1. الرئيسية
  2. Global

الشيء الصحيح الذي فعلته تشيلي

Member of the Chilean Red Cross working in the recovery of the country after the earthquake in 2010. Carola Solís /Chilean Red Cross
Un membre de la Croix-Rouge chilienne participe au redressement du pays après le tremblement de terre de 2010 (Carola Solis/Croix-Rouge chilienne)

في وقت سابق من هذا العام، ضرب زلزال بلغت قوته 8.1 درجة على مقياس ريختر دولة نيبال، مما أسفر عن مقتل أكثر من 8,000 شخص ونزوح ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص. وقبل بضعة أيام، وقع زلزال أقوى بكثير في تشيلي، وكان مركز الزلزال قريباً من المناطق المأهولة بالسكان، ولا يبعد سوى 175 ميلاً إلى الشمال من العاصمة سانتياغو، ومع ذلك، لم يلق سوى 11 شخصاً فقط مصرعهم ولم تُصب سوى بضع مئات من المنازل بأضرار.

وإليكم السبب:

1) "الزلازل لا تقتل الناس، بل المباني هي التي تقتلهم"

بعد أن ضربها زلزال أكبر من أي هزة تم تسجيلها على كوكب الأرض في عام 1960، سنت تشيلي قوانين بناء صارمة لمقاومة الزلازل. وعلى الرغم من هذا، ألحق زلزال بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر الدمار بالأجزاء الجنوبية والوسطى من البلاد في عام 2010. ولقي أكثر من 500 شخص مصرعهم جراء الزلزال وموجات التسونامي التي أعقبته، وسُويّ أكثر من 200,000 منزل بالأرض. وكان لابد من تغيير الأمور مرة أخرى.

تم تحديث قوانين البناء من أجل تحسين تحمل المباني للموجات الزلزالية؛ فالأعمدة القوية والدعامات الضعيفة تعني أن المباني لديها فرصة أفضل في التمايل مع الهزات الأرضية وتجنب الانهيار. كما مورست ضغوط على المخططين لتشييد أية مبان جديدة على مسافة أكبر من شاطئ البحر.

ووفقاً لفيسنتي ساندوفال، وهو طالب يدرس الدكتوراه في تخطيط التنمية بجامعة كلية لندن، وهو من تشيلي ومتخصص في دراسة أسباب الكوارث، النقطة المهمة هي أن نلاحظ أن هذه التغييرات لم تكن مجرد حبر على ورق، وأنها نُفذت بالفعل من قبل السلطات. "إنها مصفوفة من الظروف والعمليات التي تسمح لنظام قوانين البناء بدعم نفسه والنجاح،" كما قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

2) المعلومات والمعلومات والمعلومات

في عام 2010، بعد وقوع الزلزال مباشرة، فشل مسؤولون في تشيلي في التحذير من حدوث تسونامي قبل وصول الأمواج العاتية. "كان هناك تأخير في الاتصالات حول كيفية تفسير وإصدار أمر الإخلاء. وتسبب هذا في وفاة العديد من الأشخاص بعد كارثة التسونامي،" كما أفاد ألفريدو زاموديو، مدير لمركز رصد النزوح الداخلي في تشيلي.

وبعد التعلم من الماضي، تم الآن تأسيس نظم أفضل للإنذار المبكر. ويعمل المركز الوطني لرصد الزلازل في تشيلي على مدار الساعة منذ أن استثمرت الحكومة في شبكة من أجهزة الاستشعار في جميع أنحاء البلاد لتسجيل النشاط الزلزالي. وإذا كان زلزال كبير سيحدث، سوف يتم تنبيههم.

أُضيفت محطتا التقييم والإبلاغ عن التسونامي في أعماق المحيط (DART)، التي تستشعر تغيرات الضغط تحت الماء، إلى ساحل تشيلي الشمالي في السنوات الأخيرة كجزء من نظام إنذار أكثر تطوراً للتحذير من وقوع تسونامي. وبالإضافة إلى هذا، استخدمت البحرية صفارات الإنذار التي أُنشئت في المناطق الساحلية يوم الأربعاء لتحذير الناس من احتمال حدوث موجات تسونامي.

ويتم التأكد من إدراك الشعب التشيلي لسلطات الحكومة خلال حالات الطوارئ. ويمكن نشر قوات لمنع أعمال النهب، وتسليم المساعدات إلى المناطق المتضررة بسرعة أكبر بكثير. وهذا يؤدي إلى "علاقة الاحترام والحوار بين المدنيين والقوات المسلحة،" وفقاً لزاموديو.

وقد لعبت وسائل الإعلام الوطنية دوراً مهماً أيضاً من خلال تعزيز أدوات الإنترنت، مثل برنامج التحقق من السلامة عن طريق الفيسبوك، الذي يسأل الأشخاص الموجودين في المنطقة المتضررة عن ما إذا كانوا سالمين، ويرسل رسالة إلى الأحباء بمجرد تأكيد وضعهم.

ولكن زاموديو سارع للإضافة أنه في حين أن هذه التطورات كانت مفيدة، فإن "التكنولوجيا لا تقلل من آثار الكوارث، بل إن المجتمع هو الذي يفعل ذلك عندما يعملون جنباً إلى جنب مع الحكومة الوطنية وعندما تكون الجهود المجتمعية على اتصال بالسلطات الوطنية".

3) ثقافة التأهب

نجت تشيلي من زلزال كبير مع وقوع عدد قليل نسبياً من الضحايا لأنها كانت مستعدة لمواجهته. وقد ظلت الجماعات المحلية في جميع أنحاء البلاد تُحسن معرفتها بخطط التأهب للكوارث لسنوات عديدة، وتمارس تدريبات لا تعد ولا تحصى على مواجهة الزلازل، وتجربة طرق الإجلاء مراراً وتكراراً. والنتيجة؟ تم إجلاء أكثر من مليون شخص من المناطق الساحلية في غضون ساعات، فهربوا من موجات تسونامي، التي وصل ارتفاع بعضها إلى 15 قدماً في منطقة كوكيمبو.

وحتى الأطفال الصغار، يتم تعليمهم كيفية التصرف عند وقوع الكوارث لأن معلميهم يجعلونهم يمارسون تمارين المحاكاة أثناء الفصول الدراسية. وقال ساندوفال أن "قسم الطوارئ في وزارة الداخلية لديه برنامج يسمى تشيلي مستعدة يقومون خلاله بزيارة المدارس والبلديات لتنظيم المعارض [وورش العمل] وتسليم مستلزمات الطوارئ".

وقد أشادت رئيسة تشيلي ميشيل باشيليه يوم الخميس باستجابة الناس، وقالت أن عدد القتلى كان "مؤسفاً، [ولكن] ليس مرتفعاً جداً بالنظر إلى قوة الزلزال". وكان المزيج من آليات الإنذار المبكر المتطورة والجماهير المستعدة وخطة العمل الفورية محورياً وشيئاً يمكن للبلدان الأخرى أن تتعلم منه. وأكد زاموديو أن "التدريبات مهمة، وكذلك تصور الناس أن هناك قيادة، ولا وجود للفوضى. وعندما يفهم الناس أن هناك أنظمة معمول بها ومعلومات واضحة ... سوف ترى النظام الذي رأيته يوم الأربعاء".

4) المشاركة المدنية والإرادة السياسية والاستثمارات الطويلة الأجل

قال ساندوفال أن زلزال عام 2010 كان بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة للمجتمع المدني في تشيلي. وتم تسليط الضوء على الحد من مخاطر الكوارث وتعرض المسؤولون والمنظمات الحكومية، بما في ذلك قسم الطوارئ في وزارة الداخلية، لتمحيص دقيق بسبب فشلهم في نشر معلومات في حالات الطوارئ ومنع الخسائر في الأرواح. كما ساعدت التغطية الإعلامية الواسعة النطاق للزلزال والتسونامي في تدشين الإصلاح المؤسسي. فما هو الدرس المستفاد؟

يمكن لهذه التعبئة المدنية أن تغير المسار. لم يكن إصلاح الاستراتيجيات الوطنية في تشيلي للتعامل مع الكوارث ممكناً فحسب، بل كان يحظى بشعبية أيضاً. وفي هذا الإطار، قال ساندوفال: "لن يكون لقسم الطوارئ في وزارة الداخلية وجود بعد الآن، ربما في العام المقبل. ستكون لدينا مؤسسة أخرى يمكن أن تتعامل مع الاستجابة للحد من مخاطر الكوارث على المدى الطويل. كان هذا مطلباً اجتماعياً. وحتى عام 2012، لم يكن لدينا مركز لبحوث الكوارث في أي مؤسسة أكاديمية في تشيلي. لقد كان معلماً، [والحكومة] قلقة للغاية بشأن ما يعتقده الناس" بعبارة أخرى، إجراء حوار مع الناس هو أمر محوري، ليس فقط بعد حالة الطوارئ لتقييم ما هو مطلوب، ولكن أيضاً قبل وقوع الكارثة في المقام الأول.

من السهل للغاية القول بأن دول مثل نيبال وهايتي يجب أن تطبق بإخلاص الإجراءات التي تم اتخاذها في تشيلي. ولكن عوامل مثل التضاريس، واختلاف مستويات الفقر، وعدم وصول المنظمات غير الحكومية لتقديم الإغاثة الإنسانية هي عوامل رئيسية ينبغي النظر فيها. مع ذلك، فإن تجربة تشيلي تقدم بعض حلول الصورة الكبيرة، مثل الاستثمارات الطويلة الأجل في مجال الحد من مخاطر الكوارث، وتحسين التخطيط الحضري، وتثقيف الجمهور حول كيفية الاستجابة لهذه الأزمات. وبالتأكيد لن يضر الحكومة النيبالية أن تولي هذا الأمر انتباهها.


dv/am/ag-ais/dvh

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join