1. الرئيسية
  2. Global

دعوة منظمات الإغاثة للاستماع إلى المستفيدين والعمل معهم

A UNHCR member of staff discusses accommodation with colleagues and displaced people at the Ohn Taw Gyi IDP camp near Sittwe, capital of Rakhine state UNHCR/P.Behan
UNHCR has struggled to deliver services to urban refugees
يعتبر الوقت المخصص للتفكير والحديث والاستماع من الكماليات النادرة بالنسبة لعمال الإغاثة الذين يسعون جاهدين لتقديم المساعدات بسرعة وفعالية. لكن تقريراً جديداً أعدته جمعية أهلية أمريكية تدعى "مشاريع التعلم التعاونية" يقول أن تخصيص الوقت لهذه الأشياء سيكون ضرورياً للغاية لتحسين جودة جهود المعونة الدولية واستدامتها.

وقال أحد عمال الإغاثة في لبنان للباحثين: "لم أشعر أنني حصلت على معلومات صادقة حول احتياجات المجتمع المحلي الحقيقية ورغباته إلا بعد أن قضيت ثلاثة أسابيع في قرية".

وكان فريق المشروع البحثي نفسه قد احتاج الكثير من الوقت للتواصل مع المستفيدين من المساعدات الإنسانية، ورافق ممثلين عن المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية في 20 دولة مختلفة، وقد تم استخلاص آراء أكثر من 6,000 شخص في الدراسة الجديدة التي حملت اسم "حان وقت الاستماع".

وتقول دينا براون، التي شاركت في كتابة التقرير، أن أكثر ما فاجأها هو مدى اتساق الردود. وأضافت أن "الناس يصفون تجارب متشابهة للغاية عن عمليات الإغاثة الدولية. فقد أوضحوا كيفية تقويض هذه العمليات لأهداف المعونة في الكثير من الأحيان، وفي أماكن مختلفة مثل زيمبابوي وبورما وأنغولا وتيمور الشرقية.

وأضافت قائلة: "بصفة عامة، وجدنا أن المساعدات الدولية أمر جيد ويحظى بالتقدير، ولكن طريقة تقديم تلك المساعدات على النحو المتبع الآن لا يحقق ما هو مرجو منها – غير أن التغييرات المطلوبة ممكنة وقابلة للتحقيق أيضاً".

وجهات نظر المستفيدين

وقال أحد العاملين الصحيين في الفلبين: "نشعر بالامتنان بعد كل المساعدات الدولية التي وصلت إلينا، لأننا وإن كنا هنا، بعيداً عنهم، فإننا نقدر لهم تفكيرهم فينا".

وهذا الشعور عن المساعدات الإنسانية الدولية أمر شائع، خصوصاً عندما تصل المساعدات الأولى، كما يقول التقرير، ولكنه أيضاً يسبب الإحباط عندما يجد المستفيدون أن فرصتهم ضئيلة في بناء أي نوع من العلاقة المتبادلة مع المانحين.

وتمر المساعدات في الكثير من الأحيان عبر سلسلة طويلة - من الجهات المانحة إلى وكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات المجتمعية - قبل أن تصل إلى وجهتها. ونادراً ما تتيح تقييمات الاحتياجات وزيارات تقييم المشاريع وحتى اجتماعات المشاركة المجتمعية التي تجريها المنظمات ما يكفي من الوقت والمساحة لإقامة حوار حقيقي.

وقد وجدت براون وزملاؤها أنه عادة ما ينظر إلى المشاريع الفردية على أنها مفيدة، ولكن الناس - وخاصة أولئك الذين شهدوا العديد من المشاريع التي نفذتها وكالات مختلفة، أو الذين حصلوا على مساعدات دولية على مدى سنوات عديدة - يوجهون المزيد من الانتقادات عندما يُمنحون فرصة للتعبير عن خبراتهم الشاملة.

"وفي الكثير من الأحيان، يصف الناس كيف تؤدي المعونات مع مرور الوقت وتنفيذ المشروع تلو الآخر إلى التبعية بشكل تراكمي. أما في نظام المعونة التعاونية، فيقول الناس أنه يُنظر إليهم كزملاء ودافعين لمسيرة تنميتهم، وليس مجرد متلقين ومستفيدين".

وعادة ما تقوم برامج المساعدات بتحديد الاحتياجات ثم توفير السلع أو الخدمات لملء الفجوات، بدلاً من البحث عن نقاط القوة القائمة ودعمها، كما أشار التقرير. ووجد الباحثون أيضاً أن المستفيدين كانوا عادة عمليين، ويقبلون ما يقدم لهم، حتى لو لم يكن شيئاً يعتبرونه من الأولويات.

وقال شاب في كوسوفو للفريق: "لم تسألنا الوكالات المانحة قط عن ما نحتاج إليه أو ما نريده بالفعل، ولم يرغب المجتمع المحلي في رفض عرض سخي، حتى إذا لم نتمكن من استخدامه الآن. كنا نأمل أن يأتي طبيب في يوم ما حتى يتسنى افتتاح المركز الصحي الجديد".

وكانت الرسالة العامة هي أن إشراك المستفيدين في المناقشات يمكن أن يساعد في تحسين المساعدات بقدر كبير - عن طريق توصيلها للمستفيدين بشكل أكثر استهدافاً وأقل إسرافاً وأكثر شفافية. إذا كانت وكالات المعونة والمنظمات غير الحكومية أكثر انفتاحاً بشأن ميزانياتها، لكان المتلقون أقل شكاً في احتمال اختلاس الأموال. وإذا علموا بموعد محتمل لانتهاء مشروع ما، لأمكنهم التخطيط للمستقبل وعدم الشعور بتخلي الآخرين عنهم.

وقد وجدت براون وزملاؤها أن عدداً قليلاً من الناس يطالب بالمزيد من المساعدات، بل أن العديد منهم طلبوا تقليلها. كما أراد المستفيدون أن يعود عمال الإغاثة لرؤية الآثار طويلة الأجل لعملهم، سواءً كانت جيدة أو سيئة. وفي الكثير من الأحيان، يُنظر إلى المشاريع على أنها انتهت بمجرد إنفاق آخر جزء من التمويل، وتعتبر ناجحة إذا انتهت في الوقت المحدد وبالميزانية المحددة، بغض النظر عما إذا كانت ستؤدي إلى تنمية حقيقية. وأضاف التقرير منتقداً أن "مجرد إمكانية قياس الشيء لا تعني أن علينا تقييمه".

الحاجة إلى المرونة

ويمكن للجهات المانحة ممارسة ضغط قوي للتأثير على تركيز وعمليات وكالات الإغاثة. وقالت براون أن المشاريع التي تمولها حكومات مانحة، على سبيل المثال، تضفي في الكثير من الأحيان أهمية كبيرة على ضرورة أن تخضع للمساءلة وتنتج قيمة مقابل المال. وقد تكون مثل هذه المساعدات مقيدة بجولات التمويل، وشرائح الصرف، والإلحاح المستمر على تقديم مقترحات مشاريع وتقارير منتظمة.

وأخبرت براون شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنها رأت اختلافات كبيرة في توجهات المنظمة الواحدة، بناءً على ما إذا كان المال المنفق حكومي أم لا. وأضافت أن هذه المنظمات قد تعمل لوقت أطول وتكون أكثر مرونة عند إنفاق المال الذي تجمعه بنفسها.

وأفاد شون لاوري، الذي يقود مجموعة من الوكالات الإنسانية البريطانية، أن عقليات عمال الإغاثة أنفسهم تستحق جزءاً من اللوم.

وقال أن "هناك نموذج عقلي للاستجابة لحالات الطوارئ. نشعر أننا يجب أن نندفع لإنقاذ الأرواح، وهذا شيء مريح جداً لأنه يمنحنا الإذن بالعمل دون الدخول في الفوضى والإزعاج المتمثل في الاستماع إلى رأي المستفيدين".

وتابع لاوري قائلاً: "صدقت الجهات المانحة أيضاً أسطورة أنها ينبغي أن تكون مركزة لتكون فعالة، وهذا يترجم إلى الشروط والتخصيص، وتمتد هذه السلسلة من المانحين إلى الأمم المتحدة إلى المنظمات غير الحكومية الدولية إلى المنظمات غير الحكومية المحلية، وعندما يصل المال إلى الخط الأمامي، يكون من الصعب للغاية الاستجابة للأولويات المحلية".

وأكد أن منظمته عملت على إقناع الجهات المانحة بتوفير التمويل غير المخصص، مضيفاً أن "وجود هذا القدر من المال جعلنا قادرين على إنقاذ المزيد من الأرواح".

من جانبها، أفادت وندي فنتون، منسقة شبكة السياسة الإنسانية التي أمضت 25 عاماً في مجال المساعدات الإنسانية والإنمائية الدولية، أن الأفكار الواردة في "حان وقت الاستماع" مهمة وجاءت في الوقت المناسب. وأضافت في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "أعتقد أن علينا أن نأخذها على محمل الجد".

وأكدت أيضاً "إنها تأتي من نفس المجموعة التي تقودها ماري أندرسون، والتي أنشأت مفهوم عدم الاضرار بالغير عند تقديم المساعدات الدولية، الذي لا يزال قائماً وكان له تأثير كبير. أنا متفائلة بأن هذا ]التقرير[ سيكون له وقع مماثل، لأن مشاكل عدم الإنصات كانت محل نقاش كبير خلال السنوات الخمس الماضية تقريباً. سيلقى 'حان وقت الاستماع' صدى لدى الناس لأن هذه القضايا تُناقش بالفعل على نطاق واسع في المجتمع الإنساني".

eb/rz-ais/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join