1. الرئيسية
  2. Global

تحليل: مساعدة الموظفين المحليين في مجال العمل الإنساني على بناء مستقبل مهني هادف

Aid distribution of food and non-food items in Khyber Pakhtunkhwa (KP) Province, Pakistan Abdul Majeed Goraya/IRIN

دار في الآونة الأخيرة الكثير من النقاش حول تحقيق اللامركزية في مجال العمل الإنساني الذي يرتكز بشكل كبير على الخبرات من الشمال وذلك لمنح المزيد من السلطات لموظفي الجنوب، ولكن ما مدى التغيرات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة؟

أظهرت دراسة أُجريت في 2012 لاستعراض التقدم المحرز في اكتساب المهارات المهنية في قطاع العمل الإنساني - مع التركيز على نشر الموظفين المحليين في البلدان المتأثرة وتوسيع نطاق دورهم - أن التقدم المحرز في هذا الصدد غير كاف.

وقد أصبح العالم يدرك جيداً أن الجهات الوطنية – سواء كانوا أفراداً أو جمعياتٍ أو خبراء مهنيين - هي أول من يهب للاستجابة للكوارث. كما أنها، في كثير من الأحيان، تعد الجهات المانحة الأكثر سخاءً، على الرغم من صعوبة إحصاء الأرقام حتى الآن. وفي ظل ارتفاع عدد الكوارث المسجلة عاماً تلو الآخر، والتي تضاعفت على مدى السنوات العشرين الماضية لتصل لأكثر من 400 كارثة سنوياً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أصبحت الحاجة إلى دعم العاملين في المجال الإنساني من أجل إضفاء الطابع المهني على عملهم وتحسين معايير الأداء والحصول على المؤهلات المهنية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

والجدير بالذكر أن المنظمات الإنسانية بدأت، على نحو متزايد، بإرسال موظفيها المحليين، لإدارة البرامج في المناطق المحفوفة بالمخاطر - مثل شمال مالي أو سوريا – وذلك نتيجة لتغير أنماط تأمين الوصول إلى هذه المناطق والخوف المتزايد بشأن سلامة الموظفين الأجانب. لكن بمجرد السماح للموظفين الدوليين بدخول هذه المناطق مرة أخرى، تعود الأمور لما كانت عليه ولا تساعد المعرفة والخبرة التي اكتسبها الموظفون المحليون في أغلب الأحيان على التقدم والارتقاء في مستقبلهم المهني.

وكما أخبر أحد العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في سريلانكا  مؤلفي دراسة تحديد المهارات المهنية لعام 2010، (التي أجريت بتكليف من شبكة تعزيز التعلم والبحث من أجل المساعدات الإنسانية) أنه "عقب مغادرة العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية، لم يبق لدى الموظفين المحليين أي شيء - لا أشخاص يمكن الرجوع إليهم للتأكد من أدائهم ولا شهادات ولا وظائف. إذاً كيف يمكن أن يثبتوا أنهم قد عملوا في مجال الاستجابة للكوارث؟ "

التقدم المحرز

لكن هناك بعض الأمور التي تعمل بشكل أفضل، إذ تتعاون الوكالات والهيئات بشكل أفضل من أي وقت مضى من أجل بناء قدرات الكوادر الوطنية وخفض الازدواجية في الدورات التدريبية الموجهة نحو أفراد بعينهم التي كانت سائدة.

مصادر التدريب في مجال العمل الإنساني
دليل الجودة الكافية لمشروع بناء القدرات في حالة الطوارئ
جامعة مانشستر بالتعاون الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمرِ والهلال الأحمر
شبكة تعزيز التعلم والبحث من أجل المساعدات الإنسانية ودراسة تحتوى على ملحق للدورات التدريبية في مجال العمل الإنساني
رد أر
 الجمعية الدولية لخبراء المساعدات الإنسانية والحماية
مشروع اسفير
الجمعية الدولية لخبراء المساعدات الإنسانية والحماية
 جامعة أكسفورد بروكس
إطار الكفاءة في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية
وقد أصبح التدريب الأمني "البقاء على قيد الحياة"، على سبيل المثال، "عملية معتادة في هذا القطاع، كما هو الحال بالنسبة للدورة التدريبية المعتمدة التي تقدمها جمعية الخدمات اللوجستية في العمل الإنساني في مجال الخدمات اللوجيستية. وقد صرحت كاثرين روس، رئيس إدارة التعلم والتطوير المهني بمنظمة إنقاذ الطفولة أن "الجميع يدرك أن النهج غير المنسق لم يجد نفعاً."

أما إيمانويل لاكروا، مدير إدارة خدمات الموارد البشرية بمنظمة بيبول إن إيد People in Aid فترى أن "العمل المشترك من شأنه أن يعزز المعرفة بالخطط ويعطي كوادر العمل الفرصة للتشبيك ورؤية ما يحدث على أرض الواقع ... يؤتي هذا التوجه بثماره لوجود التزام على الصعيد الدولي بالدفع به قدماً."

من ناحية أخرى، تشهد المعايير تحسناً أيضاً - أو على الأقل نظم قياسها. وقد اتفقت المنظمات  على مجموعة مكونة من سبعكفاءات أساسية يجب أن تتوافر لدى جميع العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، والتي يجري دمجها بشكل متزايد في برامج التدريب التي تنظمها جهات معروفة مثل بيوفورس Bioforce أو رد أر RedR المتخصصتين في التدريب المهني.

وتتضمن الكفاءات تطبيق المبادئ الإنسانية، وضبط الذات في بيئة مثقلة بالضغوط، وتطوير علاقات التعاون. وقالت روس أن هذا الإطار يضع علامة "البداية لتطبيق المعايير المهنية في قطاعنا."

اتحادات التدريب

ويستند اتحاد الوكالات الإنسانية البريطانية (CBHA) ومشروع بناء القدرات في حالات الطوارئ (ECB) أيضاً إلى هذه الكفاءات في دوراتهم التدريبية العالمية في مجال العمل الإنساني، فضلاً عن برامجهم للتدريب على المهارات القيادية، والتي يتم تقديمها في كل من أوغندا وكينيا وإثيوبيا والنيجر وإندونيسيا وبنجلاديش وبوليفيا وجنوب السودان. وقد صُممت هذه البرامج لتتكيف مع جميع الثقافات، كما أنها متاحة للجميع، فجزء كبير منها عبارة عن دورات على شبكة الانترنت تدار بطريقة عملية، ومن خلال العمل مع المدربين والموجهين.

كما يتنامى الوعي أنه بدلاً من الحصول على درجة الماجستير في مجال التنمية أو الدراسات الإنسانية بوجه عام، يمكن للشهادات ودرجات الدبلوم التي تركز على المعرفة العملية أن تبني المهارات اللازمة للحصول على وظيفة في هذا القطاع. وفي هذا السياق قالت روس: "يمكنك خفض التكلفة بدرجة كبيرة - إذ يمكنك بناء مهاراتك بدراسة مساق تلو الآخر حتى إن لم يتوافر لديك الوقت أو المال للحصول على درجة الماجستير". (لكن لا تزال وكالات الأمم المتحدة تصر على شرط الحصول على درجة الماجستير للوظائف فوق مستوى معين).

وعلى صعيد آخر، يزداد تعاون الجامعات والمنظمات الإنسانية في تصميم هذه الدورات والمساقات، فعلى سبيل المثال تقوم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتوفير درجات الدبلوم التدريبية في مجال إدارة الرعاية الصحية، والدبلوماسية الإنسانية، قيادة قطاع العمل التطوعي، وإدارة الكوارث، من خلال التعاون مع جامعة مانشستر في المملكة المتحدة وغيرها من المؤسسات.

وقالت روس أنه بينما لا يزال البحث عن برامج التدريب على العمل الإنساني المتاحة عالمياً صعباً، إلا أنه الآن أسهل مما كان عليه. وتهدف أكاديمية العمل الإنساني والريادة، وهي مبادرة لمنظمة إنقاذ الطفولة، إلى تسهيل البحث في المستقبل من خلال توفير نافذة واحدة تقدم جميع أنواع المعلومات المتوفرة حول العمل في المجال الإنساني.

ماذا بعد التدريب؟

لكن التدريب لمجرد التدريب ليس أمراً مفيداً. فقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى عدة كوادر وطنية تعمل في المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، حيث شكا معظمهم أنهم قد حصلوا على فرص تدريب كثيرة ولكنها لم تسفر عن أي تغييرات ذات دلالة على تطورهم المهني.

وقالت إحدى العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في داكار: "حضرت نحو سبعة تدريبات في مجال التطوير المهني على مدى السنوات الست الماضية، لكن المشكلة تمكن في أنه بمجرد استكمالي لهذه التدريبات، لا أجد مجالاً لتطبيقها. لا شيء يتغير". وعلى الرغم من أنها مؤهلة لتولي وظيفة مسؤول شؤون إنسانية، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على وظيفة في هذا المجال تتماشى مع مؤهلاتها وكفاءتها. وأضافت قائلة: "لا يتم الاستفادة من مؤهلاتي بالقدر الكافي. فالمنظمة قد استثمرت في، ولكنها لا تستخدمني بشكل جيد".

نصائح للموظفين المحليين

إيمانويل لاكروا، مدير الموارد البشرية، منظمة بيبول إن إيد 

التشبيك، التشبيك، التشبيك. قم ببناء محفظة خبراتك. كن واضحاً بشأن الهدف الذي تريد الوصول إليه من البداية. تابع شبكة تعزيز التعلم والبحث من أجل المساعدات الإنسانية وتأكد من إمكانية نقل مهاراتك إلى الآخرين. ما هي خطتك؟

كاثرين روس، رئيس قسم التعلم والتطوير المهني، منظمة إنقاذ الطفولة 

يجب أن يتحلى الموظفون ببعض الإدراك حول الهدف المرجو الوصول إليه – لا يمكن أن تتبع مجرد نهج عام فيما يتعلق بمستقبلك المهني. هل ترغب أن تصبح مدير مشروعات أو أحد العاملين في مجال الصحة، على سبيل المثال؟ أبحث عن المواقع الإلكترونية التي يمكن أن تقدم لك معلومات التوجيه والإرشاد المهني. أرتق بنفسك لتصبح على قمة أطر الكفاءات المتاحة.
كاثي فيولاند، مدير بمؤسسة بيوفورس

حاول الوصول إلى أكبر عدد من شبكات العمل الإنساني – كالفعاليات، والندوات الدراسية، وذلك من خلال مؤسسات التدريب مثل بيوفورس. كن متسقاً في أهدافك.

سارة لومسدن، مدير المشروع الاستراتيجي للإدارة والتنسيق، منظمة أوكسفام

قم بتطوير تخصص لنفسك – إنها أفضل وسيلة تحقق دخولك في المجال. حاول الالتحاق بدورات التعلم الالكترونية. طور مهارات اللغات لديك. قدم نفسك بطريقة جيدة – لا يوجد عذر يبرر عدم تطوير سيرة ذاتية لائقة. إحذر إنفاق الكثير من الأموال على الدورات التدريبية دون أن يكون لديك هدف واضح في ذهنك.

أليجرا بوكيه، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غرب أفريقيا

قم ببناء مجموعات المهارات الأساسية الخاصة بك - وخاصة مهارات الاتصال الكتابية ومهاراتك اللغوية: أتقن اللغة الإنجليزية. أبحث عن أي فرصة يمكن أن تنوع خبراتك. ركز على الأمور التي تلقى إقبالاً أقل - عقود قصيرة الأجل أو مناطق الطوارئ التي لا يرغب الآخرون في العمل بها. لا تشعر أبداً بأي شيء آخر غير إنك مساو لنظرائك. جميعنا يعرف الموظف المهني المبتدئ لدى الأمم المتحدة الذي يتمتع بثقة رئيس المكتب: هؤلاء هم من يتقدمون كثيراً. لا تنسى أن لديك ما تقدمه وغير متوافر لدى غيرك: الذاكرة المؤسسية، ومعرفة ديناميكيات السياسية في بلدك، والدروس المستفادة من حالات الطوارئ السابقة. حاور الأجانب عندما يتحدثون عما يجري في بلدك. كن سباقاً. أطلب المشورة من مديريك. أدرج نفسك في القوائم [إذا كنت ضمن منظومة الأمم المتحدة]. قدم على الوظائف الشاغرة، قدم، قدم.
موسى ندايي، مدير إداري، شبكة الأنباء اللإنسانيىة (إيرين) في غرب إفريقيا

منهجي هو أن تقوم بوظيفة معينة لأربع سنوات فقط، وإلا ستفقد حماسك. تحتاج دائماً إلى تحديات جديدة. أنا سباق. لدي شبكة واسعة. التنقل هو أهم شيء. لا ينبغي أن تكون حياتك المهنية مثل نهر هادئ لا يتحرك أبداً. عليك الامساك بزمام المبادرة. 
مومني كومي، مدير إداري ومالي، رئيس الشؤون المالية والإدارية بمنظمة المزارعين الفرنسين والتنمية الدولية

لا يسعى الموظفون الدوليون للبحث عن فرص التدريب - يقولون لأنفسهم أن صاحب العمل لن يتركهم يفعلون ذلك. لكن يجب أن تحاول. هناك أنظمة دعم خارجية، مثل المنح، التي يمكن أن تساعد [في تمويل التدريب]. قبل توقيع عقدك، اسأل عن ميزانية التدريب ليتم تضمينها كنص من نصوص العقد... حاول الادخار للاستثمار في دورات تدريبية قصيرة. أطلب من صاحب العمل أن يمدك بالمواد التعليمية ذات الصلة. شجع على فتح قنوات الحوار مع قادة المنظمات غير الحكومية الأخرى حول تدريب موظفيهم. أجعل صاحب العمل على دراية بأن الاستثمار في القدرات الوطنية من شأنه أن يعزز المشاركة وبالتالي جودة برامجه.

وأشارت سارة لومسدن، مدير المشروع الاستراتيجي لإدارة وتنسيق العمل الإنساني بمنظمة أوكسفام، أن خبراء العديد من منظمات العمل الإنساني لا يملكون الوقت، في كثير من الأحيان، لإدارة موظفي المنظمة  بالشكل الصحيح من أجل مساعدتهم على التطور، أو إعطائهم الحد الأدنى من الملاحظات التقييمية والمساندة. وأضافت لومسدن أنه "لا جدوى من إلحاق الأفراد بالدورات التدريبية إذا لم تتم متابعتهم بعد ذلك، ولكن هذا ما يستمر في الحدوث."

من جانبهم يؤكد الموظفون المحليون على أن العقبات المتعلقة بالجوانب اللوجستية والتكلفة ليست فقط ما يمنعهم من التمتع بفرص التعلم، ولكن ثقافة المنظمة وخططها يجعلان مثل هذا التعلم غير صالح للاستعمال.

وعلى الرغم من توافر فرص التعلم بكثرة، أعرب أحد العاملين في مجال المساعدات الإنسانية من السنغال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن شعوره بالعجز قائلاً: "يشعر الكثير من الموظفين المحليين بالإحباط . فقد ظل بعضهم في نفس وظائفهم لمدة 28 عاماً. يجب أن تتاح لهذه الكوادر إمكانية التقدم والتطور. لقد تم قطع الكثير من الوعود ولكن الأمور لا تتغير."

أما مومني كومي، رئيس الشؤون المالية والإدارية بمنظمة "المزارعين الفرنسيين والتنمية الدولية" غير الحكومية التي تعمل في بوركينا فاسو، والحاصل على شهادة في الإدارة من دورة تدريبية تم تنفيذها بقيادة مؤسسة بيوفورس، كما شارك مؤخراً في تدريب لتنمية المهارات القيادية نظمه البنك المركزي الأوروبي في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو فقال: "كنت أتمنى  أن استثمر في التدريب الذي حصلت عليه في تدريب أشخاص آخرين ولكنني لم أستطع تحقيق هذا الهدف بعد."

وتكمن المشكلة بالنسبة للكثيرين في عدم توفر الترقي في السلم الوظيفي لممارسة مهارتهم القيادية الجديدة.

وأشارت لومسدن إلى الحاجة إلى المزيد من التركيز على المديرين في المستويات الإدارية المتوسطة لمساعدتهم في المضي في مسار وظيفي هادف: فالكثير من التركيز في الوقت الحالي يقع على من هم في مستوى الإدارة العليا.

المضي قدماً

ويرى الخبراء المهنيون أن الأمور في تحسن، ولكن لا يزال هناك فجوات ضخمة. فعدد برامج التدريب المعروضة يتزايد سنوياً، إلا أن هناك حاجة إلى برامج تدريبية للمديرين أكثر من المتاح بكثير، وفقاً لومسدن، وخاصة في المراكز الإقليمية، حيث تزداد الحاجة إليهم.

ومن المرجح أن يرتفع عدد الوظائف المتاحة لكوادر العمل الوطنية في مجال العمل الإنساني نظراً للتوسع الذي يشهده القطاع سنوياً (وصل التمويل الدولي للقطاع الإنساني إلى 17.1 مليار دولار عام 2011).

ولكن "أين هي هذه الأموال ... أظهروها لنا،" كما قال أحد المدونين في مجال المساعدات الإنسانية. تؤمن الجهات المانحة في بناء القدرات، ولكنها تخفق في تمويل هذا المجال في الكثير من الأحيان. وقد تم تعليق برامج تدريب اتحاد الوكالات الإنسانية البريطانية ومشروع بناء القدرات في حالات الطوارئ بعد أن نضبت مساعدات التمويل التي تقدمها له المملكة المتحدة.

وقال كومي أن"الجميع مسؤولون عن تنمية مهارات الموظفين وقدراتهم - المنظمة، والجهات المانحة والموظف ذاته... لا تعطي ميزانيات المنظمات غير الحكومية والجهات المانحة مجالاً كبيراً لبناء قدرات الموظفين المحليين حيث تركز على تكاليف المشروع المباشرة فقط... ونتيجة لذلك، وبدلاً من بناء قدرات الكوادر الوطنية، يستمر تخصيص الوظائف الصعبة في كثير من الأحيان للموظفين الدوليين المدربين بالفعل" مشيراً إلى أن الدورات التدريبية في المجال الإنساني التي تكلف في المتوسط 850 يورو، تعد مكلفة للغاية بالنسبة للموظفين المحليين.

وأضافت لومسدن أنه "عادة ما تحتاج نظم التعليم إلى متبرعين، سواء كانت الحكومة، أو الخريجين السابقين من مؤسسات التعليم أو الاستثمارات الخاصة". أما الجهات المانحة للتمويل الطارئ قصير الأجل، مثل دائرة المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية (إيكو)، ذراع الاتحاد الأوروبي المعني بتقديم المساعدات، فعادة ما تحجم عن تمويل المبادرات طويلة الأجل المعنية بتطوير الموظفين.

المضي إلى أبعد من ذلك

وتتضمن الابتكارات الأخرى التي طرحتها شبكة تعزيز التعليم والبحث من أجل المساعدات الإنسانية ELHRA في إطار دراسة تحديد المهارات المهنية إرساء قواعد جمعية مهنية دولية من العاملين في المجال الإنساني للإشراف على مختلف قطاعات العمل الإنساني بحيث تقوم على أساس الكفاءات المشتركة؛ وهو الأمر الذي يمنح كل من العاملين في هذا المجال "جواز مرور" في التعلم والتطور المهني يمكن من خلاله إثبات كفاءات وخبرات التعلم ذات الصلة؛ مما يمثل توثيقاً للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية.

ويحاول المؤلفون أن يبرهنوا أنه من أجل أن تصبح مهنياً بحق، تبرز الحاجة إلى وجود نوع من شهادة الجودة التي تقيس مدى كفاءة الموظفين. وقد قامت مؤسسة رد أر، على سبيل المثال، بتدريب ألفي موظف ميداني في أعقاب زلزال باكستان الذي وقع عام 2005، ولكن لعدم تزويدهم بشهادات موثقة، لم يكن بإمكانهم نقل مهاراتهم للآخرين بسهولة ويسر.

ويرى الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات أن الأمر سيحتاج إلى وقت طويل قبل أن تصبح أي من هذه الأفكار حقيقة واقعة. ولكن كاثي فيولاند، المدير بمؤسسة بيوفورس، ترى أن هذا القطاع على الأقل يتحرك في اتجاه تحقيق مزيد من المساءلة والمهنية. وأضافت قائلة: "إذا تأملتم الاتجاهات، يمكن، على الأقل، أن تروا أننا على الطريق الصحيح من حيث تحول الأدوار وتغيرها: تؤدي المؤسسات الدولية أدوار الدعم التقني بصورة متزايدة، بينما تتولى كوادر العمل الوطنية المزيد من مسؤولية إدارة البرامج ."

ويمثل نهج الاتحادات النهج الذي يجب اتباعه، وأيضاً النهج الذي يتعين على الجهات المانحة أن تدعمه، كما أفادت لومسدن.

وأضافت أنه "أنه في آخر الأمر، يجب أن ترتكز جميع أعمالنا على هذا السؤال: هل نعمل من أجل تحقيق مصلحة القطاع، أم مصلحة أنفسنا".

aj/cb-mez/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join