1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

انعدام الأمن والقيود يعرقلان جهود الإغاثة في باكستان

Entire villages in and near Awaran district have been reduced to piles of debris after a 7.7-magnitude earthquake struck Pakistan's Balochistan Province on 24 September 2013. Islamic Relief
Entire villages have been reduced to piles of debris

قدمت زلازل شهر سبتمبر في بلوشستان نموذجاً مصغراً للأعمال الإغاثية في باكستان، فقد كانت الاحتياجات الإنسانية كبيرة في ظل مقتل ما يقرب من 400 شخص وفقدان الآلاف من المنازل. ولكن لتقديم الاستجابة، كان يتوجب على عمال الإغاثة المجازفة بحياتهم وقيادة سياراتهم وسط وابل من رصاص المسلحين وتخطي القيود الحكومية التي فرضت على عملهم.

ويعتبر الوضع الإنساني في البلاد ملحاً مع وجود 1.6 مليون لاجئ أفغاني يعيشون في البلاد، و1.5 مليون شخص تضرروا من الفيضانات الموسمية هذا العام ونحو مليون نازح داخلياً و15 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. ومع ذلك، تظل باكستان مكاناً صعباً للمنظمات الإنسانية غير الحكومية لتقديم المساعدات نظراً للتحديات الأمنية والقيود.

وقال نجم الثاقب إقبال، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر متحدثاً لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين):"لقد أثرت المخاوف الأمنية علينا بالتأكيد وقيدت إمكانيات الوصول إلى المجتمعات المحلية، لاسيما بعد عام 2012 عندما قتل أحد عمالنا في كويتا". وقد خفضت اللجنة الدولية أنشطتها في باكستان بعد الهجوم الذي وقع في أبريل من العام الماضي.

وأضاف قائلاً: "لكن بطبيعة الحال، لا تزال هناك حاجة إلى المساعدة. لقد احتفظنا بوجودنا في باكستان والآن نقوم بالحصول على إذن من خلال وزارة الخارجية لبعض المشاريع الصحية". وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه على الرغم من تمتع اللجنة الدولية بوضع دبلوماسي، إلا إنها واجهت في الميدان "نفس" المخاطر التي تواجه المنظمات الأخرى.

وقال إقبال أن "أولئك الذين يعملون في القطاع الصحي هم الأكثر عرضة للخطر، ونحن نحاول أيضاً زيادة الوعي حول هذا الموضوع. فقتل طبيب لا يؤثر فقط على ذلك الشخص، بل على الكثيرين بكل تأكيد ، بما في ذلك أولئك الذين يتلقون الخدمات التي يقدمها".

يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الأرواح

وقد برزت التهديدات المرتبطة بالعمل الصحي قبل بضعة أيام عندما تم اختطاف 11 معلماً في إقليم خيبر، الذي يعتبر واحداً من سبع مناطق قبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية، خلال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في مدارسهم. ويلقي المسؤولون المحليون باللائمة على المتشددين المعارضين لعملية التطعيم.

وكان عبد الله صديق، 35 عاماً، وهو عامل في بلوشستان، يعتمد على عيادة صغيرة في بلدته بيشين، التي تبعد 50 كيلومتراً شمال كويتا. ولكن عندما مرض ابنه البالغ من العمر ست سنوات هذا الشهر اضطر إلى السفر إلى كويتا.

وأوضح صديق لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن ابنه يعاني من نوبات، لكن المستشفيات الحكومية فشلت في مساعدته. وأضاف قائلاً: "لا أستطيع تحمل تكاليف الرعاية الخاصة، كما أغلقت قبل عامين العيادة الصغيرة التي كانت تديرها منظمة غير حكومية في بيشين وكان أطباؤها يقومون بمساعدتنا".

فقد وقعت عيادة بيشين ضحية لانعدام الأمن، حيث قال الياس خان من منظمة هيلب غير الحكومية، ومقرها كويتا: "قمنا بإدارة العيادة لما يقرب من 10 أعوام، ولكن بعد ذلك كان علينا إغلاقها بسبب وجود الكثير من التهديدات التي تعرض لها الأطباء العاملون هناك".

وقد شكلت الزلازل الأخيرة في منطقة أواران في إقليم بلوشستان، تحدياً خاصاً للمنظمات الإغاثية، على الرغم من تسليط الضوء من قبل المسؤولين المحليين على الحاجة إلى العاملين في المجال الإنساني. وقال جان محمد بليدي المتحدث باسم حكومة إقليم بلوشستان لوكالة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن بحاجة إلى الكثير من المنظمات، والكثير من الجماعات الإنسانية، للعمل هنا من أجل تلبية الاحتياجات. ليس هناك ما يكفي منها في الوقت الحالي".

 وكان عدد قليل من المنظمات الدولية موجوداً على الأرض عندما ضربت الزلازل المنطقة. فوفقاً لأحدث تقرير سنوي عن المنتدى الإنساني الباكستاني، الذي يمثل أكثر من 50 منظمة دولية غير حكومية، كانت 14 منظمة دولية غير حكومية فقط ناشطة في بلوشستان. كما تعمل سبع من هذه المنظمات فقط في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية (FATA)، في حين تعمل 38 منظمة في إقليم خيبر بختون خوا. وهذه هي المناطق الثلاث الأكثر عرضة لانعدام الأمن في باكستان.

وقال أنور كاظمي، المتحدث باسم مؤسسة الرعاية الاجتماعية الباكستانية غير الحكومية إدهي: "لا تعمل المجموعات الدولية على الأرض في أماكن مثل أواران. الأمر متروك لنا".

ولكن الاحتياجات هائلة في هذه المناطق، إذ يصنف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بلوشستان بأنها "الأقل تطوراً" من أصل أربعة أقاليم في باكستان، كما يصنف 56 بالمائة من سكانها على أنهم "فقراء وفق معايير متعددة". ولكن عمل المنظمات الإنسانية قد أصبح محدوداً للغاية خاصة بسبب التمرد المسلح من قبل إنفصاليين.

وقال رئيس إحدى المنظمات الوطنية غير الحكومية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "الحقيقة هي أن المنظمات غير الحكومية، وخاصة الدولية منها، تعمل في المناطق التي يمكن الوصول إليها، وليس في أكثر المناطق احتياجاً. فالذهاب إلى ما بعد كويتا في بلوشستان، أي إلى مناطق حيث هناك حاجة أكبر، هو ببساطة أمر غير آمن. وينطبق الشيء نفسه على المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية ومنطقة خيبر بختون خوا".

أوقات عصيبة في الأفق

ولم توقف المخاوف الأمنية عمال الإغاثة الذين سافروا إلى المناطق التي ضربها الزلزال، لكنها تعيق العمل الإنساني. وقال عامل في منظمة دولية غير حكومية دولية، طلب عدم الكشف عن اسمه، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في أواران: "تعيقنا قضايا الأمن، ونحن نجتهد لتقديم مستوى الدعم اللازم".

 الحقيقة هي أن المنظمات غير الحكومية، وخاصة الدولية منها، تعمل في المناطق التي يمكن الوصول إليها، وليس في أكثر المناطق احتياجاً

 والقواعد والقوانين الصارمة هي أيضاً عامل مقيد، إذ "تواجه المنظمات غير الحكومية الدولية مشاكل تتعلق بالوصول،" وفقاً لما قاله، سونكه زيتشيه رئيس وحدة إدارة الاتصال والمعلومات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي سلطت نشرته الإنسانية الأخيرة، الضوء على مسألة استمرار القيود على الوصول التي تواجه المنظمات غير الحكومية الدولية حيث تحتاج لتصاريح حكومية للسفر والعمل في المناطق الحساسة.

وهناك مخاوف من أن تزداد الأمور سوءاً، فقد وضعت لجنة التنسيق الاقتصادي التابعة للحكومة الباكستانية، هذا الشهر،  إطاراً جديداً يفرض على المنظمات غير الحكومية الدولية الحصول على موافقة الحكومة لأداء مهامها. كما أن عليها الكشف الكامل عن الأنشطة التي تقوم بها ومصادر التمويل الذي تحصل عليه وتنص على أنه لا يمكن للموظفين الأجانب أن يشكلوا أكثر من 10 بالمائة من القوة العاملة.

 ولم يتم الترحيب بمقترحات المشاريع التي قدمها العاملون في المنظمات غير الحكومية الدولية. وقال أحد عمال الإغاثة الذي يعمل مع وكالة إغاثة إنسانية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "المزيد من البيروقراطية تجعل الأمور أكثر صعوبة للجميع".

وقال طاهر مهدي، المنسق التنفيذي للمجموعة المجتمعية لوك سوجاك، التي تعمل على رفع مستوى الوعي حول الحقوق الأساسية: "أعتقد أن لدى الحكومة مصدرين للقلق، أحدهما يتعلق بالأمن. فهم متخوفون جداً من الأجانب الآن، كما يتضح من هذا القانون. ويعتقدون أن المنظمات غير الحكومية الدولية تعمل كشبكة تجسس بديلة. لقد أصبح التوجس والشك جزءاً من سياستنا". وقال أن الشاغل الثاني للحكومة هو أن ترى المنظمات غير الحكومية كخصم ينافسها للحصول على التمويل الدولي.

 وفي باكستان، كان الدافع وراء هذا الشك، الحادث الذي وقع في عام 2011، عندما قام طبيب يدير حملة للتطعيم بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في تعقب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

الجهات الفاعلة المحلية

وقد قام المانحون الدوليون والوكالات الإنسانية بالاستفادة بصورة أكبر من الجهات الفاعلة على المستوى المحلي التي تواجه قيوداً أقل. وقد اتخذت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث (NDMA) التابعة للحكومة عدداً من الخطوات لتحسين قدرتها، وهي تقوم الآن بقيادة عمليات تنسيق جهود الإغاثة، بما في ذلك العمليات التي تمت أثناء الفيضانات الموسمية الأخيرة.

وأشارت دراسة صدرت في يوليو عن الوكالة الكاثوليكية للتنمية الخارجية (CAFOD)، ومقرها المملكة المتحدة، أن المنظمات غير الحكومية الوطنية يمكن أن تستجيب بشكل أكثر فعالية للكوارث، موضحة أنه يجب على الفاعلين الدوليين التركيز أكثر على بناء القدرات المحلية، بما في ذلك الاستثمار في "الجهات الفاعلة في المجتمع المدني المحلي كغاية في حد ذاتها".

وقال الرئيس السابق لإحدى المنظمات غير الحكومية الدولية في باكستان، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أنه "بالنظر إلى الوضع الراهن، قد يكون هذا هو الحل الوحيد لقضايا الوصول والتدخلات الرسمية المتنامية. يجب أن تكون الأولوية للوصول إلى الناس".

وقال زيشيه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) متحدثاً لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من خلال البريد الإلكتروني أن هذا بالفعل قد أصبح الممارسة السائدة. "توضح المبادئ التوجيهية الجديدة لصندوق الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ (التي تجري حالياً صياغتها) تفضيل المنظمات غير الحكومية، ولكن ليس هناك أي فرق بين المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية. ولكن في الواقع، حالياً غالبية أموال الصندوق (حوالي 56 بالمائة من الأموال)، تذهب إلى المنظمات غير الحكومية الوطنية".

ولكن لا يشعر الجميع أن المنظمات غير الحكومية الوطنية هي الحل لصعوبات الوصول.

يشرف ناصر محمود اوان، وهو نائب مدير المنطقة التابع للحكومة لمشروع تطوير الرعاية الاجتماعية في المجتمعات الريفية في ساموندري "تهسيل"، في إقليم البنجاب الشرقي، حيث يشرف على 72 منظمة غير حكومية محلية في منطقته.

وأخبر ناصر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "كانوا جميعاً يعملون على أساس المساعدة الذاتية على مستوى القرية. ومعظمهم توقف عن العمل الآن بسبب نقص التمويل. فالأشخاص الذين كانوا مسؤولين عنهم لم يكن لديهم القدرة على الحصول على المساعدات الخارجية ولم يملكوا الصلات أو الدراية بذلك".

kh/jj/rz-aha/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join