1. الرئيسية
  2. Global

الولايات المتحدة تخيب آمال الأطفال الفارين من أمريكا الوسطى

Eleven-year-old Allan’s older brothers were slain by drug gangs in Guatemala. An influx of child migrants at the border last year has resulted in record numbers of minors being detained in Mexico. Amy Stillman/IRIN

حاول غريديس ألكسندر هيرنانديز البالغ من العمر 14 عاماً الوصول إلى بر السلامة في الولايات المتحدة، بعد أن فرّ من عنف العصابات في مسقط رأسه بالقرب من سان بيدرو سولا في هندوراس، ولكن السلطات في المكسيك اعترضت طريقه وأعادته إلى بلده مرة أخرى. وبعد ذلك بيومين، وبينما كان على وشك إعادة محاولة القيام بنفس الرحلة، اقتحم رجال عصابات ملثمون منزله وقتلوه بالرصاص.

وتقول الشرطة في هندوراس أن هرنانديز قُتل لأنه شهد رجال العصابات يقتلون صديق شقيقته. وتقول السلطات في هندوراس أنه لم يذكر للموظفين في مركز شؤون المهاجرين هناك بأن حياته ستكون في خطر إذا أعادوه إلى بلاده.

وتوضح قصة هيرنانديز كيف تخيب الآليات التي وُضعت لوقف التدفق غير المسبوق للقاصرين غير المصحوبين من أمريكا الوسطى إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة - الذي بلغ ذروته في الصيف الماضي - آمال عشرات الأطفال الفارين من العنف في بلادهم.

وفي استجابة لأزمة الحدود في العام الماضي، دشنت الولايات المتحدة برنامج اللاجئين/الإفراج المشروط داخل البلاد للقاصرين من أمريكا الوسطى (CAM)، كوسيلة تتيح للأطفال من الدول المتضررة من العنف في "المثلث الشمالي" المكون من هندوراس وغواتيمالا والسلفادور الانضمام إلى آبائهم الذين يعيشون بالفعل بصورة قانونية في الولايات المتحدة.

وقد وُصف البرنامج على أنه بديل آمن وقانوني من شأنه ردع الأطفال عن القيام بهذه الرحلة الخطرة عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة، ولكن الولايات المتحدة ضغطت بشدة أيضاً على المكسيك لتعزيز اعتراض المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الحدود وترحيلهم.

اقرأ أيضاً: حقل ألغام مكسيكي للمهاجرين

وتقوم المكسيك الآن بترحيل الأطفال القادمين من أمريكا الوسطى بأعداد أكبر من الولايات المتحدة، بما في ذلك ما يقرب من 10,000 قاصر غير مصحوب خلال الفترة من أكتوبر 2014 إلى مارس 2015. ويقول النقاد أن آليات معالجة طلبات اللجوء في المكسيك غير كافية وأن العديد من الأطفال لا يتم فرزهم على نحو كاف قبل إرسالهم مرة أخرى إلى المناطق الخطرة.

انخفاض الأعداد التي تصل إلى الولايات المتحدة ولكن العنف في الوطن يزداد سوءاً

وكانت نتيجة الحملة المكسيكية أن أعداد الأطفال القادمين من أمريكا الوسطى الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في عام 2015 انخفض إلى حوالي نصف العدد الذي وصل في نفس الفترة من عام 2014. وإجمالاً، تم القبض على 68,000 طفل غير مصحوب على الحدود في العام الماضي.

ويظهر تقرير صدر في عام 2014 عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نصف الأطفال غير المصحوبين الذين توافدوا على حدود الولايات المتحدة من دول المثلث الشمالي الثلاث والمكسيك ينبغي أن يكونوا مؤهلين للحصول على الحماية.

في الوقت نفسه، وبكل المقاييس، ازداد العنف والانهيار المجتمعي الذي يؤدي إلى فرار الأطفال سوءاً.

ومنذ انهيار الهدنة بين العصابتين الرئيسيتين - مارا سالباتروتشا (MS-13) وباريو 18 (Barrio 18) - في العام الماضي، استمر تصاعد أعمال العنف في البلدان الثلاثة، ويُعزى جزء كبير منه إلى الحروب بين العصابتين على مناطق النفوذ، والتي نشأت في مدينة لوس أنجلوس.

وفي السلفادور، لقي عدد أكبر من الناس مصرعهم في شهر مايو (بمتوسط 20 يومياً) من أي شهر آخر منذ عام 1992. وتعاني هندوراس من أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، حيث قُتل أكثر من 100 شخص في العشرة أيام الأولى من هذا العام. وكان العنف في غواتيمالا أسوأ في يناير الماضي من ما كان عليه في يناير 2014، ويرجع ذلك أيضاً في جزء كبير منه إلى التنافس بين العصابتين، اللتين ترتبطان بشبكات الجريمة المنظمة العالمية.

وفي حين استمر العنف، لم ينضم طفل واحد من البلدان المؤهلة الثلاثة إلى والديه في الولايات المتحدة حتى الآن نتيجة لتطبيق برنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى، على الرغم من أن أكثر من 2,000 شخص قد تقدموا بطلبات.

وقد أبلغت منظمات اللاجئين المكلفة بتنفيذ البرنامج عن التنامي المطرد في الطلبات بعد انتشار أنباء عن وجوده، ولكن لم تصل سوى حفنة من المتقدمين بطلبات إلى مرحلة المقابلة، وتقول المنظمات الإنسانية أنه من غير المتوقع أن يصل أي أطفال إلى الولايات المتحدة قبل نهاية العام.

إنه برنامج سياسي، وليس إنساني
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية طويلة وشاقة وتشمل إجراء اختبار الحمض النووي للآباء والأمهات والأطفال، والفحوص الطبية والأمنية، والعديد من الإجراءات الإدارية الأخرى. علاوة على ذلك، لن يبت برنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى سوى في 4,000 طلب فقط هذا العام.

وقد اتصلت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بالعديد من المنظمات المعنية - وكلها منظمات غير حكومية تتلقى تمويلاً حكومياً لتنفيذ برامج إعادة توطين اللاجئين - ولكن لم تقدم أي منها تسهيلات لمقابلة الآباء والأمهات الذين يحاولون لم شملهم مع أطفالهم. وقال الموظفون أن الآباء يخشون أن تشكل المقابلات مع وسائل الإعلام تهديداً لأطفالهم أو تؤثر على نتيجة الطلبات التي لم تتم الموافقة عليها بعد.

"إنه برنامج سياسي، وليس إنساني،" كما وصفته كبيرة مستشاري حقوق الإنسان في المنظمة الدولية اللاجئين سارناتا رينولدز، التي زارت السلفادور مؤخراً.

وأضافت: "إنها عملية طويلة، والأطفال الذين يتعرضون للقتل والاغتصاب والتجنيد في العصابات لا يملكون هذا النوع من الوقت. على المدى الطويل، يعتبر وجود هذا البرنامج أمر جيد، ولكنه لا يفعل أي شيء لمساعدة الأطفال الفارين".

وترى رينولدز أن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن الضغط على المكسيك لترحيل الأطفال، وأن تقوم بدلاً من ذلك بتقديم مساعدات لمعالجة طلبات اللجوء بفعالية أكبر.

البرنامج ليس مصمماً لتوفير الحماية

ولدى السلفادور عدد قليل من الملاذات الآمنة للأطفال الفارين من العنف. وقالت رينولدز أنه لا يُسمح للأولاد الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً بدخول الملاجئ لحمايتهم من العنف المنزلي، مع ذلك، يتم تجنيد أطفال لا يتجاوزن الثامنة من عمرهم في العصابات. وكثيراً ما تستهدف العصابات الأطفال الذين يشهدون جرائم قتل، كما حدث مع هرنانديز.

وقال نواه بولوك، المدير التنفيذي لمؤسسة كريستوسال في السلفادور، أن السفارة تحث منظمته على إرسال مرشحين لبرنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى، ولكن "حتى الآن لم نجد أي طفل يطابق تلك المعايير".

وأضاف بولوك أن إحدى من نقاط الضعف في برنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى هو أنه برنامج يهدف إلى جمع شمل الأسر وليس برنامج حماية، على الرغم من وصفه بأنه من النوع الثاني. وأضاف أن أولئك الذين يواجهون الاضطهاد والابتزاز من قبل عصابات عادة ما يعيشون في وحدات أسرية، وليس قاصرين لهم آباء وأمهات في الولايات المتحدة. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "إننا نتلقى اتصالات كل يوم من أشخاص يقولون نحن بحاجة إلى الرحيل الآن".

من المستحيل أن يلبي هذا البرنامج احتياجات شخص يواجه خطر العنف
وفي السياق نفسه، قالت آنا أكوستا، المدير الوطني المساعد لمنظمة كاسا أليانزا في هندوراس، وهي منظمة تساعد المراهقين والأطفال المشردين، أن برنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى لا يتم الترويج له على نطاق واسع في بلدها، ومعظم الناس لا يعرفون عنه شيئاً. وأضافت أنه لن يساعد العديد من الشباب الفارين من العنف في هندوراس الذين يعيش آباؤهم في الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، وبالتالي فإنهم "يواصلون البحث عن جمع الشمل بطريقة غير نظامية"، وليس من خلال برنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى.

وقالت ستيسي بليك من اللجنة الأمريكية للاجئين والمهاجرين (USCRI)، وهي واحدة من الوكالات المنفذة لبرنامج اللاجئين/الإفراج المشروط للقاصرين من أمريكا الوسطى، أنه مجرد واحد من العديد من الحلول اللازمة لحل مشكلة الأطفال الفارين من العنف في أمريكا الوسطى. وأضافت في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "من المستحيل أن يلبي هذا البرنامج احتياجات شخص يواجه خطر العنف،" مضيفة أنه يمكنه مع ذلك منع بعض الأطفال من الشروع في "رحلة غادرة مع المهربين عبر المكسيك".

واعترفت بأن طول الوقت الذي يستغرقه البت في الطلبات مدعاة للقلق.

وتشمل الاقتراحات الأخرى التي تقدمت بها اللجنة الأمريكية للاجئين والمهاجرين التمديد التلقائي لوضع الحماية المؤقتة من الآباء إلى الأبناء، وإدخال نظام "اليانصيب" مثل الذي تبنته الولايات المتحدة قبل 34 عاماً لمنع الكوبيين من القيام برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر إلى شواطئها.

كما اعترفت بليك بأن هذه الحلول لن تنهي "مشاكل الحماية الفورية على أرض الواقع".

والجدير بالذكر أنه من غير المرجح أن تخفف حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقيمة مليار دولار، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني والأمن في الدول الثلاث بمنطقة أمريكا الوسطى، من حدة المشكلة في القريب العاجل.

من جانبه، أفاد مارك روزنبلوم من معهد سياسات الهجرة أنه على الرغم من موافقة إحدى لجان مجلس الشيوخ الرئيسية على تقديم 675 مليون دولار مؤخراً، فمن المتوقع أن تتأثر هذه الخطة بالخلافات حول الميزانية في الكونغرس، ومن غير المرجح أن تتم الموافقة عليها هذا العام. وتوقع أن يتم توجيه الجزء الأكبر من هذا التمويل للجانب الأمني على أي حال، بدلاً من "التنمية العميقة" المطلوبة من أجل التصدي للأسباب الجذرية للعنف.

pg/ks/ag-ais/dvh"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join