1. الرئيسية
  2. Southern Africa
  3. Angola

علاج التهاب الكبد الفيروسي "سي" يحصل على الموافقة، ولكن التكلفة مرتفعة

Sofosbovir – a new drug used to treat hepatitis C Wikipedia
Médicament vital : la molécule sofosbuvir a été homologuée aux États-Unis et en Europe pour le traitement de l’hépatite C
بعد صدور موافقات على إنتاج دواء جديد لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي في الولايات المتحدة وأوروبا هذا الشهر، يضغط الناشطون من أجل إتاحة هذا الدواء في البلدان الفقيرة، وهو تطور يذكرنا بالنشاط الذي أرغم الشركات على خفض أسعار أدوية فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز قبل عقد من الزمن في البرازيل وجنوب أفريقيا وتايلاند.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة حوالي 185 مليون شخص بالتهاب الكبد الفيروسي سي، الذي يسمى في كثير من الأحيان "القنبلة الفيروسية الموقوتة" لأنه يمكن أن يتواجد، دون تشخيص، في جسم الإنسان لسنوات عديدة دون أن يتسبب في أي أعراض.

ويموت أكثر من 350,000 شخص سنوياً جراء الإصابة بأمراض الكبد المرتبطة بهذا الفيروس، ويصاب به ما بين 3 و4 مليون شخص كل عام، وفقاً لمؤسسات المجتمع المفتوح (OSF).

فضلاً عن ذلك، يكون العديد من هؤلاء الأشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أيضاً، وهذان المرضان من الأمراض المنقولة عن طريق الدم ويتقاسمان طرق انتقال العدوى، وخاصة تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

ولكن على عكس فيروس نقص المناعة البشرية، يمكن الشفاء من التهاب الكبد الفيروسي سي. ومع ذلك، فإن خيارات العلاج الحالية لها آثار جانبية خطيرة، ولا تنجح دائماً، ولا يستطيع معظم الناس تحمل نفقاتها. ويمكن أن يصل سعر العلاج الموجود حالياً، وهو الانترفيرون المضاد للفيروسات الذي يتم تصنيعه من قبل شركتي روش وميرك، إلى 18,000 دولار أمريكي لحصة العلاج التي تستمر لمدة 48 أسبوعاً.

وفي هذا السياق، يمكن لعقار الانترفيرون، الذي يجب أن يؤخذ عن طريق الحقن، عند تناوله مع عقار ريبافيرين، أن يعالج ما بين 40 و70 بالمائة من المرضى الذين يستخدمونه. ولكن تكلفته العالية تجعله بعيداً عن متناول معظم المرضى، إلا في مصر وتايلاند، حيث تمكنت الحكومتان من التفاوض على تخفيضات كبيرة في الأسعار مع شركات الأدوية المصنعة له.

كيف وصلنا إلى نظام عالمي يجعل الأدوية الجديدة التي يتم تطويرها بعيدة عن متناول معظم السكان؟

ويعد العقار الجديد، سوفوسبوفير، الذي أنتجته شركة الأدوية العملاقة غيليد (Gilead)، بتحقيق قفزة كبيرة في علاج التهاب الكبد الفيروسي سي، الذي يؤخذ عن طريق الفم، ويقلل وقت العلاج إلى 12 أسبوعاً، وله آثار جانبية أقل، وإذا استخدم بالاقتران مع أدوية أخرى، يمكن أن يحقق نسبة شفاء تصل إلى 90 بالمائة. إذا ما هي العقبة؟ إنها ثمنه.

في الولايات المتحدة، التي تعاني من بعض أعلى أسعار الأدوية في العالم، من المتوقع أن تتقاضى شركة غيليد 80,000 دولار عن حصة العلاج الواحدة - أي أكثر من أربعة أضعاف تكلفة الانترفيرون. وفي حين من المرجح أن تكون تكلفة الدواء أقل في أماكن أخرى، يخشى أنصار الرعاية الصحية من أن السعر سيظل بعيداً عن متناول الفقراء.

التسعير

وقال روهيت مالباني مدير السياسة والتحليل في منظمة أطباء بلا حدود، أن السعر المحدد لهذا الدواء مرتفع للغاية لأن الاستحواذ على شركة فارماسيت (Pharmasset)، وهي صانع العقار الأصلي، كلف الشركة 11 مليار دولار.

ويرى أحد المحللين أن على غيليد أن تربح 4 مليارات دولار من هذا الدواء سنوياً لتبرير ارتفاع تكلفة الاستحواذ.

وأضاف مالباني أن هذه الأسعار ليست انعكاساً لتكاليف البحث والتطوير، بل هي تقييم للأرباح التي يمكن للشركة أن تحصل عليها، وأن "الشركات ستشارك في دراسات مستفيضة لتحديد ما يستطيع السوق تحمله، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه طريقة تسعير السلع المنقذة للحياة".

استراتيجية الوصول

ومن الجدير بالذكر أن حملة الوصول التي أطلقتها منظمة أطباء بلا حدود والتي تضغط من أجل إتاحة الأدوية بأسعار معقولة للمجتمعات التي تعاني من نقص الموارد، تنتظر أن تضع غيليد اللمسات الأخيرة على "استراتيجية الوصول" للدول الفقيرة بعد تلقي مدخلات من مجموعة من المنظمات.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال متحدث باسم غيليد أن الشركة ستعلن عن تفاصيل برنامج الوصول الخاص بها في وقت مبكر من العام المقبل. وتقول الشركة أنها "ملتزمة بجعل الدواء في متناول المرضى، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو قدرتهم على الدفع"، وأنها "تعمل بشكل وثيق جداً مع أنصار حقوق المرضى في المجتمعات المتضررة من التهاب الكبد الفيروسي سي لتطوير استراتيجية وصول وتسعير مناسبة".

وأضاف المتحدث أن شركة غيليد تريد "المساعدة في ضمان الحصول على سوفالدي [اسم العلامة التجارية لسوفوسبوفير] في البلدان ذات الموارد المحدودة، وخاصة البلدان التي تعاني من ارتفاع عبء التهاب الكبد الفيروسي سي".

مع ذلك، فإن مالباني ليس متفائلاً بأن السعر سيكون منخفضاً بما يكفي لجعل الدواء في متناول قطاع واسع من المرضى. علاوة على ذلك، تعتقد منظمة أطباء بلا حدود أنه من المرجح أن تعرض غيليد على الدول "المتوسطة الدخل" - مثل الصين وإيران وأوكرانيا - استراتيجية تسعير أعلى من تلك الممنوحة للدول الفقيرة.

ومن دواعي السخرية، وفقاً لمالباني، أن 75بالمائة من فقراء العالم يعيشون في البلدان المتوسطة الدخل. وأضاف أن "مصدر قلقنا من استراتيجية الوصول الخاصة بشركة غيليد هو أنها من المرجح أن تكون بالغة الصعوبة وعقابية للبلدان التي تندرج تحت هذه الفئة".

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة أطباء بلا حدود ترغب في تحديد سعر مستهدف لهذا الدواء يقل عن 500 دولار. مع ذلك، يقول تقرير مؤسسات المجتمع المفتوح: "لسوء الحظ، تشير التجارب السابقة مع فيروس نقص المناعة البشرية إلى أنه من غير المحتمل أن تعرض شركات الأدوية طوعاً خصومات كبيرة للبلدان المتوسطة الدخل، حتى لو كانت على استعداد لخفض السعر في أفقر بلدان العالم".

وفي سياق متصل، تشير إحدى الدراسات إلى أن إنتاج الحصة العلاجية الواحدة من سوفوسبوفير، التي تصل مدتها إلى 12 أسبوعاً، يكلف ما بين 62 و134 دولاراً.

ورداً على سؤال حول سبب التكلفة الباهظة لهذا الدواء في الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم غيليد: "نحن نعتقد أن سعر سوفالدي في الولايات المتحدة عادل، على أساس القيمة التي يمثلها لعدد أكبر من المرضى". وأضاف أن برنامجاً خاصاً سيكون متاحاً لغير القادرين على تحمل هذه الأسعار.

"لكن نقطة البداية شنيعة إلى درجة أن حتى تخفيضها إلى النصف لن يسهل الوصول إليها،" كما أفادت إلس توريل، مديرة مبادرة الوصول إلى الأدوية الأساسية التابعة لمؤسسات المجتمع المفتوح.

وأضافت قائلة: "كيف وصلنا إلى نظام عالمي يجعل الأدوية الجديدة التي يتم تطويرها بعيدة عن متناول معظم السكان؟ لقد أصبح من الطبيعي تماماً هذه الأيام بيع الأدوية بسعر 100,000 دولار. يوجد شيء خاطئ في نظام يجعل الأدوية التي يحتاج إليها الكثير من الناس باهظة الثمن إلى هذا الحد. إن هذا ليس مستداماً لأحد".

من جانبه، أشار دانيل وولف، مدير برنامج التنمية الدولية للحد من الضرر التابع لمؤسسات المجتمع المفتوح، إلى أن التهاب الكبد الفيروسي سي لا يزال يمثل وصمة عار كبرى بسبب ارتباطه بفيروس نقص المناعة البشرية وتعاطي المخدرات. وأضاف قائلاً: "لقد أظهرت تجربة فيروس نقص المناعة البشرية لنا أن الجمع بين الأدوية الباهظة الثمن ووصمة العار الاجتماعية هو أمر مميت".

وأضاف وولف أن الشركات تحدد أسعار الأدوية على أساس الربح، وليس على أساس مخاوف الصحة العامة. "عندما تواجه الحكومات أسعاراً مرتفعة لعلاج سكان متضررين وموصومين بالعار، فإنها تميل إلى النظر في الاتجاه الآخر،" كما أوضح وولف.

مخاوف براءات الاختراع

وفي الهند، تم رفع قضية "اعتراض على براءة الاختراع" من قبل مبادرة الأدوية وتوفيرها والمعرفة بشأنها (I- MAK) لمنع شركة غيليد من الحصول على براءة اختراع الدواء هناك، والذي من شأنه أن يمهد الطريق لتصنيع أدوية محلية منخفضة التكلفة.

لقد كانت الهند منذ فترة طويلة في طليعة الدول المصنعة للأدوية الجنيسة المنقذة للحياة. وبموجب قانون براءات الاختراع الهندي، لا تعتبر الأدوية التي ليست جديدة مؤهلة للتمتع بحماية براءات الاختراع ؛ وتدعي مبادرة الأدوية وتوفيرها والمعرفة بشأنها أن سوفوسبوفير هو "علم قديم" مبني على سلسلة طويلة من العقاقير المضادة للفيروسات.

وقد حدد اتفاق الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS) الذي توصلت إليه منظمة التجارة العالمية في عام 1995، المعايير الدنيا لقوانين براءات الاختراع. ولكن توجد "بعض المرونة لدى البلدان لتحديد المقصود من معايير الأهلية للحصول على براءة الاختراع،" كما قالت توريل، مستشهدة بقضية مبادرة الأدوية وتوفيرها والمعرفة بشأنها ضد حصول غيليد على براءة الاختراع الخاصة بعقار سوفوسبوفير.

ولكن توريل قالت أن "العالم قد تغير" منذ أن ساعد النشاط الاجتماعي في خفض تكلفة أدوية الإيدز عن طريق توفير البدائل الجنيسة منذ أكثر من عشر سنوات. وأضافت أن "الحلول التي جعلت عقاقير الإيدز تُباع بأسعار معقولة لم تعد متوفرة".

وبينما يسمح اتفاق الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية للحكومات بتجاوز قوانين براءة الاختراع في بعض الأحيان لحماية الصحة العامة، "تفرض الصناعة الصيدلانية الكثير من الضغوط عليها لتجنب تلك التدابير".

وتجري حالياً مفاوضات بقيادة الولايات المتحدة مع 11 دولة أخرى لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي (TPP)، وهو اتفاق تجاري يثير قلق البعض من أنه قد يقوض المرونة التي يسمح بها اتفاق الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية.

pg/rz-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join