1. الرئيسية
  2. Asia

كثير من محادثات السلام وقليل من الأمل الجديد لنازحي ميانمار

Myanmar State Counselor Aung San Suu Kyi sits in the front row at a peace conference that began 31 August 2016. UN Secretary General Ban Ki Moon is on the far left, and President Htin Kyaw sits on her right.

في إشارة على التزامها بإنهاء الحروب العرقية التي تعاني منها ميانمار منذ ستة عقود، عقدت أول حكومة مدنية في البلاد منذ نصف قرن مؤتمراً للسلام استمر لمدة أربعة أيام الأسبوع الماضي، وقد حظي بضجة إعلامية كبيرة.

وقالت أون سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والرئيس الفعلي لحكومة ميانمار الجديدة، التي تلعب دوراً خاصاً كمستشارة للدولة: "تترقب الشعوب العرقية في بعض المناطق من بلادنا التي لا يعم بها السلام بعد نتائج هذا المؤتمر بلهفة".

"لقد اضطر أناس عديدون، من جميع الأعمار، إلى الفرار من ديارهم لتجنب الصراع، وخفتت آمالهم منذ فترة طويلة،" كما أخبرت المشاركين في المؤتمر في العاصمة نايبيتاو، مضيفة أنه "يجب ألا ننسى محنتهم".

ويمكن أن يُغفر للاجئين وغيرهم من ضحايا الصراعات المستمرة منذ فترة طويلة اعتقادهم بأنهم قد أصبحوا في طي النسيان بالفعل، وقال ناشطون حقوقيون لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إنهم لا يتوقعون تغييراً كبيراً في أعقاب المؤتمر، على الرغم من كل هذه الخطابة الوردية.

ويعيش حوالي 100,000 لاجئ في مخيمات في تايلاند منذ تسعينيات القرن الماضي، في حين نزح حوالي 113,000 مدني في شمال ميانمار بسبب الصراع منذ عام 2011. وفي ولاية راخين التي تقع في غرب البلاد، لا يزال 120,000 شخص - جميعهم تقريباً من المسلمين المنتمين إلى عرقية الروهينجا - يعيشون في مخيمات النازحين بعد أربع سنوات من طردهم من مجتمعاتهم المحلية.

من جانبه، قال القس هكالام سامسون من الكنيسة المعمدانية في كاشين، الذي يساعد النازحين داخلياً، وخاصة في ولاية كاشين، أننأن محادثات السلام في كثير من الأحيان تعطي الناس سبباً للخوف أكثر من الأمل.

"كلما عُقد اجتماع من هذا النوع، يندلع مزيد من القتال في منطقة كاشين، وبالتالي فإن النازحين يشعرون بالقلق أيضاً حيال ذلك. وبالنسبة للنازحين داخلياً، لم يكن المؤتمر ذا مغزى،" كما أضاف.

انظر: اتفاق وقف إطلاق النار في ميانمار - تقدم أم دعاية؟

"يفقدون مستقبلهم"

ولم يكن للمؤتمر معنى يُذكر بالنسبة للنازحين في ولاية راخين أيضاً لأنه لم يتطرق إلى النزاع العرقي والطائفي، الذي انفجر في صورة موجتين من العنف الذي أجبرهم على الفرار من ديارهم في عام 2012، ولا يزال مستعراً.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وهو هيئة تنسيق المساعدات الطارئة في الأمم المتحدة، في تقرير حديث أن "التحسينات للمأوي التي تشتد الحاجة إليه" تحدث حالياً في مخيمات في ولاية راخين. فقد تم بناء مساكن جماعية كمأوى مؤقت، "وقد وصل الكثير منها الآن إلى نهاية عمره الافتراضي" بعد أربع سنوات من التعرض للأمطار الموسمية وإعصار العام الماضي، كما أوضح التقرير.

وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من ضحايا العنف في عام 2012 كانوا ينتمون إلى أقلية الروهينجا الذين قام الغوغاء البوذيون من عرقية راخين بإحراق منازلهم. ولكن لا يزال بعض النازحين من عرقية راخين يعيشون في مخيمات أيضاً.

Most of the thousands of unregistered Rohingya IDPs in this camp live in thatched-straw shelters spread across a flood-prone field. More than 125,000 Rohingyas were displaced in June and October 2012 following inter-communal violence in Myanmar's western
Brendan Brady/IRIN

ويرجع جزء كبير من عداء القوميين من عرقية راخين لعرقية الروهينجا إلى عدم قدرة الحكومة على حل أزمة النزوح. إنهم يعتبرون الروهينجا متطفلين من بنجلاديش، على الرغم من أن بعضهم لديهم أجداد عاشوا في المنطقة منذ قرون. وقد عاشت عائلات كثيرة من الروهينجا هناك لعدة أجيال، بعد أن هاجرت إلى عدة دول في المنطقة قبل وبعد رسم البريطانيين لحدود تعسفية فيها عندما غزوا جزءاً من ما كان يعرف آنذاك باسم بورما في عام 1824.

وقد أدت عقود من السياسات التمييزية التي اتبعها الحكام العسكريون السابقون في ميانمار، الذين تولوا السلطة بعد انقلاب عام 1962، إلى تجريد الروهينجا تدريجياً من حقوق المواطنة. إنها قضية استعصى حلها على الإدارة الحالية شبه المدنية، والحكومة الإصلاحية السابقة التي انتقلت إليها السلطة من المجلس العسكري في عام 2011. وعينت إدارة أون سان سو تشي مؤخراً الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان لرئاسة لجنة ستقضي سنة كاملة في دراسة الوضع قبل تقديم توصيات. وقد احتج بعض الأشخاص من عرقية راخين على تعيين عنان عندما زار عاصمة الولاية مؤخراً.

انظر: هل يصبح روهينجا ميانمار مواطنين في بلدهم؟

ورحب أبو تاهاي، الذي أسس منظمة سياسية محظورة تابعة للروهينجا وتسمى حزب اتحاد التنمية الوطني، بتكوين اللجنة، على الرغم من أنه أشار إلى أن ممثلي المسلمين الثلاثة ليسوا من عرقية الروهينجا، بل من مجتمعات تعيش في وسط ميانمار.

وأضاف أن الحكومة فشلت في التزامها بمساعدة النازحين الروهينجا على العودة إلى ديارهم، وحتى أولئك الذين ما زالوا باقين في قراهم يخضعون لقيود صارمة على الحركة ويفتقرون إلى الرعاية الصحية والوظائف والتعليم.

وحذر من أن "الناس يفقدون مستقبلهم".

قتال مستمر

وسيكون حل أزمة النزوح في شمال ميانمار صعباً بنفس القدر - خاصة بسبب القتال الدائر بين الجيش وثلاث مجموعات عرقية مسلحة هي: الجيش الوطني لتحرير تانغ، وجيش التحالف الوطني الديمقراطي في ميانمار، وجيش أراكان.

وقد رفض جيش ميانمار السماح لممثلين عن تلك الجماعات بحضور الاجتماع الذي عقد مؤخراً في العاصمة. وأُطلق على الاجتماع اسم "مؤتمر بانغلونغ للقرن الـ21"، في استدعاء واضح لاتفاق بانغلونغ في عام 1947 بين المنظمات العرقية الرئيسية وأون سان، بطل الاستقلال ووالد أون سان سو تشي الذي اغتيل بعد ذلك بوقت قصير. ونظر البعض إلى موقف الجيش المتشدد كدليل على أنه ليس مهتماً حقاً بالحديث عن السلام.

A woman walks through a camp in the Myanmar town of Khutkai in September 2015 where people displaced by fighting between govern forces and ethnic armed groups are living
Htoo Tay Zar/IRIN
A woman walks through a camp in the town of Khutkai in September for people displaced by fighting between government forces and ethnic armed groups

وفي السياق نفسه، قال ماي ليروك، وهو ناشط في اتحاد تانغ للطلبة والشباب، أن "المجتمع الدولي والحكومة المركزية يقولون أن عملية سلام شاملة قد بدأت في ميانمار، ولكن لا يزال القتال يندلع كل يوم في مناطق تانغ".

وأضاف عبر الهاتف من ولاية شان، التي تعيش بها غالبية السكان من عرقية تانغ: "لا يمنحني مؤتمر بانغلونغ للقرن الـ21 أي أمل خاص، لأنها خطوة صغيرة جداً بالنسبة لمفاوضات السلام ولا تشمل جميع المنظمات العرقية المسلحة".

انظر: حرب المخدرات في جبال في ميانمار

ومن المقرر عقد مؤتمر سلام آخر في غضون ستة أشهر. وإذا كان النصف الثاني من السنة يشبه النصف الأول، فمن المتوقع أن يرتفع عدد النازحين في المخيمات مع استمرار القتال في الشمال.

وفي هذا الشأن، قال تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 12,000 قروي من عرقية تانغ وشان قد فروا منازلهم في ولاية شان في النصف الأول من عام 2016، في حين نزح حديثاً 240 مدنياً من ولاية كاشين خلال نفس الفترة.

pv/jf/ag-ais/dvh

(الصورة الرئيسية: مستشار دولة ميانمار، أون سان سو تشي، تجلس في الصف الأمامي أثناء مؤتمر السلام الذي بدأ في 31 أغسطس 2016 في نايبيتاو. ويظهر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أقصى يسار الصورة، والرئيس هتين كياو يجلس إلى يمينها. تصوير: بول فرييزي)

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join