جوهان، 18 عاماً، طالبة في المرحلة الثانوية، تعيش في مخيم مؤقت في ملعب لكرة القدم في حي كوريدور آيكير الذي يبعد أقل من كيلومترين اثنين عن القصر الرئاسي في العاصمة الهايتية بورتو برنس التي هزها زلزال مدمر في 12 يناير الجاري. وقد تحدثت عن معاناتها لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلة:
"يبدأ يومي الآن حوالي الساعة الرابعة فجراً. كل ليلة تمر علي بعد الكارثة هي بمثابة تجربة جديدة. لا أعتقد أني أنام حقاً إلا بعد أن يستيقظ الجميع، وهو الوقت الذي تبدأ فيه صلاة الصباح.
يعتقد العديد من الهايتيين أن الزلزال عقاب من الله وأنه ثمار الخطيئة. وقد دفعت هذه الكارثة أتباع المذهب الكاثوليكي والبروتستانت والمؤمنين بالفودو إلى الصلاة معاً في المخيم الذي تسكنه جوهان دون أن يدخل أي منهم في نقاش حول معتقداتهم، بينما يتحدث القساوسة عن الانتصار الروحي وشكر الله لتمكنهم من رؤية يوم آخر.
وقالت جوهان: "في الصباح الباكر لا نتردد في تبادل أفكارنا ومخاوفنا أثناء غسل أسناننا. فأصوات الطائرات المروحية تذكرنا دوماً بواقعنا الجديد وبالزلزال".
"في الصباح يخرج أخي للبحث عن أماكن توزيع المساعدات، ولكنه لم يتمكن مرتين من الحصول على شيء نأكله. إنه لا يرغب بالسرقة والنهب ويحزن كثيراً عندما لا يتمكن من الحصول على شيء بعد أن يخاطر بحياته [بالخروج من المخيم]".
وتتولى والدة جوهان رعاية الأسرة التي كانت تنتمي إلى طبقة الفقراء المعدمين قبل وقوع الزلزال، حيث قالت جوهان: "ننتظر المساعدة كل يوم ولكنها لم تأت إلى الآن".
وكانت المساعدات الإنسانية قد بدأت بالانتشار على طول الطرق الرئيسية في العاصمة، ولكن كان على معظم الهايتيين الذين يعيشون في الأحياء العشوائية الفقيرة الاهتمام بقوت يومهم بأنفسهم لمدة تزيد عن أسبوع.
وعن هذا الوضع قالت جوهان: "بالأمس كدت أموت من العطش، لقد أصبحت المياه النظيفة تكلف 50 سنتاً [للعبوة سعة 600 ملليتر] وهو ما يجعلني غاضبة من السلطات".
كما أن نقص المياه النظيفة والرائحة النتنة المنبعثة من تحلل الجثث والنفايات البشرية تجعل الحياة أكثر بؤساً.
وتعيش حوالي 250 أسرة على أرض ملعب كرة القدم في كوريدور آيكير الذي تحيط به المنازل المدمرة. وتقدر السلطات أن هناك نحو 326 مخيماً مماثلاً في بورتو برنس وتأمل في تجميع الناس في 150 موقعاً يتسع كل منها لنحو 100,000 شخص.
وقالت جوهان وهي تفرك يديها وعلامات التوتر بادية على محياها: "أذهب إلى الفراش في وقت مبكر، حتى لو لم يكن الناس قد خلدوا إلى النوم بعد ومازالوا يتبادلون أطراف الحديث. تزداد قصص الاغتصاب والنهب مما يزيد قلق أمي علي".
ولا يوجد سوى عدد محدود من الدوريات التابعة للأمم المتحدة في شوارع المدينة أما الشرطة الوطنية فما تزال في حالة من الفوضى بينما تنتشر القوات العسكرية الأجنبية إلى حد كبير في النقاط الاستراتيجية فقط.
وأنهت جوهان حديثها بالقول: "استلقي حوالي الساعة الثامنة مساءً. الجو بارد والسماء ملبدة بالسحب ويبدو أن الأمطار قادمة. يتغلب علينا النوم من وقت لآخر، ولكننا لا ننام بالفعل. يتجمع الأولاد معاً كقوة من الحرس وتتولى النساء المراقبة. وعندما يقترب شخص غريب يغني الحارس أغنية لتحذير المجتمع. ويمر الليل وتشرق شمس صبح جديد".
* لم ترغب جوهان بذكر اسم عائلتها
cra/bp/ail/oa/mw - dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions