أفاد مسؤولو الإغاثة الإنسانية بأن الجهود الرامية لإنشاء مخيم للنازحين في وادي سوات تواجه تهديدات المقاتلين المناوئين للحكومة. وأخبر محمد منير، مدير مكتب جمعية الهلال الأحمر الباكستاني بالمقاطعة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه لا يوجد أي نقص في المواد الغذائية أو في الخيام حالياً ولكن الناس لا يرغبون في القدوم إلى المخيم مع غياب الأمن".
وكانت إحدى الأسر التي قدمت مساء 2 نوفمبر/تشرين الثاني إلى المخيم الذي تم إنشاؤه في مدينة باريكوت على بعد 20 كلم من العاصمة قد اضطرت إلى مغادرته في اليوم التالي خوفاً على حياتها.
وفي هذا الصدد، قال منير بأن "قوات طالبان الموجودة في المنطقة لا تريد أن يقام هذا المخيم، ولكن هناك أشخاص يعانون [من أثر النزاع] ويجب أن يتفهم مقاتلو طالبان حاجتنا لمساعدة المتضررين".
وكان وادي سوات الواقع في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي قد شهد ارتفاعاً في وتيرة العنف بين القوات الحكومية وأتباع الزعيم الديني مولانا فضل الله الذين ينادون بالجهاد ضد الحكومة وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
وأفادت التقارير أنه منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول لقي حوالي 100 مقاتل حتفهم في المواجهات بعد قامت الحكومة بنشر 2,500 جندي إضافي في المنطقة لاستعادة سيطرتها.
وفي الوقت الذي لا تتوفر فيه أية أرقام دقيقة حول عدد النازحين بسبب استمرار المواجهات، تفيد التقديرات بوجود مئات النازحين، معظمهم يقيم مع الأقارب أو الأصدقاء في المنطقة.
ومنذ إعلان حالة الطوارئ في 3 نوفمبر/تشرين الثاني وتشديد الخناق على حرية الإعلام، أصبح من الصعب أو ربما المستحيل على منظمات الإغاثة الحصول على معلومات دقيقة حول الوضع في سوات.
ووفقاً لمنير، تمكنت السلطات في المقاطعة وموظفي جمعية الهلال الأحمر من نصب 100 خيمة بالرغم من التهديدات المستمرة. كما أقاموا مستوصفاً ومنطقة استقبال داخل المخيم الذي يمكن توسيعه لاستيعاب 5,000 أسرة إذا اقتضى الأمر.
وأضاف منير: "لا يوجد لدينا نقص في الخيام، فقد حصلنا على 1,000 خيمة إضافية من سلطات الإغاثة بالمقاطعة"، موضحاً بأن كميات كبيرة من المواد الغذائية والأدوية متوفرة أيضاً. ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن عدم توفر إجراءات أمنية كافية، يجعل من غير المحتمل قدوم نازحين جدد إلى المخيم، خصوصاً وأن المقاتلين سبق وهددوا بإحراق المخيم إذا استمرت الأعمال بداخله.
وبالرغم من القصف المتقطع، لوحظ هدوء مؤقت في المواجهات. غير أن منير قال: "لا أحد يمكنه التكهن بمدى استمرار هذا الهدوء. فقد قدم المقاتلون بعض المطالب للحكومة، وهي إما أن تقبلها أو ترفضها"، مضيفاً بأن الحاجة إلى هذا المخيم ستندثر بمجرد توقف المواجهات.