وقال مروان، وهو عضو في إحدى لجان اللاجئين في مخيم الزعتري، إنه يتم إيصال المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات إلى المحافظة.
وتفيد مصادر إغاثية أن عدداً متنامياً من الدول تدفع باتجاه إيصال المعونات عبر الحدود الأردنية. كما تسعى المعارضة أيضاً إلى إيصال الإمدادات الأساسية إلى المناطق الجنوبية.
مع ذلك، فإن عودة عشرات اللاجئين تشكل ضغطاً على الوضع الإنساني الهش بالفعل.
وقال أحد المقيمين من قرية تسيل في ريف درعا، يطلق على نفسه أبو تيم*: "لدينا ما يكفي من الماء ولكن نعاني نقصاً حاداً في الخبز والدقيق". وأضاف أنه "في بعض الأحيان، تقيم ثلاث أسر في شقة واحدة. وهذا يجعل الحياة صعبة جداً لأن الناس بالكاد يستطيعون تدبير ما يكفي لإعالة أنفسهم، ناهيك عن من يستضيفونهم".
وتفيد مصادر في المدينة بأن درعا تنقسم الآن إلى جزئين، أحدهما يخضع لسيطرة قوات النظام وآخر لسيطرة المقاتلين المتمردين. وقال نشطاء أن العائدين يتجهون إلى المناطق الريفية حيث القتال أقل كثافة، ولكن الاشتباكات والقصف والهجمات بالقنابل ما زالت متكررة.
وقال رامي الحسين، أحد النشطاء الذين عادوا إلى مدينة درعا الشهر الماضي: "بالطبع لا أشعر بالأمان، ولكن المكان هنا أفضل من المكوث في الزعتري، حيث الطقس الحار والغبار الذي يسبب أمراض الرئة. الوضع مزرٍ حقاً، والبقاء في الأردن يزداد صعوبة لأن الأسعار آخذة في الارتفاع".
وفي شهر أبريل، قالت ميليسا فليمينج، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن المنظمة "قلقه جداً من أن اللاجئين يعودون إلى مناطق تعاني نقص الأغذية وشح الوقود وانقطاع الكهرباء ومحدودية الخدمات. كما أن الحالة الأمنية متقلبة في ظل وجود تقارير عن إطلاق قذائف المدفعية والهاون على القرى حيثما يحاول اللاجئون استعادة منازلهم وحياتهم".
والقتال ليس عنصر الخطر الوحيد الذي يتهدد حياة العائدين. فقد غادر الحسن سوريا في شهر ديسمبر الماضي لأن نشاطه أثار حفيظة قوات الأمن. وعلى الرغم من أنه لا يزال مطلوباً، إلا أنه أقل قلقاً الآن لأنه يختبئ في منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر حيث لا تستطيع قوات الأمن الوصول إليه.
وعلى الرغم من تحسن الوضع الأمني في بعض المناطق، إلا أن حوراني أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن اللاجئين غالباً ما يعودون إلى قرى وبلدات أصابها "دمار شديد". وأضاف: "إنهم يمكثون في المزارع أو المدارس أو مع الأصدقاء أو الأقارب أو في منازل أولئك [الذين غادروا وذهبوا] إلى الأردن".
وقالت أم ماجد، التي أصاب صاروخ منزلها في درعا، أنها قانعة بأن تستظل تحت شجرة أو تختبئ في فناء مدرسة: "فعلى الأقل لدينا مياه، وآمل أن يظل طفلي آمناً من الإسهال والأمراض التي تسببها الحرارة والغبار [في مخيم اللاجئين]".
*ليس اسماً حقيقياً
aa/gk/ha/cb-kab/dvh
"