كان أطباء وممرضو مستشفى مرويس بمدينة قندهار قد أفطروا للتو في هذا اليوم الرمضاني الطويل في 25 أغسطس عندما هز دوي انفجار ضخم وسط المدينة. وبعد ساعات قليلة فقط من الانفجار، كانت وحدة الطوارئ بالمستشفى تعج بعشرات الجرحى حيث استقبل مبناه حوالي 40 جثة على الأقل وأكثر من 60 جريحا.
ويعلق محمد هاشم، الطبيب الجراح بالمستشفى، على تلك الليلة بقوله: كانت ليلة عصيبة بالنسبة لنا جميعا. كنا منهكين وجياع وعطشى ولكننا اضطررنا للعمل لإنقاذ الأرواح. عملنا طوال الليل لإنقاذ من يمكن إنقاذه ولمعالجة الضحايا". وكان جميع موظفي المستشفى قد استدعوا لتقديم العون.
ويعمل مستشفى مرويس الذي يضم 350 سريرا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقدما الرعاية الطبية اللازمة للمرضى ولضحايا الحرب الوافدين من قندهار والأقاليم المجاورة. وتولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إرسال فريق طبي يشمل طبيبا جراحا وأخصائي تخدير وكبير ممرضين وممرض غرفة عمليات بالإضافة إلى موظفين ميدانيين للمساعدة.
وأخبر جوليو غيلبرت فيدال، وهو جراح من اللجنة الدولية للصليب الأحمر كان قد قام بزيارة المستشفى مباشرة بعد الانفجار، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "بالرغم من أن الناس كانوا بحاجة للإفطار وبالرغم من صعوبة العثور على وسيلة للمواصلات، إلا أن كل موظفي المستشفى الذين حضروا قالوا بأن الأمر الأهم بالنسبة لهم آنذاك هو مساعدة الضحايا".
من فعلها؟
أفادت وزارة الداخلية أن شاحنة مفخخة فُجِّرت عن بعد في وسط مدينة قندهار هي التي تسببت في هذا الانفجار الذي كان من القوة بحيث تسبب في تدمير عشرات البيوت المجاورة.
وقد شكلت النساء والأطفال جزءا كبيرا من الضحايا. كما لقي أحد موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر حتفه عندما وقع سقف الغرفة التي كان يسكن فيها.
وقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وغيره من القادة بهذا الانفجار الذي لم تتبنه أية مجموعة معينة بالرغم من أن الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي نسبه إلى طالبان.
وكان عدد الضحايا المدنيين للنزاع المسلح في أفغانستان قد شهد ارتفاعا متواصلا خلال السنوات القليلة الماضية. ففي الأشهر الستة الأولى من عام 2009، تعرض حوالي 1,013 مدنيا للقتل مقارنة بـ 818 في نفس الفترة من عام 2008 و684 في الأشهر الستة الأولى من عام 2007، وفقا لتقرير صادر عن وحدة حقوق الإنسان التابعة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان.
وجاء في تقرير الوحدة أن "العناصر المناهضة للحكومة والقوات الموالية لها مسؤولون معا على ارتفاع عدد الضحايا المدنيين". كما أضاف التقرير أن عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم على يد المتمردين أعلى بكثير من عدد المدنيين الذين تضرروا بسبب القوات الأفغانية والدولية.
ad/at/cb/az/kkh