1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

أفغانستان-باكستان: انعدام الأمن والخوف من المجهول يتسببان في وقف عودة اللاجئين الأفغان

A refugee family in Peshawar. Many Afghans born and raised in Paistan know of their home country only through the stories told by elders. Kamila Hyat/IRIN

عادة ما تحلم غزالة خان، البالغة من العمر 17 عاماً، بكابول عاصمة أفغانستان المجاورة التي ترعرع فيها والداها. ولكن غزالة، ابنة الزوجين اللذين بلغا رشدهما وتزوجا وأقاما في باكستان، تعي أن كابول لم تعد كما كانت في الماضي وهي لا تعرف إن كانت فعلاً تتمنى أن تعود إليها.

وتقول غزالة: لدي أقارب في كابول لم أقابلهم أبداً. أسمع أن المدينة لا زالت تعج بالمباني المدمرة والمهجورة وأن تكلفة العيش فيها تعتبر جد عالية، هذا بالإضافة إلى انعدام الأمن". وتعاني غزالة من انقسام داخلي بين رغبتها في رؤية المدينة التي يتحدث عنها والداها بحنين كبير وبين البقاء في بيشاور حيث تمتد جذورها حالياً.

وتقول عن ذلك: "سأرتاد الجامعة هنا وأنا غير متأكدة إن كنت أريد فعل ذلك في كابول". وما يعقد وضع غزالة ويؤثر في قرارها بخصوص العودة إلى كابول هو أن والدها ينتمي إلى طائفة الهزارى العرقية التي تشكل أقلية في أفغانستان والتي واجهت الكثير من العنصرية في البلاد خصوصاً خلال حكم طالبان.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد قامت بإعادة توطين 3.3 لاجئ أفغاني منذ عام 2002، من بينهم 120,000 من باكستان خلال عام 2008، ولكن لا زال هناك حوالي مليوني لاجئ أفغاني في باكستان من المسجلين لدى المفوضية. أما عدد اللاجئين غير المسجلين فغير معروف.

ويعاني العديد من اللاجئين، شأنهم في ذلك في شأن أسرة غزالة، من صراع داخلي بين رغبتهم في العودة وخوفهم من التعرض للخطر إذا عادوا إلى أفغانستان بسبب استمرار هشاشة الوضع الاقتصادي والأمني هناك.

وعن ذلك يقول دلباز خان البالغ من العمر 28 عاماً: "لقد عاد عمي إلى أفغانستان عام 2005 ولكنه سرعان ما تسلل عائداً إلى باكستان، وهو يقول أن الأمور هناك لا تزال صعبة ولذلك قررنا البقاء هنا". وبالرغم من أن خان يشكو من مضايقات الشرطة في بيشاور إلا أنه يرى أن "الوضع يبقى أفضل من الوضع في أفغانستان".

ويوجد الجزء الأكبر من اللاجئين الأفغان في باكستان في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، ولكن معظم المخيمات الكبرى في الإقليم أقفلت وتم تحويل بعضها إلى إقليم البنجاب تماشياً مع سياسة الحكومة الباكستانية التي كانت قد أطلقت على اللاجئين في الماضي صفة "التهديد الأمني".

كما يوجد عدد قليل من اللاجئين في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي الذي شهد عملية عودة بطيئة جداً، حيث لم يغادره سوى 5,000 لاجئ هذه السنة. ويبرر خالد محجوب، مسؤول الحماية بمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بكويتا، هذا البطء في العودة بقوله أن "العديد من اللاجئين هنا ينحدرون من المناطق الجنوبية لأفغانستان حيث يزداد الوضع الأمني سوءاً".

من جهته، وافق قمران عارف، وهو محام بارز وناشط في مجال حقوق الإنسان في بيشاور، على هذا التبرير قائلاً: "بالطبع، لا يقبل أي لاجئ أن يعود إلى مكان غير آمن، ولا زالت الأوضاع في أفغانستان غير آمنة".

نساجو السجاد


الصورة: كاميلا حياة/إيرين
لم تزر سايرا، البالغة من العمر 12 عاماً، بلدها أفغانستان أبداً
ويوجد حوالي 600 نساج سجاد بين اللاجئين الذي لا زالوا في بيشاور ويقيمون في مخيم جالوزاي. وبالرغم من إقفال المخيم قبل بضعة أسابيع وعودة معظم اللاجئين الذين كانوا يعيشون فيه والبالغ عددهم 70,000 لاجئ إلى أفغانستان، إلا أن السلطات الباكستانية وافقت على بقاء النساجين في المخيم ضمن برنامج يقومون من خلاله بتدريب الباكستانيين.

بدوره، أفاد مقبول شاه روغاني، المسؤول عن إعادة التوطين بمخيم جالوزاي أن كل المباني في المخيم بما فيها المستشفى الجامعي سلمت للإدارة الإقليمية ببيشاور. ولكن بالرغم من استمرار اللاجئين في المغادرة لا زال عدد من الأفغان مصرين على العيش في هذا المكان الذي يشكل بالنسبة لهم الموطن الوحيد الذي عرفوه، وهذا ما تحدثت عنه غزالة قائلة: "لم أغادر بيشاور قط. إنها كل عالمي الذي أعرفه".

ويتردد العديد من الشباب الأفغان في العودة إلى أفغانستان حيث لا زالت البلاد تعاني من انعدام الأمن، خصوصاً مع ورود تقارير عن تجدد الاشتباكات في بعض أنحاء البلاد. كما أن حصولهم على عمل في باكستان يزيد من ترددهم في العودة إلى أفغانستان.

ويبدو جلياً الآن أن عدداً كبيراً من الأفغان، الذين قدموا إلى باكستان كلاجئين في عملية بدأت عام 1979 بعد الغزو السوفييتي للبلاد، مصرون على البقاء في باكستان بدل العودة إلى بلادهم التي لا زالت تعاني من انعدام الأمن وهم يشعرون بعدم اليقين من المستقبل ومن قدرتهم على التأقلم مع الوضع الاقتصادي هناك خصوصاً في ظل الارتفاع السريع في أسعار الغذاء والتضخم.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join