1. الرئيسية
  2. Global

اللاجئون الأوكرانيون يواجهون خيارات متضائلة في بولندا

A woman stands in the ruins of her family home in Sloviansk, eastern Ukraine. Iva Zimova/UNHCR
Plus d’un million d’Ukrainiens de l’est du pays ont été déplacés depuis le début du conflit, il y a environ un an.
بعد نحو عام من النزاع بين الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا والقوات الحكومية الأوكرانية في شرق أوكرانيا، استقبلت بولندا المجاورة نحو 3,000 أوكراني من أصل 674,000 فروا من البلاد.

ولكن المكتب البولندي للأجانب، الذي ينظر في طلبات اللجوء، لم يمنح حتى الآن صفة لاجئ لأي من الأوكرانيين الذين تقدموا بطلبات في عام 2014 والشهرين الأولين من عام 2015 والبالغ عددهم 2,765 شخصاً. وما يزال نحو 1,700 شخص من طالبي اللجوء الأوكرانيين ينتظرون قرارات منحهم صفة اللجوء في حين قوبلت طلبات 645 غيرهم بالرفض.

وأوضح رافال كوسترزينسكي، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بولندا أن "المكتب البولندي للأجانب يرى أن على الأوكرانيين القادمين من الجزء الشرقي من البلاد أن يستفيدوا بشكل أساسي من ما يسمى "بديل الهروب الداخلي"، الأمر الذي يعني أنه لم يكن عليهم مغادرة أوكرانيا بحثاً عن السلامة لأن السلطات الأوكرانية قادرة على توفير الحماية القانونية لهم".

لكن في الواقع، ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يواجه 1.1 مليون شخص من شرق أوكرانيا نزحوا داخلياً بسبب النزاع صعوبات جمّة من أجل الحصول على المساعدة من السلطات الأوكرانية وقد أفادوا بوجود تمييز ضدهم عند محاولة البحث على عمل في أجزاء أخرى من البلاد.

وقال كوسترزينسكي أن العديد من الأوكرانيين الذين تحدث معهم في بولندا ذكروا أن هناك حدوداً لحسن النية في غرب أوكرانيا. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "مع تصاعد النزاع، تعمّق الاستقطاب في المجتمع الأوكراني".

وأضاف قائلاً: "يقال لأولئك الذين يأتون من الشرق أن عليهم العودة والعيش في ظل الحرب التي بدؤوها. بالإضافة إلى ذلك، تعاني أوكرانيا من صعوبات اقتصادية إذ تكافح الحكومة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وتسجيل النازحين داخلياً ودعمهم للحصول على الأنواع المختلفة من الخدمات الاجتماعية".

ولم يؤدّ وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في مينسك في منتصف فبراير شيئاً يذكر لوقف النزاع مع استمرار القصف العنيف في شمال دونيتسك ولوهانسك. وقد أدى النزاع إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية في هذه المناطق، كما أغلقت المئات من الشركات الخاصة والمملوكة للدولة أبوابها، مما خلّف عدداً لا يحصى من الأوكرانيين العاطلين عن العمل، ولدى هؤلاء وصول محدود لاحتياجات المعيشة الأساسية.

وقد انتقدت العديد من المنظمات غير الحكومية البولندية، بما في ذلك مؤسسة هلسنكي لحقوق الإنسان (HFRH)، السلطات البولندية لتوفيرها مستويات مختلفة من المساعدة للاجئين الأوكرانيين، اعتماداً على ما إذا كان اللاجئ قادراً على إثبات أصله البولندي أم لا.


وفي منتصف يناير 2015، نفّذت الحكومة مهمة إنقاذ إنسانية لمرة واحدة لمساعدة 179 أوكرانياً من أصل بولندي من مناطق دونيتسك ولوهانسك. وتم نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى منشأتين في شمال شرق بولندا حيث يمكنهم البقاء لمدة تصل إلى ستة أشهر. كما أعطيت لهم فرصة الحصول على دروس في اللغة، وإلحاق أطفالهم بالمدارس، والدعم في إيجاد فرص العمل والسكن. وبدلاً من تقديم طلبات لجوء، يمكنهم تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة.

من ناحية أخرى، يناضل الأوكرانيون الذين لا يمتلكون أي علاقات عائلية مع بولندا من أجل الحصول وضع قانوني لإقامتهم في البلاد.

وخلال انتظارهم قرارات اللجوء يمكنهم الاختيار بين البقاء في مرافق الإيواء التي يقدمها المكتب البولندي للأجانب أو الحصول على راتب شهري يبلغ 190 دولاراً للشخص الواحد والبحث عن سكن.

وبعد رفض طلبات لجوئهم، يستأنف البعض قرارات الرفض، والبعض الآخر يعود إلى أوكرانيا، أو يتوجه نحو أوروبا الغربية، كما أفاد كوسترزينسكي. ولكن، نظراً لتقدمهم بطلب لجوء في بولندا، فإنهم يواجهون خطر الإعادة إلى هناك وفقاً لاتفاقية دبلن للبلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي تنصّ على أنه ينبغي البتّ بطلبات اللجوء في البلد الذي تم التقديم فيه أولاً.

ولا يُعرف الكثير عن أولئك الذين يعودون إلى شرق أوكرانيا. وقال كوسترزينسكي: "عموماً يختفي هؤلاء ببساطة عن شاشات الرادار".

وفي رسالة مفتوحة أرسلت في يناير إلى وزير الشؤون الداخلية، حثت مؤسسة هلسنكي لحقوق الإنسان الحكومة "على معاملة جميع المواطنين الأوكرانيين الذين فروا من بلدهم خوفاً من الأعمال العدائية بطريقة إنسانية".

وردّت الوزارة في فبراير أنها ستكون "مستعدة للسماح لعدد أكبر من الأشخاص الذين يلتمسون الحماية بدخول بولندا" في المستقبل.

ووفقاً لكوسترزينسكي، أعربت السلطات البولندية مؤخراً عن استعدادها للنظر في ما إذا كان ينبغي الاستمرار في تطبيق بند "بديل الهروب الداخلي" على طالبي اللجوء الأوكرانيين.

في غضون ذلك، ما زال العديد من الأوكرانيين في بولندا ينتظرون بفارغ الصبر نتائج طلبات اللجوء. وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) مع اثنين منهم.

مارينا وساشا*

بعد أن سيطر المتمردون الموالون لروسيا على دونيتسك في مايو 2014، أحس ساشا، وهو مدير سابق لشركة محاسبة في بلدة ماكييفكا الصغيرة قرب دونيتسك، وشريكته مارينا، أنهما لم يعودا يشعران بالأمان في أي مكان.

وقالت مارينا، التي كانت تدير صالون شعر خاص بها في ماكييفكا: "لقد خيّم الانفلات الأمني على بلدتنا واستولى الانفصاليون على العديد من المباني في حيّنا. لقد سيطروا على الشوارع ونهبوا المتاجر والبنوك وصادروا الشقق التي هجرها الأشخاص الذين فروا من أتّون الحرب".

وقد أوقف المتمردون ساشا عند نقاط تفتيش مرتين وفي كلتا الواقعتين تم احتجازه لعدة ساعات وتعرض للضرب.

وأوضح قائلاً: "في ظل سيطرة المتمردين الموالين لروسيا، تغيّرت دونيتسك بشكل كبير. لم يعد يُسمح لنا بالتحدث باللغة الأوكرانية وأزيلت كل الأعلام الأوكرانية. لم نعد نطيق العيش بين الجيران الذين كانوا يبلغون الانفصاليين بأننا نتحدث اللغة الأوكرانية في منزلنا".

وقد أسس المتمردون مقاراً لهم على بعد 800 متر فقط من المبنى الذي كان ساشا ومارينا يعيشان فيه، وكانوا يقصفون البلدات المجاورة من تحت شرفتهما مباشرة وبشكل منتظم. وقد أدت القوة الهائلة لتلك الانفجارات إلى تحطم كل النوافذ في شقتهما.

وعندما أمسك المتمردون مارينا وهي تحاول التقاط صورة لبنايتهما المتضررة بواسطة هاتفها الجوّال، صوبوا بندقية كلاشينكوف باتجاهها.

وتذكرت ذلك اليوم قائلة: "كنت أرتجف، وأبكي متوسلة إليهم أن يسمحوا لي بالرحيل. أطلقوا سراحي في نهاية المطاف، ولكنني كنت أعرف أنهم سيراقبونني عن كثب".

وبعد هذه الحادثة، قررت مارينا وساشا أن الوقت قد حان لترك شرق أوكرانيا فعبروا الحدود البولندية في أوائل أكتوبر 2014.

وأضافت مارينا قائلة: "ليس لدى أي منا أصول بولندية مباشرة. ولكن أخت جدتي تزوجت من رجل بولندي وهاجرت إلى بولندا بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب العالمية الثانية. لم أر عائلتها منذ طفولتي، وقد تذكرت فقط كنية أحد أعمامي والمدينة التي اعتقد أنها قد تكون تعيش فيها".
وأثناء إقامتهما في المنشأة التي يديرها المكتب البولندي للأجانب في بلدة بيزولا في شرق بولندا، تعرّف مارينا وساشا على طالب بولندي عبر الإنترنت ساعدهم على إيجاد أقارب مارينا الذين يعيشون في غرب بولندا وكانوا سعداء في مساعدة الزوجين على بدء حياة جديدة لهم في بولندا.

ويعيش الزوجان الآن على راتب شهري بسيط، وينتظران بفارغ الصبر القرار بشأن وضعهم كلاجئين.

من جهته قال ساشا: "نحن لا نفكر حتى في إمكانية استلامنا قراراً بالرفض. لا يمكنني أن أتصور العودة إلى شرق أو غرب أوكرانيا. لن نكون قادرين على خوض تجربة الحرب من جديد والاختباء في الأقبية خوفاً على حياتنا".

"لقد رأينا أيضاً في وسائل الإعلام الأوكرانية المئات من المهاجرين داخلياً يضطرون للنوم على البطانيات وهم محشورون داخل الصالات الرياضية في غرب أوكرانيا. لا يستطيع هؤلاء الأشخاص العثور على وظائف أو استئجار الغرف لأنهم يعانون من التمييز ضدهم. لا يوجد مستقبل لنا في أوكرانيا".

* اسمان غير حقيقيين


no/ks-aha/dvh
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join