1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa

الحياة على الهامش في مسجد في العراق

النازحون العراقيون يسعون للعيش حيثما يستطيعون

Annie Slemrod/IRIN
Umm al-Taboul Mosque

لقد اختتمت صلاة الجمعة للتو. تخرج سيارات الدفع الرباعي ذات الزجاج المعتم ومجموعة من السيارات الباهظة الثمن من مسجد في بغداد عبر بوابات حديدية مروراً بحراس مدججين بالسلاح.

وخلف مجموعة أخرى من الجنود الذين يرتدون ملابس مموهة، تلمع جدران المسجد في ضوء الشمس في محيطه الجيد التصميم، ولكن على حافة العشب المشذب بعناية، تكشف أحبال الغسيل والمراحيض القذرة حقيقة أنه ليس مجرد مكان للصلاة.

تطل وجوه الأطفال التي يكسوها الفضول من وراء أبواب مؤقتة مصنوعة من القماش. يقيم هنا عدد قليل من الـ3.2 مليون نازح عراقي، مختبئين من زحمة المرور في العاصمة. يعيشون بعيداً عن اهتمام العالم ويخلقون وجوداً على الهامش من دون مساعدة من أحد.

Annie Slemrod/IRIN
Children live in the Umm al-taboul Mosque

ملاذ آمن، ولكن مساعدة قليلة

بدأ جامع أم الطبول يقبل الفارين من عنف ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في الأيام الأولى من شهر يناير 2014، عندما بدأ التنظيم يجتاح العراق.

ومنذ ذلك الحين، مر من هنا مئات إن لم يكن آلاف المدنيين العراقيين. ويقول القائمون على المسجد أن نحو 120 أسرة قد نقلت إلى المباني القريبة، في حين غادر آخرون في محاولة للعودة إلى ديارهم. ولا يزال عدد كبير من النازحين باقين، حيث يكتظون في صف من الملاجئ المصنوعة من الأسوار والأشجار والبطانيات والحديد المموج، وفي إحدى الحالات ما تبدو وكأنها لوحة إعلانية عن ساعة ثمينة من طراز كالفين كلاين.

Annie Slemrod/IRIN
IDPs staying in a mosque in Baghdad

* عمر وأسماء هما أحدث الوافدين. هرب الزوجان من مدينة القائم، مسقط رأسهما المحتل من قبل تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود السورية قبل أسابيع قليلة فقط. وكما هو التقليد المتبع في أجزاء من غرب العراق، يلمس عمر الأكتاف بدلاً من المصافحة بالأيدي.

منع الوهن الشديد والدة عمر من القيام بالرحلة، ولذلك انتظر الزوجان حتى وافتها المنية قبل الإقدام على محاولة الفرار. وأخرجهما أحد المهربين مقابل 1,800 دولار وسهل دخولهما إلى بغداد.

تعاني أسماء من قلق وانزعاج شديد يمنعها من الحديث، بينما يصف عمر كيف كانا "يعيشان تحت الحصار". وقبل خروجهما بفترة وجيزة، قتل أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية أحد المهربين المحليين: "قطعوا رأسه وجابوا بها الشوارع،" كما يقول عمر بينما تمسح أسماء دموعها.

ولم تكن لديهما أي ممتلكات عندما وصلا: فقط الملابس التي كانا يرتديانها عند المغادرة. وبفضل جيرانهما الجدد في أم الطبول، الذين يعيشون هم أنفسهم في حالة يرثى لها، أصبح لديهما الآن بعض الملابس المستعملة والأثاث البدائي.

وعمر مهندس، لكنه لم يعمل منذ سنوات، وفرصته في العثور على أي وظيفة الآن ضئيلة. ومن دون تصريح خاص، تصبح حركته، مثل حركة العديد من النازحين داخلياً، مقيدة. وعندما احتاجت زوجته إلى دواء مؤخراً، اضطرا لطلب تبرعات من المصلين في المسجد. ويأمل الزوجان أن تساعدهما إحدى الجمعيات الخيرية، أو أي شخص لديه مال على الوقوف على أقدامهما من جديد،" كما يقول عمر، مضيفاً: "لا يوجد شيء يمكننا القيام به".

Annie Slemrod/IRIN
Making do in an IDP camp in Baghdad

تدبر الأمر

وعلى الرغم من أن جميع الأسر هنا لا تمتلك شيئاً تقريباً، فإن أولئك الذين ظلوا هنا لفترة أطول قد بذلوا قصارى جهدهم في محاولة لإضفاء البهجة على المكان.

يعيش أبو أحمد وزوجته وأولادهما الثمانية، أي 10 أفراد، في بضعة أمتار مربعة خلال العامين الماضيين، ولكن جدران ملجئهم الصغير مزينة ببعض الحيوانات المحنطة وجزء من مرآة. لقد اقتطعوا منطقة لإقامة مطبخ صغير، ولكن الأرض طينية ولا يستطيعون عمل الكثير لإبعاد الذباب عن سلة من الجزر غير المغسول.

التحق بعض الأطفال بالمدرسة، ولكن قيل للآخرين أنهم تغيبوا كثيراً ولا يمكن تسجيلهم.

يقوم أبو أحمد ببعض الأعمال في المسجد، ولكن هذا لا يكفي لدفع نفقات أسرته.

"لقد خفضنا كمية الطعام الذي نأكله ... توقفنا عن تناول الشوكولاته. مع ذلك تناولنا قطعة من الحلوى في يوم عيد الحب،" كما يقول وهو ينظر إلى بناته اللاتي يجلسن في إحدى زوايا الملجأ.

"ليس لدينا ملابس نرتديها في فصل الشتاء. وعندما يهطل المطر، من المحتمل أن يملأ هذه الخيمة،" كما يقول وهو ينظر إلى السقف المصنوع من عوارض خشبية وبقايا قماش.

Annie Slemrod/IRIN
Living conditions take their toll in an IDP camp in Baghdad

"ذكريات جميلة"

يعيش ميلاد في نهاية الصف، وهو حداد خجول من مكان قرب الموصل خبأ أسرته المكونة من 11 فرداً في مبنى مهجور خارج المدينة لمدة سبعة أشهر، كان يتسلل إلى المدينة لشراء المواد الغذائية من مدخراته.

ويقوم ميلاد أيضاً ببعض الأعمال في المسجد، ويقضي بقية وقته في متابعة الهجوم على الموصل من خلال جهاز تلفزيون صغير يستمد الطاقة من مولد كهرباء. وذكر ما يشاع عن التقدم الأخير للقوات.

"إنني أبدو أكبر من عمري الحقيقي،" كما يقول، رافضاً الكشف عن سنه ولكنه يعترف بأن العامين الماضيين قد ألقيا بظلالهما عليه.

فقد ميلاد الاتصال بأخيه وأصدقائه، لكنه يقول أن لديه "ذكريات جميلة" عن الحياة قبل تنظيم الدولة الإسلامية. لقد أمضى خمس سنوات في تشييد بيته، ولكن لم يتسن له إكمال بنائه. أما الآن، فإن أحد جدرانه مصنوع من صناديق الورق المقوى.

ويفتقد ميلاد المتع البسيطة التي كان ينعم بها في حياته السابقة: الجلوس عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة المحلية، وشرب القهوة والنميمة.

ويقسّم ميلاد انتباهه بين إحدى بناته الصغيرات وعناوين الأخبار الظاهرة على التلفزيون. ويقول بهدوء: "نحن شعب مسالم".

* تم تغيير الأسماء لسلامتهم

الجزء الأول: ما بعد الموصل: قنابل النزوح والطائفية الموقوتة في العراق

(الصورة الرئيسية: جامع أم الطبول في بغداد. آني سليمرود/إيرين)

as/ag-ais/dvh

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join