على الرغم من انخفاض عدد الأشخاص الفارين من ديارهم في العراق خلال النصف الأول من عام 2008، غير أن الحياة اليومية للنازحين من سكان الخيام ما تزال بائسة، وفقاً لتقييم أجرته منظمة الهجرة الدولية في 15 أغسطس/آب.
وجاء في تصريح المنظمة أن النازحين القاطنين في الخيام لا يحصلون على الخدمات الأساسية أو يحصلون على جزء قليل منها فقط ولا يستطيعون حماية أنفسهم من الظروف الجوية القاسية ويسكنون في أماكن بعيدة عن الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها... فهذه الظروف الصعبة بالإضافة إلى انعدام الخصوصية العائلية والكرامة الشخصية، تجعل من المعسكرات المؤلفة من خيام آخر ملاذ للنازحين العراقيين".
وأفاد التقييم الذي نشرته المنظمة بالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وجمعية الهلال الأحمر العراقي أنه على الرغم من انخفاض عدد النازحين القاطنين في الخيام مقارنة بالعدد الكلي للنازحين في البلاد الذي يقدر بحوالي 2.8 مليون شخص، إلا أنهم في الكثير من الأحيان الأكثر ضعفاً، ولذلك هم بحاجة دائمة للمساعدات الإنسانية.
ظروف لا تطاق
ووصفت المنظمة الأوضاع المعيشية في مخيم المناذرة، وهو أكبر مخيمات النازحين في العراق، بالمزرية وقالت أن "الأسر التي طردت من المباني العامة تعيش الآن في خيام أو كرفانات مكتظة ولا يتوفر لديهم سوى القليل من خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب".
ويقع هذا المخيم على بعد 20 كلم جنوب النجف (حوالي 160 كلم جنوب العاصمة بغداد) ويأوي 231 أسرة (حوالي 1,400 شخص).
وأشارت المنظمة أيضاً إلى أن غياب الخصوصية الأسرية – وهو أمر تقدسه الثقافة العراقية – بالإضافة إلى البطالة والازدحام كلها عوامل تسبب "التوتر الشديد" للسكان.
وعن ظروفه المعيشية في مخيم المناذرة قال علي الخفاجي، 38 عاماً، أن درجات الحرارة العالية داخل خيمته المغلفة بطبقة شمعية لا تُحتَمل ولذلك تفضل أسرته في بعض الأحيان الجلوس في الظل في الخارج.
وأوضح الخفاجي، وهو أب لطفلين، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "حياتنا بائسة...لدينا مولّدين كهربائيين فقط لخدمة المخيم بأكمله وعندما يتعطل أحدهما علينا الانتظار في بعض الأحيان لأيام أو أسابيع حتى يتم إصلاحه".
وأضاف أن " كل 5 إلى 10 خيام تشترك بحمام واحد مما يسبب الخجل للعائلات التي لا تتمتع بالخصوصية ولهذا قمنا بحفر حفرة في إحدى الزوايا في خيمتنا".
والحال لا يختلف كثيراً في مخيم قالاوا شمال محافظة السليمانية حيث قالت منظمة الهجرة الدولية أن مجموعة النازحين التي استقرت على قطعة أرض مفتوحة في تلك المنطقة منذ عامين تقريباً لم تحصل إلى الآن على خدمات الصرف الصحي والكهرباء والمراحيض.
وقال التقرير أن هؤلاء النازحين "محاطون بالقمامة...ولذلك ظهرت حالات تيفوئيد بينهم مؤخراً".
"