حذرت مجموعات حقوقية وجمعيات زراعية من أن المنطقة العازلة" المستمرة بالتوسع بين إسرائيل وقطاع غزة تتسبب في عزل الفلسطينيين بعيداً عن حدود القطاع مع إسرائيل وتقلص نسبة الأراضي الخصبة لديهم.
وكان من المفترض أن تمتد "المنطقة العازلة" التي فرضتها إسرائيل على الحدود مع غزة بمسافة 150 متر إلى داخل القطاع ولكن بعض المنظمات مثل اللجان الفلسطينية للإغاثة الزراعية، وهي منظمة غير حكومية محلية، أفادت أن هذه المسافة وصلت حالياً إلى 1,000 متر في بعض الأماكن مما يؤثر على آلاف الفلاحين على طول الحدود مع إسرائيل والتي تمتد لحوالي 50 كلم.
وفي هذا الإطار، أخبر أحمد صوراني من منظمة اللجان الفلسطينية للإغاثة الزراعية في مدينة غزة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذا يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد في غزة"، مضيفاً أن "الزراعة تشكل جزءاً مهماً من الأمن الغذائي في القطاع".
ويحصل معظم سكان غزة على مساعدات من الأمم المتحدة وهم يعانون من البطالة. ولا زال القطاع يرزح تحت الحصار حيث حصرت إسرائيل الواردات في المستلزمات الإنسانية الأساسية ومنعت كل الصادرات ووضعت قيوداً على السفر. كما أن معبر رفح الجنوبي على الحدود مع مصر مقفل في معظم الأوقات.
ويشكو الفلسطينيون من أن "المنطقة العازلة" الموجودة منذ أكثر من عقد من الزمن قد شهدت توسيعاً في السنوات الأخيرة.
وحتى قبل قيام إسرائيل بإخلاء مستوطناتها وقواعدها العسكرية الدائمة كجزء مما سمي "بخطة الانفصال" عام 2005، تم حصر الخمسمائة متر الأولى التي تلي حاجز المائة وخمسين متراً لزراعة المحاصيل التي لا يزيد ارتفاعها عن متر واحد، مما استوجب قطع أشجار الزيتون، حسب عمال الإغاثة في القطاع.
ويقول الفلسطينيون أن "المنطقة العازلة" الرسمية والمناطق التي توسعت فيها مؤخراً أصبحت تشكل مناطق "محظورة"، خصوصاً وأن المزارعين تعرضوا إما للقتل أو الإصابة كلما حاولوا الاقتراب من الحدود، مما جعل العديد منهم الآن يخشون حتى الاقتراب من المنطقة.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه يحتاج إلى هذه "المنطقة العازلة" حتى يتسنى له عرقلة المقاتلين الذين يقومون بإطلاق الصواريخ على الدولة اليهودية ووضع المتفجرات على الحاجز الحدودي بعد أن تسببت بعض الهجمات التي تم شنها مؤخراً على المعابر الحدودية بمقتل وجرح العديد من الإسرائيليين.
وقالت الرائد أفيتال ليبفيتش، الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي: " التهديدات هي التي تحدد نوع الإجراءات التي نتخذها. ليس من الصواب إلقاء اللوم كله على إسرائيل، إذ يجب أن يلقي المزارعون الفلسطينيون اللوم أيضاً على المقاتلين والمنظمات الإرهابية".
وقد شكلت نيران القناصة التي تستهدف الجنود والمدنيين الإسرائيليين بالإضافة إلى تهديدات التسلل إلى داخل الدولة اليهودية وكذلك الهجمات الصاروخية والمدفعية العوامل التي أخذها الجيش الإسرائيلي بالاعتبار عند اتخاذه لهذه الإجراءات في غزة، حسب ليبفيتش. وقد شملت الإجراءات إنشاء "مناطق عازلة" بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
تدمير المزارع
الصورة: المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ![]() |
ناصر جابر من رفح الذي دمرت الجرافات الإسرائيلية جزء كبير من مزرعة الدواجن التابعة له وتسببت بقتل 40,000 طائر فيها |
وقال ناصر جابر من رفح أن الجرافات الإسرائيلية قامت في 16 مايو/أيار بتدمير جزء كبير من مزرعة الدواجن التابعة له والتي تبعد حوالي كيلومترين اثنين عن الحدود وتسببت بقتل 40,000 طائر تقريباً.
وجاء في قول جابر للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة: "أملك أنا وإخوتي الثلاثة هذه المزرعة ونعمل فيها ليل نهار منذ 18 عاماً، ولكن الإسرائيليين دمروها في أقل من أربع ساعات". وأضاف أن إنتاج مزرعته انخفض من 45,000 بيضة يومياً إلى 2,000 بيضة يومياً فقط.
وتفيد تقديرات المجموعات الحقوقية بغزة أن 50,000 دونم (الدونم يساوي 1,000 متر مربع) من الأراضي الزراعية قد تعرضت لدمار شديد بسبب التوغل الإسرائيلي المتكرر خلال السبع سنوات الماضية، وهذا يشكل نسبة كبيرة من الأرض الخصبة في القطاع.
"