي.
منحتني مضادات الفيروسات القهقرية حياة جديدة، ولكن في بعض الأحيان يصبح جسدك مشوها بطرق لا يمكنك فهمها. لقد تعلمت دراسة جسدي والاستماع إلى ما يريد لتقليل الأثر السلبي للأعراض الجانبية على جسدي.
كما أدين بصحتي الجيدة إلى دعم بناتي الأربع. أعلم أنه ليس من السهل بالنسبة لهن أن يقال أنهن بنات لأم مصابة بفيروس نقص المناعة البشري. عندما يحين وقت تناول الدواء وأكون قد نسيت تقوم بناتي بتذكيري.
في بعض الأحيان تقوم أصغر بناتي علية التي تبلغ من العمر 6 سنوات- وهي ابنتنا المعجزة التي وُلدت سليمة من الفيروس بعدما كشفت الاختبارات إصابتي به- بإحضار كوب من الماء لي وتقول تفضلي دواءك يا أمي، ويرق قلبي بشدة لسماعها.
اكتشاف إصابتك بفيروس نقص المناعة البشري ليس نهاية العالم. أنا سعيدة أنني مُنِحت الفرصة للاستمتاع بحياتي كشخص متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري وأنني استطعت أن أرى أطفالي يكبرون.
أسافر حول العالم لحضور مؤتمرات وورش عمل وإلقاء كلمات تشهد على واقعي. أعلم أنني أُلهم الكثير من الناس وأحب أن أستمر في القيام بذلك، فطموحاتي لا حدود لها".
"