وأكد أن "الأزمات الإنسانية هي في الواقع صدمات، سواء كانت متصلة بحرب أو كوارث طبيعية"، وأضاف:
"في البنك الدولي، نحن لا نشارك مباشرة في الأنشطة الإنسانية، مثل إدارة مخيمات اللاجئين، على سبيل المثال، ولكن واجبنا هو تحسين الاستعداد وقدرة بلد ما على مواجهة الصدمات".
"لا يمكننا منع حدوث زلزال، ولكن ما في وسعنا هو التأكد من أن البلد المتضرر أكثر استعداداً للتعامل مع العواقب بشكل أفضل وأسرع وبتكلفة أقل،" كما أوضح.
ويمكن استخدام تمويل التنمية بالعديد من الطرق، مثل تعزيز النظم الصحية، وفقاً لبادريه.
وأشار إلى أنه في حالة البلدان المتضررة من الإيبولا، كانت الخدمات الصحية الأقوى ستعني حالات وفاة أقل، واستجابة إنسانية أصغر حجماً، وتكاليف مالية وإنمائية أقل بالنسبة للبلدان المعنية.
وتجدر الإشارة إلى أن الكوارث الطبيعية (سواء من حيث الاستجابة أو الحد من المخاطر) هي مجال آخر يريد البنك الدولي أن يبذل فيه جهداً أكبر. وفي عام 2013، أطلق البنك مبادرة التأمين التجريبي على مخاطر الكوارث في منطقة المحيط الهادئ، وفي العام الماضي، في أعقاب إعصار إيان، حصلت تونغا على تعويض كبير، وكذلك فانواتو بعد إعصار بام في وقت سابق من هذا العام.
وفي هذا الصدد، قال بادريه: "كنا قادرين على توفير المال لفانواتو وتونغا في غضون أسبوعين في إطار هذا المخطط. كان على نطاق ضيق ومحدد، ولكن المغزى هنا أنك يمكن أن تفعل ذلك على نطاق أوسع، وبينما لا يمكن استبدال الاستجابة التقليدية لحالات الطوارئ تماماً لأنها لا تزال ضرورية، كانت هذه طريقة أسرع بكثير لحشد الأموال".
وقد كانت هناك مناقشات مستمرة بين الأمم المتحدة والبنك الدولي ومجموعة العشرين (G20)، لإيجاد آلية للتأمين على العالم ضد تفشي أمراض مثل الإيبولا في المستقبل.
"إنها مسألة مؤلمة جداً للاجئين، ولكن ينبغي علينا أيضاً أن نتأكد من أن الدول التي تستضيف هؤلاء الناس لديها القدرة على السيطرة على الوضع. ولهذا، فإننا نعمل مع لبنان والأردن لدعم ميزانيات حكومتيهما وسياساتهما المالية والأطر الكلية الاقتصادية لديهما،" كما أضاف.
"في حالة لبنان التي كانت بالفعل دولة هشة للغاية، على سبيل المثال، هناك الآن أعداد كبيرة من اللاجئين، فكيف يمكنك إعداد البلاد لمواجهة ذلك، ولضمان وجود ما يكفي من المدارس والأطباء؟"
وأكد بادريه أن نهج البنك الدولي في لبنان والأردن كان "مكملاً للغاية" للاستجابة الإنسانية، موضحاً أن "العاملين في المجال الإنساني يستجيبون لحالة الطوارئ الفورية، ولكننا نستطيع أن نقدم المال لمساعدة البلدان في توقعاتها الإنمائية على المدى الطويل".
وأقر بادريه بأن البعض في القطاعات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية لا يعتبرون تدخل البنك الدولي موضع ترحيب دائماً بسبب المشاكل السابقة وتركيز المقرضين في واشنطن على الاستجابة الحكومية، ولكن هناك متسعاً لجميع الجهات الفاعلة المختلفة للاستجابة بالطرق الخاصة بها.
اقرأ أيضاً: المعونة ... عملية معقدة حقاً
وأضاف قائلاً: "نحن لسنا في منافسة مع العاملين في المجال الإنساني، بل نحن هنا لاستكمال ودعم أعمالهم ... إنه التحالف القديم بين رجل الإطفاء والمهندس المعماري: عندما يكون لديك حريق تحتاج إلى شخص يستطيع إخماده، ثم ينبغي عليك إعادة البناء للتأكد من أننا نستطيع أن نكون أفضل استعداداً وأكثر قدرة على الصمود إذا وقعت كارثة أخرى".
وقال أيضاً: "إن الأمر يتعلق بالتعاون وتوفير قدرات ووسائل إضافية. لا يمكن لأحد أن يجد حلولاً بمفرده. يعيش كل شخص في صومعة خاصة به، ولكن ينبغي علينا حقاً أن نتواصل ونوافق ونقبل أنه يمكننا العمل معاً أكثر وأكثر. ينبغي علينا أن نتوقف عن معارضة بعضنا البعض لأن هذا ليس له أي معنى".
وخلال قمة الأمم المتحدة لتمويل التنمية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذا الأسبوع، سيقوم البنك الدولي بالترويج لجدول أعماله الذي تتراوح قيمته بين المليارات والتريليونات.
ويركز البنك الدولي على كيفية تجاوز المساعدة الإنمائية الخارجية الحكومية من أجل تسخير مصادر تمويل جديدة لأهداف التنمية المستدامة وتحقيق هدفه الخاص بالحد من الفقر في العالم.
lr/ag-ais/dvh