1. الرئيسية
  2. Africa
  3. Central African Republic

القليل من المساعدة للناجيات من الاغتصاب في جمهورية أفريقيا الوسطى

Vivian Nsenga, not her real name, was gang raped by three militia members in the eastern Democratic Republic of Congo Guy Oliver/IRIN
أدى وجود الجماعات المسلحة واستمرار القتال الذي تسبب في موجات نزوح في أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى إلى تصعيد انعدام الأمن في البلاد، مما جعل النساء والفتيات عرضة للزواج القسري والعنف الشديد، بما في ذلك الاغتصاب.

وعلى الرغم من الالتزامات التي تعهدت بها الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية مؤخراً لوضع الأولوية لحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي والجسدي، إلا أن الجهود المبذولة حالياً في جمهورية أفريقيا الوسطى لا تزال تعاني من نقص التمويل. ففي العاصمة بانغي، تتمتع أقل من ثلث العيادات والمراكز الصحية في مواقع إقامة النازحين بالوسائل المناسبة لمساعدة الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وفي هذا الإطار، قالت إليزابيث روش، منسق الطوارئ لقطاع حماية المرأة وتمكينها في لجنة الإنقاذ الدولية: "لا توجد تقريباً أية آليات حماية، كما أن الخدمات الأساسية مثل المساعدات الطبية والاستشارات محدودة في المواقع العفوية التي تتجمع بها النساء والفتيات المشردات".

ومنذ افتتاح مركزين للمرأة في بانغي في بداية العام، ساعدت المنظمة أكثر من 600 امرأة على التعافي من حوادث العنف، أصغرهم تبلغ خمس سنوات فقط من العمر. ومن بين هؤلاء، تعرض الثلثين للاغتصاب، كما تعرض غالبيتهن للاغتصاب من قبل جناة متعددين.

وقال الدكتور أرميل ينجبا في عيادة بادري بيو التي تقع على أطراف بانغي: "تتعرض الجدات للاغتصاب أمام أحفادهن والأطفال أمام آبائهم. كما تعرضت الكثير من النساء للاغتصاب من قبل جناة متعددين وبعضهن في أكثر من حادثة."

وأضاف قائلاً: "توجد فتاة هناك تبلغ من العمر سبع سنوات فقط. نعتقد أنها تعرضت للاغتصاب."

غرفة الانتظار

وغرفة الانتظار خارج مكتب ينجبا مكتظة بالنساء حيث تنتظر الجدات وطالبات المدارس والأمهات وبناتهن الصغيرات دورهن بصبر. وفي اليوم العادي، تقوم العيادة بمعالجة 10 إلى 25 امرأة تعرضت للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي.

وقال ينجبا: "بالنسبة للكثيرات منهن، تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يذهبن فيها لزيارة طبيب. فببساطة لم تتاح لهن هذه الإمكانية من قبل. وقد حضرت الكثيرات بصورة تلقائية حتى من قبل أن نقوم بالإعلان عن أنفسنا. ويوضح هذا مقدار الطلب للحصول على هذا النوع من الخدمات".

وداخل العيادة، تحصل النساء على فحوصات طبية وجسدية ويتم اختبارهن للأمراض المنقولة جنسياً والحمل. كما يقدم المركز الطبي الصغير الاستشارات للنساء اللاتي تعرضن للاغتصاب. ولكن الموارد تبقى محدودة.

وأضاف ينجبا قائلاً: "هذا أحد المراكز الصحية القليلة في بانغي التي تساعد ضحايا الاغتصاب. نحن نكافح لعلاج جميع النساء اللاتي يأتين إلى العيادة."

وتعتبر الحماية من العنف، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، أولوية قصوى للاستجابة الإنسانية. ولكن في بانغي، يتلقى 19 مركزاً فقط من أصل 44 للنازحين داخلياً خدمات الاستجابة المباشرة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والتوعية بشأن هذه القضية. وغالباً ما تكون الجهود المستهدفة، بما في ذلك الخدمات الطبية المنقذة للحياة، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي وبرامج التمكين الاقتصادي للحماية من الاستغلال الجنسي، غير كافية أو غير متوفرة.

من ناحية أخرى، تساعد المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ووكالات الأمم المتحدة خارج بانغي، مثل اليونيسف، الناجيات من العنف الجنسي في بوسانغوا وكاجا-باندورو. ولكن الكثير من المناطق تعاني من نقص كامل للخدمات المقدمة للنساء والفتيات اللاتي يعانين من الاستغلال الجنسي. ولا يزال وجود الجماعات المسلحة، وفي بعض الأحيان في مواقع إقامة النازحين، يشكل تهديداً للنساء والفتيات.

ومع تزايد انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية تستمر حالات الاغتصاب والعنف الجنسي في الارتفاع. كما أن ميليشيات مكافحة البالاكا التي نشأت كرد فعل لأعمال النهب التي تقوم بها ميليشيات السيليكا، تتحول حالياً إلى عصابات إجرامية وستصبح أيضاً تهديداً للسكان النازحين.

وقالت روش من لجنة الإنقاذ الدولية أن "الاغتصاب والعنف الجنسي هو الخوف الأكبر بالنسبة للنساء والفتيات."

وفي يناير وفبراير، أبلغ شركاء منظمة اليونيسف عن 781 حالة اغتصاب واعتداء جنسي، مقارنة بشهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي عندما تم الإبلاغ عن 300 حالة.

الصدمة والوصمة

والعديد من الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي غير قادرات على الحصول على الرعاية الطبية الضرورية، أو تلقي الدعم النفسي والاجتماعي، أو الخدمات الحيوية الأخرى، أو يترددن في القيام بذلك بسبب وصمة العار وثقافة الصمت المتفشية في البلاد. وتواجه الناجيات نقص الدعم الاجتماعي والاقتصادي، واستمرار الصدمات النفسية، ومخاطر صحية خطيرة، ومضاعفات تؤثر عليهن مدى الحياة.

وتروي نانسي، البالغة 21 عاماً وأم لثلاثة أطفال، وهي تجلس على كرسي خشبي في بقعة بالكاد مظللة بأغطية بلاستيكية في مخيم النازحين داخلياً في بانغي، كيف حطم رجال يحملون المناجل الباب واقتحموا المنزل .

وأضافت قائلة: "لقد كانوا مسلحين وهددوا بقتلنا. لم يكن لدينا خيار سوى أن نفعل ما نُؤمر به ... قد أجبروني على ممارسة الجنس معهم، لقد اغتصبوني. واغتصبوا أمي وأختي أيضاً."

وعلى مدى الستة أشهر التي أقامت خلالها في المخيم لم تر طبيباً أو تتلق أي علاج طبي. وقالت المنظمة الطبية الفرنسية أطباء بلا حدود التي تدير مستشفى وعيادة في المخيم أنها يستقبلت 10 إلى 15 مريضاً من النساء الناجيات من الاغتصاب.

من جهتها، قالت تيسي فوتش منسق منظمة أطباء بلا حدود أن "الاغتصاب يعتبر وصمة كبيرة في جمهورية أفريقيا الوسطى. فالعديد من النساء لا يجرؤن على الحديث عن التعرض للاغتصاب. أنهن يخشين أن يتركهن أزواجهن، أو أن يتم عزلهن من قبل المجتمع. وهذا يعني أيضاً أن احتمالية حصولهن على الرعاية الطبية تكون منخفضة."

كما أن وجود جماعات مسلحة في المخيم، وحقيقة أن العديد من النساء والفتيات يضطررن لمغادرة المخيم للعثور على الغذاء والحطب يجعلهن عرضة للاعتداءات.

ويتم تجنيد النساء والفتيات كذلك في الجماعات المسلحة والميليشيات حيث يكن عرضة بشدة للعنف الجنسي والزواج القسري والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ووصمة انضمامهن لجماعة مسلحة أو ميليشيات. وفي يناير 2014، أطلق سراح 23 طفلاً من الجماعات المسلحة، من بينهم ست فتيات.

وقالت روش: "يتم ترك فتيات يبلغن 15 و 16 عاماً فقط لإعالة أنفسهن، مما يضعهن في خطر الوقوع ضحايا للاستغلال." وأضافت أنها تخشى ألا يتم الإبلاغ عن العديد من حالات الاعتداء وذلك ببساطة لأن الضحايا لا يعرفن بوجود العيادات.

وأضافت روش: "في مخيم النازحين، تمكنا من الوصول إلى الناس. إما خارج المخيمات، كما في الكثير من المجتمعات المسلمة، لم يكن لدينا نفس درجة الوصول".

وفي الوقت الحالي، تستمر النساء ضحايا الاغتصاب في مواجهة مشاكل مالية وطبية، فضلاً عن التهديدات واستمرار العنف.

وقالت روش: "لا تزال النساء حذرات جداً ويغادرن المخيم خلال النهار فقط. وتخشى الكثيرات التعرض للاعتداء أثناء جمع الحطب أو المياه أو استخدام المراحيض غير المزودة بالأقفال. كما أنهن يحاولن معرفة ما إذا كان من الممكن بالنسبة لهن العودة."

kh/cb-mez/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join