1. الرئيسية
  2. Southern Africa
  3. Angola

إفريقيا: هل مرض النوم لدى الماشية في طريقه إلى الزوال؟

Zebu cattle. For generic use Chris/Flickr

 يتيح البحث الجديد حول مرض النوم لدى الماشية الإفريقية إمكانية الحصول على ماشية مقاومة لمرض النوم في المستقبل غير البعيد – هذا المرض الذي يقضي على ثروة حيوانية تقدر بمليارات الدولارات كل عام.

وأفاد البحث أنه قام بعزل اثنين من الجينات الهامة في إنتاج ماشية مقاومة للمرض. وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال هاري نويز، المؤلف الرئيس لبحث نشر عن هذا الموضوع في النشرة الدورية للأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات في 16 مايو أن ما حث على إجراء البحث حقيقة أنه على عكس سلالات الأبقار ذات السنام في شرق إفريقيا التي تعد أكثر عرضة للطفيليات المثقبية التي تسبب مرض النوم، لا تتأثر سلالات أبقار غرب إفريقية عديمة السنام، المسماة نداما، بشكل كبير بهذا المرض".

وينتقل داء المثقبيات الحيواني الإفريقي- أو ما يعرف "بالترايبس" أو "النجانا" (التي تعني المكتئب بلغة الزولو) - أو عن طريق لدغ أنواع مصابة من ذبابة التسى تسي، ويستوطن في المنطقة الممتدة من السنغال وحتى تنزانيا ومن تشاد حتى زيمبابوي (وهي مساحة تعادل مساحة الولايات المتحدة تقريباً).

وأوضح نويز أحد كبار الباحثين بجامعة ليفربول أن "الماشية ذات السنام نشأت في الهند حيث لا توجد ذبابة التسى تسي، بينما من المحتمل أن تكون أبقار النداما عديمة السنام قد تعرضت لطفيليات المثقبيات لآلاف السنين وطورت آلية للسيطرة على تأثير المرض".

وقد توصل الباحثون على مدار العقدين الماضيين إلى أن هناك ما لا يقل عن 10 جينات تتحكم في تأثير المرض في سلالة النداما.

وذكر ستيف كيمب، المتخصص في علم الوراثة بالمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بنيروبي والمشارك أيضاً في الدراسة، أنه "من بين تلك الجينات المقاومة قمنا بعزل ما شعرنا بأنهما أهم جينين لأغراض دراستنا".

والآن بعد أن عرف العلماء ما يبحثون عنه شرعوا في مهمة عزل سلالات الماشية ذات السنام التي تحمل هذين الجينين.

وعلى مدار السنوات الثلاث المقبلة، ينوى المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية تربية أصناف متنوعة من الماشية ذات السنام التي تحمل جيناً واحداً على الأقل. وتنتج هذه السلالات أيضاً حليباً أكثر من سلالات النداما.

عقود بعيدة؟

وقال كيمب: "هذا لا يعني بالطبع أنه سيكون لدى المزارعين الفقراء قريباً الماشية المقاومة لمرض النوم"، إذ أن علماء المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية لن يكونوا قادرين على اختبار المقاومة في الماشية ذات السنام قبل ثلاث سنوات من الآن.

ويعتقد الباحثون أنه بعد ذلك سيستغرق الأمر عقوداً قبل أن تأخذ السلالات المقاومة لمرض النوم طريقها أسفل السلسلة إلى صغار المزارعين.

وقال نويز: "يمكننا أن نجعل السائل المنوي متاحاً للتداول"، مضيفاً أن الأمر متروك للحكومات والخدمات الإرشادية لجعله في متناول جميع المزارعين.

ووفقاً للباحثين، فإن إنتاج سلالة مقاومة أمر بالغ الأهمية لأن معظم العقاقير التي زعمت تقديم المناعة من المرض أثبتت عدم فاعليتها حيث تطورت سلالات جديدة من المرض مقاومة للعقاقير. علاوة على ذلك، لا يستطيع المزارعون الفقراء تحمل تكلفة شراء العديد من العقاقير الجديدة.

وفي نفس الأسبوع الذي تم فيه نشر هذا الاكتشاف، أعلن التحالف العالمي للثروة الحيوانية والطب البيطري عن خطة مدتها خمس سنوات لمساعدة مربي الماشية بإفريقيا للحصول على أفضل التشخيصات والأدوية واللقاحات من أجل التعامل مع المرض.

وسيقوم البرنامج في البداية بدراسة الأبحاث الجارية التي يمكنها مساعدة مربي الماشية.

وطبقاً للتحالف العالمي للثروة الحيوانية والطب البيطري، ينفق ما لا يقل عن ثلاثة ملايين رأس من الماشية نتيجة هذا المرض في إفريقيا كل عام. كما أن ما يقدر بـ 50 مليون رأس من الماشية و70 مليون رأس من الأغنام والماعز عرضة لخطر الإصابة سنوياً.

وذكرت الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة في بيان صحفي أنه على الرغم من أن طفيليات المثقبيات معروفة بتسببها بمرض النوم عند الإنسان، إلا أن أكثر الأضرار المدمرة التي تسببها لرفاه الإنسان عندما يكون لدى المزارعين ماشية مريضة وغير منتجة.

jk/cb-hk/dvh

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join