ويعتبر الملعب الذي يستخدم أيضاً كمركز للتعليم واحداً من ستة فضاءات جديدة صديقة للطفل قامت ببنائها منظمة وينج بونج نينجثوي غير الحكومية المحلية في مخيمات النازحين داخلياً في ولاية كاشين.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت ماري توم التي تعمل في منظمة وينج بونج نينجثوي وتشرف على المساعدات الغذائية والمأوى لحوالي 10,000 نازح داخلي في ستة مخيمات خاضعة لسيطرة جيش استقلال كاشين: جاء معظم الأطفال من مناطق متأثرة بالنزاع ولكن عندما نسألهم عن تجاربهم لا يعرف العديد منهم كيف يردون ويقومون بالتحديق في صمت".
ولكن هؤلاء الأطفال أيضاً محظوظون.
وقال جيمس جراي، أخصائي حماية الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن "آلاف الأطفال قد تضرروا جراء النزاع في ولاية كاشين".
وعلى الرغم من أن المنظمة كانت قادرة على تقديم الدعم والمساعدة إلى الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم وكذلك الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي على مدار الثمانية عشر شهراً الماضية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، قال جراي أن "اليونيسف قلقة بشأن وضع الأطفال في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة حيث يصعب الوصول إلى تلك المناطق ويبقى الأطفال من دون تدخلات لحمايتهم".
وقالت أودنيه جومار، مديرة قسم المناصرة الدولية في منظمة الشركاء في مجال الإغاثة والتنمية، وهي إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية القليلة التي تمكنت من الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة جيش استقلال كاشين أن "الاحتياجات النفسية للأطفال لم تلب لأن هذا النوع من الاحتياجات يعد ثانوياً مقارنة بالغذاء والمأوى".
وأضافت جومار أنه "في العالم الغربي عندما يكون هناك أزمة أو كارثة يتواجد أخصائيون نفسيون وفرق للأزمات في الموقع على الفور تقريباً ونحصل على كل ما يلزم من المتابعة في الحال. ولكن بالنسبة لهؤلاء الناس فلا يتوفر مثل هذا الدعم".
نزوح مطول
وقد نزح الأطفال مثل آلاف آخرين بعد انهيار وقف إطلاق النار بين الحكومة البورمية وجيش استقلال كاشين في يونيو 2011. والعديد من هؤلاء الأطفال مصاب بالصدمة بعدما شهدوا أعمال العنف.
وأفادت الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 83,000 نازح في ولاية كاشين ويشمل ذلك 47,000 (56 بالمائة) في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش استقلال كاشين. ولكن هذا العدد لا يشمل هؤلاء الذين يعيشون مع عائلات مضيفة أو الذين فروا إلى ولاية شان المجاورة.
وقد نزح العديد من الأشخاص لفترة طويلة حيث وصلت مدة نزوح بعضهم لأكثر من 20 شهراً، وهو ما أثار احتياجات متجددة وإضافية للخدمات والحماية الأساسية، طبقاً لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في آخر بيان إنساني صدر عنه.
ومن أجل المساعدة في تقديم الدعم للأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش استقلال كاشين تعمل منظمة وينج بونج نينجثوي مع الموظفين المحليين من منظمة إنقاذ الطفولة في المراكز الستة وتأمل في المتابعة بالمزيد من المساعدات في المستقبل.
وقالت كيلي ستيفينسن، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في ميانمار، أنه "من الأهمية بمكان توفير بيئة محمية يمكن للأطفال أن يشاركوا فيها في أنشطة ويتفاعلوا في وضع طبيعي تتوفر لهم فيه الحماية من الأذى الجسدي".
وأضافت ستيفينسن أن بيئة ما قبل المدرسة توفر بيئة تعليمية جماعية مشابهة للفصل الدراسي لمساعدة العديد من الأطفال على بناء ثقتهم بأنفسهم.
ومن أجل المساعدة في تحقيق المزيد من الوعي بحقوق الطفل الأساسية، قامت منظمة وينج بونج نينجثوي أيضاً بتنظيم العديد من ورش العمل للعاملين والمتطوعين وسكان المخيمات. ولكن في الوقت الراهن ثبت أن منح الأطفال الفرصة للتفاعل واللعب معاً في بيئة آمنة يعد أمراً مفيداً.
وأفادت شبكة العمل الإغاثي للنازحين داخلياً واللاجئين، وهي مظلة لمجموعة مكونة من 11 منظمة غير حكومية ومنظمة مجتمع تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش تحرير كاشين ويقع مقرها في بلدة لايزا في ولاية كاشين، أن جودة الاستجابة الإنسانية في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة أقل بكثير من المعايير الدولية نتيجة لنقص التمويل وقلة فرص الوصول إلى تلك المناطق.
ss/ds/cb-hk/dvh
"