حذر عبد القادر أحدي، وكيل وزارة شؤون اللاجئين والعائدين بأفغانستان، من أن زيادة نسبة تدفق اللاجئين من شمال غرب باكستان إلى المناطق الشرقية من أفغانستان قد يؤدي إلى أزمة إنسانية ما لم تبادر مؤسسات الإغاثة الدولية بتوفير المساعدات العاجلة. وأضاف: نحن نشعر بقلق بالغ حيال مسألة انعدام الأمن في المناطق القبلية من باكستان وتدفق اللاجئين الباكستانيين على أفغانستان".
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أفادت أن 3,900 أسرة (حوالي 20,000 شخص) قد غادروا ديارهم في باجور بالمنطقة القبلية الفدرالية على مدى الأسابيع القليلة الماضية باحثين عن اللجوء في إقليم كونار شرق أفغانستان.
ولا يختلف التحذير الصادر عن الحكومة الأفغانية عما صدر عن مؤسسات أخرى، حيث أفادت منظمة العفو الدولية في بيان صادر عنها في 3 أكتوبر/تشرين الأول أن "المواجهات المستمرة في جنوب أفغانستان والنزاع المستجد في شمال باكستان يشتركان في خلق وضع خطير في المنطقة بالنسبة للمدنيين الباحثين عن اللجوء. ومع نهاية شهر رمضان يتوقع أن يقوم المزيد من المدنيين بمغادرة ديارهم للهرب من المواجهات".
لاجئون أفغان في المنطقة القبلية الفدرالية؟
أفادت منظمات الإغاثة أن المواجهات المسلحة بين قوات الأمن الباكستانية والمقاتلين الإسلاميين الموالين لطالبان في المنطقة القبلية الفدرالية وغيرها من مناطق باكستان قد ألحقت أضرارا كبيرة بالسكان المحليين واللاجئين الأفغان الذين يعيشون هناك.
وفي محاولة منها لإخلاء المنطقة القبلية الفدرالية من المتمردين الإسلاميين، طالبت الحكومة الباكستانية في 3 أكتوبر/تشرين الأول اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في المنطقة الحدودية لباجور بضرورة المغادرة في غضون أيام.
من جهته أفاد نادر فرهد، الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في كابول، أنه ليست هناك أية تقارير مؤكدة عن "لاجئين أفغان مسجلين" يعيشون في المناطق القبلية المتوترة. حيث أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لا تستطيع الوصول إلى المناطق القبلية ونحن لسنا على علم بوجود أي لاجئين أفغان مسجلين هناك". وأشار إلى أن مخيمات اللاجئين في المنطقة القبلية الفدرالية قد أغلقت عام 2005 بناء على طلب الحكومة الباكستانية.
وأضاف فرهد بقوله: "لقد طالبنا السلطات الباكستانية بعدم إجبار اللاجئين المسجلين الذين قد يكونوا لا زالوا يعيشون في المنطقة القبلية الفدرالية على العودة إلى أفغانستان". كما أشار إلى ضرورة منح اللاجئين خيار التنقل إلى مكان آخر في باكستان.
وكانت كل من وزارة شؤون اللاجئين والعائدين والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد صرحتا معا أن كل لاجيء غير مسجل قد يجبر على المغادرة.
الرد الإنساني
أفادت وزارة شؤون اللاجئين والعائدين أن مؤسسات تابعة للحكومة الأفغانية والعديد من منظمات الإغاثة مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قامت بتوصيل المساعدات الغذائية وغيرها لبعض اللاجئين الباكستانيين في كونار. ولكنها لم تقدم أية إحصائيات عن الموضوع. كما قال أحدي: "نحن نعلم أن هؤلاء اللاجئين يحتاجون إلى المزيد من الدعم ولكن مواردنا محدودة". كما أضاف أنه ليست هناك أية استعدادات للحيلولة دون أزمة إنسانية إذا ما زاد تدفق اللاجئين في المستقبل.
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها قامت بتوزيع مساعدات غير غذائية لأسر اللاجئين مثل البطانيات وحاويات المياه وغيرها. كما تتولى تنسيق عمليات الإغاثة للاجئين الباكستانيين.
"