تنظم السفارة العراقية بعمان رحلة جوية نهاية هذا الأسبوع لإعادة عشرات الأسر العراقية التي ترغب في العودة إلى بلادها بالرغم من تحذيرات منظمات الأمم المتحدة من هشاشة الوضع الأمني هناك.
وقد أفاد دبلوماسيون عراقيون في عمّان أنهم استأجروا طائرة لنقل الراغبين بالعودة إلى العراق أواخر هذا الأسبوع، أي خلال عطلة عيد الفطر.
وسيشمل هؤلاء المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في عملية وصفها السفير العراقي بأنها أول عودة رسمية إلى الديار منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003. وجاء في تصريح السفير العراقي سعد الحياني: حصلنا على 500 طلب من العراقيين في الأردن الذين يرغبون في العودة إلى بلادهم، ونحن نقوم بكل ما بوسعنا لتسهيل عودتهم".
ويقول المسؤولون في بغداد أن الأوضاع الأمنية بالبلاد قد تحسنت وأن عدد الهجمات التي يشنها المتمردون قد انخفض بحوالي 80 بالمائة منذ عام 2003.
وفي هذا الإطار، أفاد الأميرال غريغوري سميث، وهو ناطق عسكري رفيع المستوى، أن أحداث العنف في العراق انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ صيف 2005. كما انخفض عدد الضحايا المدنيين بنسبة 60 بالمائة (و75 بالمائة في بغداد) منذ شهر يونيو/حزيران، حسب سميث.
وقد حصل الراغبون في العودة على حوافز مالية لمساعدتهم على الاستقرار بالإضافة إلى ضمانات باستعادة ممتلكاتهم التي تم الاستيلاء عليها منذ عام 2003.
العودة براً
وأفاد مسؤولون عراقيون أن بعض العراقيين قد بدؤوا فعلاً في العودة إلى بلادهم براً بعد تحسن الظروف الأمنية على طول الطريق بين الحدود وبغداد والتي يصل طولها إلى 500 كلم. غير أن وكلاء السفر في عمّان قالوا أنهم لم يلحظوا أية زيادة كبيرة في عدد العراقيين المتوجهين إلى ديارهم، حيث قال محمد الفار، أحد وكلاء السفر: "في الوقت الحالي، تسير أعمالنا كالمعتاد. هناك أعداد قليلة من الأسر العراقية التي تعود إلى ديارها براً... ومعظم العائدين هم من رجال الأعمال الذين يصحبون معهم بضائع وسيارات للبيع، ولكن عدد الأسر المسافرة معهم قليل جداً".
من جهته، أفاد ستار، وهو لاجئ عراقي قدم من حي المنصور في بغداد، أن الجالية العراقية لا تثق في الحكومة الحالية ولا في ادعاءاتها بتحسن الأوضاع الأمنية.
كما أفاد عراقيون آخرون في عمان أن الأشخاص الذين استنفذوا مدخراتهم أو الذين يعانون من مشاكل مع السلطات الأردنية أو الذين فشلوا في الحصول على تأشيرات للانتقال إلى دولة غربية هم الذين اختاروا العودة إلى العراق.
مفوضية اللاجئين
ويتردد المسؤولون في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تشجيع العراقيين على العودة إلى بلادهم بسبب الأوضاع الأمنية، حيث قال جمال عرفات، نائب ممثل المفوضية، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في سبتمبر/أيلول أن "المفوضية لا تعتقد حالياً أن الظروف في العراق ملائمة لتشجيع العودة. ولكن إذا قرر أي عراقي العودة طوعاً إلى بلاده فإننا سندعم ذلك أولاً بأول وفقاً لمعلوماتنا عن الوضع".
وأضاف قائلاً: "عندما يتضح لدينا أن قرار العودة كان طوعياً، فإن اختيار وسيلة النقل يبقى مفتوحاً".
ويأوي الأردن حوالي 500,000 لاجئ عراقي.