1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Mali

رسالة من مالي: ابحثوا عن الأطفال، وعالجوهم مبكراً

A mother and her malnourished twins at Mopti reference hospital in central Mali, July 2012. Malnutrition rates - both chronic and acute - are always unacceptably high in Mali, whether harvests are good or bad Anna Jefferys/IRIN

انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في يريدماجو بمالي في جنوب شرق العاصمة باماكو بما يقرب من عشرة أضعاف على مدار ثلاث سنوات بعدما قدمت وزارة الصحة المالية ومنظمتا توستان وموسو غير الحكوميتين نموذجاً جديداً للرعاية الصحية وهو: البحث عن المرضى بشكل استباقي وعلاجهم مبكراً.

فقد توصلت دراسة أجراها باحثون من كلية الطب في جامعة هارفارد وكلية الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو ونشرت الأسبوع الماضي في مجلة "بلوس وان" إلى أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة انخفض من 155 حالة وفاة لكل 1,000 طفل إلى 17 حالة وفاة لكل 1,000 طفل.

وقال آري جونسون الباحث في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو والمؤلف المشارك في الدراسة أن "التدخل كان قائماً على فرضية بسيطة لكنها قوية وهي: هل سيكون من الممكن تجنب عدد كبير من وفيات الأطفال إذا قمنا بإعادة تنظيم وإعادة تصميم الطريقة التي تصل بها النظم الصحية إلى المرضى مبكراً.

وعلى الرغم من أن معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة انخفضت في جميع أنحاء مالي على مدار العقد الماضي– من متوسط 197 حالة وفاة لكل 1,000 طفل في 2002 إلى 130 حالة وفاة لكل 1,000 طفل في 2012، وفقاً للباحثين، إلا أن هذا التدخل قد أدى إلى تحقيق نتائج مثيرة.
وقال جونسون أنه لإحراز هذا التقدم، تحدت التدخلات الجديدة بعض التقاليد الأساسية بشأن الكيفية التي تعمل بها النظم الصحية.

وأضاف جونسون قائلاً: "عندما أرى مرضى (في الولايات المتحدة) على سبيل المثال، فإنني أكون جالس في عيادة أو مستشفى في انتظار أن يأتي إليّ المرضى، وهذه هي الطريقة التي تعمل بها أنظمة الرعاية الصحية بشكل عام في مالي وفي الولايات المتحدة وباقي أنحاء العالم. إنه نظام رد الفعل. ولكن ماذا لو أنه بدلاً من ذلك.... قام النظام الصحي بنشر مقدمي الخدمة ليبحثوا عن المرضى بشكل استباقي في منازلهم، ومن ثم بنشر منظمي فعاليات المجتمع لتحفيز أفراد المجتمع لإحضار أطفالهم مبكراً – في اليوم الأول الذي يمرضون فيه"؟

وهذه هي الفكرة وراء نظام تقديم الرعاية الصحية الذي بدأ في يريدماجو.

إعادة تصميم الرعاية الصحية

ونظراً لأن الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال- في كل من مالي وفي أنحاء العالم- هي أسباب حساسة للوقت حيث تتقدم العديد من الأمراض بسرعة بعد ظهور الأعراض الأولى، ركزت منظمتا توستان وموسو في إعادة تصميم الرعاية الصحية على خدمات الوقاية والحصول السريع جداً على الرعاية الصحية. وقالت مولي ميلتشينج، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنظمة توستان، أنه يمكن وصف هذا النهج على أنه "رعاية استباقية عند باب المنزل".

وقد تم تدريب العاملين في مجال صحة المجتمع على البحث بنشاط عن المرضى والنساء الحوامل وربطهم بالخدمات إما في منازلهم أو في المركز الصحي المحلي. وقد قامت شبكة من منظمي فعاليات المجتمع باستخدام شبكة إحالة سريعة يتم فيها تعليم الأسر تحديد الأطفال المرضى وإحضارهم لتلقي العلاج عند ظهور أول علامات للمرض.

وفي الوقت نفسه، عملت برامج التعليم والتمكين على تعليم الناس حل الأسباب الجذرية للفقر التي تسبب المرض. وهذا يعني إشراك الناس لفهم حقوقهم ومسؤولياتهم في مجال الصحة والتنمية وحماية الطفل، وفقاً لميلتشينج.

وأضافت أن "هدفنا دائماً تعليم الناس على مستوى القاعدة الشعبية وإعطاؤهم المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ القرارات وجعل تنمية مجتمعهم أمراً يخصهم. وهذه هي الطريقة التي يصبح بها التغيير مستداماً".

ويشمل البرنامج أيضاً إلغاء رسوم مستخدمي الخدمة لمن لا يستطيع تحمل نفقاتها نظراً لأن الرسوم هي واحدة من أكبر العوائق أمام تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وقد أدى هذا النهج إلى زيادة عدد زيارات المرضى بعشرة الأضعاف سواء في المنزل أو في العيادات خلال الفترة من عام 2008 و2011. وقد تضاعف معدل العلاج المبكر للملاريا في الأطفال بحوالي الضعف أثناء نفس الفترة، وفقاً للباحثين.

وعلى الرغم من أن أياً من عناصر النظام الجديد لتقديم الرعاية الصحية يعتبر حديثاً- إلا أنه قد جرى في السابق اختبار كل عنصر، كما يجري العمل حالياً بالعديد من تلك العناصر على نطاق واسع بشكل أو بآخر في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى- وكانت هذه أول مرة يقوم فيها تدخل بجمع كل تلك الاستراتيجيات الرئيسية معاً وإعادة تصميم الكيفية التي تعمل بها من أجل تحسين تقديم الرعاية الصحية، كما قال جونسون.
نهج استباقي

وقد شهدت منظمات غير حكومية أخرى مثل أطباء بلا حدود نجاحاً كبيراً في خفض معدل وفيات الأطفال في مالي عن طريق اتباع نهج استباقي.

فعلى سبيل المثال، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإدارة برنامج لمدة عامين في مركز كونسيجولا الصحي في مقاطعة كوتيالا بإقليم سيكاسو وذلك لإعطاء جميع الأطفال أقراصاً لعلاج الإسهال- سواء كان عندهم المرض أم لا- أثناء موسم الملاريا الذي استمر أربعة أشهر. وقد قامت المنظمة أيضاً بتوزيع الناموسيات وتوفير اختبارات الملاريا السريعة وتعليم العاملين في صحة المجتمع كيفية قياس فقدان الوزن باستخدام مقاييس محيط الذراع. ونتيجة لذلك انخفضت حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 67 بالمائة وانخفضت حالات الوفيات بسبب الملاريا بنسبة 72 بالمائة وانخفض معدل دخول المستشفى بسبب جميع الأمراض الأخرى بما في ذلك سوء التغذية بنسبة 63 بالمائة.

ولكن الأولوية بالنسبة لجونسون الآن هي جعل المجتمعات الأخرى تتبنى النهج الاستباقي. فقد مات أكثر من 6.6 مليون طفل دون سن الخامسة في أنحاء العالم في عام 2012 وكان السبب في العديد من تلك الوفيات أمراضاً يمكن علاجها والوقاية منها مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والملاريا.

وقال جونسون أن "المؤسسات العالمية تستثمر ملايين الدولارات للدول النامية حول العالم من أجل خفض أعداد وفيات الأطفال سواء كان ذلك عن طريق المضادات الحيوية أو محاليل معالجة الجفاف إلى آخره"، مضيفاً أن الفرق بين ما إذا كانت تلك الاستثمارات فعالة أو تم اهدارها سيظهر في سرعة تقديم خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاج.

وقالت جميع الأطراف المشاركة في التدخل أنه من المهم ملاحظة أن هناك أوجه قصور في الدراسة أبرزها عدم وجود مجموعة اختبار وبدون ذلك فإنه من المستحيل كما يقول الباحثون أن نعزو السبب في انخفاض معدل وفيات الأطفال إلى هذا التدخل بمفرده. وقد تكون العوامل الأخرى مثل التغيرات الديمغرافية بما فيها الهجرة قد أثرت أيضاً على هذا الانخفاض.

ويقول الباحثون أنهم يخططون الآن لإجراء متابعة من أجل وصف دور كل عنصر من عناصر التدخل في خفض معدلات وفيات الأطفال.

وقال جونسون: "كان هذا فرصة لنا لإعادة تخيل ما هو ممكن. ولذلك فإن المسألة الآن هي أن نضع نصب أعيننا طموحاً أكبر من ذلك بكثير. أعتقد أنه حتى عام 2015 ينبغي أن يكون هدفنا هو تحقيق عدد يقترب من الصفر في وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم".

jl/aj/rz-hka/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join