1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Egypt

مصر: سبل عيش الصيادين في خطر

About 7,000 fishermen depend on Lake Maryut for their livelihoods and a further 10,000 work in fishing-related jobs such as ship-building, net-making and fish trading. Tour Egypt

بدأ التلوث المتزايد في بحيرة مريوط في مدنية الإسكندرية يؤرق الصيادين أكثر فأكثر بعد أن بات خطراً حقيقياً على سبل عيشهم وصحتهم كذلك. فلا تتسبب المياه الملوثة بمختلف أنوع الصرف في خفض كمية الأسماك في البحيرة فحسب، بل أصبحت تصيب الصيادين بأمراض جلدية تضطرهم في الكثير من الأحيان للانقطاع عن العمل.

عن ذلك قال الصياد أحمد عيسى، 41 عاماً الذي يصطاد في مريوط منذ 30 عاماً: لا أستطيع أن أمسك أي شيء بيديّ عندما تصابان بالتسلخ. يصف لي الأطباء بعض المراهم ولكن حتى عند استعمالها علي أن ألزم المنزل ليوم أو يومين حتى تشفى".

 استمع إلى أحمد عيسى يتحدث عن صعوبات حياته

يكسب أحمد بين 15 و 20 جنيهاً [2.82-3.67 دولار] في اليوم ولكنه لا يهتم بإصابته الجلدية بقدر ما يهتم بما قد فاته من الصيد في ذلك اليوم.

وقال أحمد لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) متحدثاً عبر الهاتف: "قبل 15 عاماً كنت أصطاد ما بين 50-60 كيلو في اليوم، ولكني لا أستطيع اليوم أن اصطاد أكثر من خمسة كيلو وفي بعض الأحيان لا شيء أبداً"، مضيفاً أن ما يصطاده في اليوم الواحد بالكاد يكفي لسد رمق عائلته المكونة من زوجته وأبنائه الأربعة.

وقد قامت مجموعة من المنظمات غير الحكومية التي تهتم بالبيئة ومناصرة الصيادين كجمعية أصدقاء البيئة والاتحاد التعاوني للثروة المائية وجمعية الصيادين بالإسكندرية بشن حملات لوقف التلوث الذي أرهق بحيرة مريوط التي تعد إحدى مصادر الثروة السمكية في منطقة الدلتا.

وقال محمد الفقي، رئيس الاتحاد التعاوني للثروة المائية أن كمية الأسماك التي يتم اصطيادها من البحيرة قد انخفضت بشكل كبير خلال الثلاثين سنة الماضية، فعلى سبيل المثال سجل العام 1976 اصطياد 11,000 طن من الأسماك في حين لم يتم اصطياد أكثر من 5,211 طن في العام 2006".

وأضاف قائلاً: "يعتمد 7,000 صياد تقريباً على البحيرة لكسب رزقهم بالإضافة إلى أكثر من 10,000 آخرين ممن يقتاتون من مهن أخرى مرتبطة بالصيد كبناء السفن وصناعة الشباك وتجارة الأسماك. وهذا يعني أن سبل عيش هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم (حوالي 78,000 شخص) في خطر. كما تشير إحصائيات جمعية الصيادين في الإسكندرية إلى أن هناك أكثر من 5,000 صياد غير مسجل يعتمدون على الصيد في البحيرة.

وأوضح الفقي أن 1,000 شخص تقريباً تركوا مهنة الصيد منذ عام 2006 وهم الآن عاطلون عن العمل. كما قدر الخسائر الكلية الناجمة عن انخفاض كمية الأسماك بحوالي 86 مليون جنيه مصري (ما يعادل 16 مليون دولار) سنوياً.

التلوث

وأفاد الفقي أن "40 بالمائة من النشاط الصناعي يتركز بالإسكندرية مما يسبب تلوثاً خطيراً للبحيرة". كما لا تملك محطتا المعالجة الموجودتان في المدينة القدرة على معالجة جميع مياه الصرف وغيرها من النفايات السائلة".

"وبذلك يتم تصريف ثلثي المياه العادمة في البحيرة التي تضَخ بدورها إلى خليج المكس شمال الإسكندرية"، هذا بالإضافة إلى التلوث الذي يسببه الصرف الزراعي وما يحمله من مواد كيماوية ومبيدات والذي يصب أيضاً في البحيرة.

بدوره، تحدث صلاح الألفي من جمعية الصيادين عن ما يسببه التلوث من نمو كثيف للنباتات الضارة التي "تعيق عمليات الصيد وتقلل من مستوى الأكسجين في الماء لتمنع بذلك نمو الأسماك في البحيرة".

وأضاف الألفي أن جمعية الصيادين قدمت حلولاً عديدة لمشاكل التلوث في البحيرة منذ عام 1999 ولكن دون أن تلقى هذه الحلول أي استجابة من الحكومة. وعن ذلك قال متسائلاً: "لا نفهم لماذا لا يريدون أن ينقذوا البحيرة".

وعلى الصعيد الدولي، كان البنك الدولي يخطط لبدء مشروع يستهدف نقاط التلوث في القاهرة الكبرى والإسكندرية إلا أن مسؤولاً في البنك أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المشروع قد ألغي.

عمليات الردم


الصورة: مشروع وادي
خريطة لبحيرة مريوط توضح الأحواض مصادر التلوث
"وعمليات الردم المستمرة هي خطر آخر يحدق بالبحيرة" كما قال المستشار محمد عبد العزيز الجندي، رئيس جمعية أصدقاء البيئة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين). "لقد بدأت عمليات الردم منذ مدة طويلة مما أدى إلى فقدان البحيرة جزءاً كبيراً من مساحتها حيث وصلت إلى 17,000 فدان فقط [من أصل 60,000 فدان عام 1889]. أصبحت وتيرة الردم متسارعة هذه الأيام. كما أن الحكومة تخطط لبناء مدينة الإسكندرية الجديدة على حوض الألف فدان من البحيرة، وهو مشروع معلق حالياً بسبب الهجوم العنيف الذي بدأناه ضد ردم هذا الحوض".

وأكد الجندي أن الجمعية ستقف في وجه عمليات الردم بكل الطرق والوسائل حيث قال: "سوف نلجأ لجميع الطرق حتى لو اضطررنا للاحتكام إلى القضاء. يكفي ما تم ردمه من البحيرة إلى الآن. إذا أرادوا بناء مثل هذه المشاريع فأمامهم الصحراء وليتركوا البحيرة التي توفر التوازن البيئي للمنطقة".

ولم يكن بالإمكان الاتصال بالجهة الحكومية المختصة للتعليق.

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join