أفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان أن الجفاف الشديد أدى إلى تصلب الأراضي في المناطق الأكثر تأثراً في أفغانستان مما زاد من فرصة تحول الأمطار - حتى الخفيفة منها - إلى فيضانات سريعة.
وأخبر أبو متين إدراك، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن شح المياه تسبب في جفاف الشجيرات والنباتات التي تقاوم بطبيعتها جريان المياه إلى حد ما، كما جفف الأراضي وجعلها أقل امتصاصاً للماء".
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي بدأت فيه أمطار الصيف الخفيفة بالتساقط على البلاد متسببة بفيضانات سريعة في المناطق التي ضربها الجفاف، مما أثر على الناس ومواشيهم كذلك.
وقال إدراك أنه "حتى عند سقوط الأمطار الخفيفة فقط، فإن المياه تنساب بسرعة وتتحول مباشرة إلى فيضانات بسبب عوامل عدة سببها عن الجفاف".
ووفقاً للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان، لقي خمسة أشخاص حتفهم ونفقت المئات من رؤوس الماشية بسبب الفيضانات السريعة في غزني ولوجار ووارداك وكونار ونانغارهار وساريبول منذ 30 يوليو/تموز.
وأضافت الهيئة أن الفيضانات السريعة جرفت أيضاً البيوت والأراضي الزراعية والجسور والطرقات.
وتعد الكثير من مناطق أفغانستان معرضة للفيضانات خصوصاً بعد فقدان البلاد لحوالي 60 بالمائة من غاباتها خلال النزاع الذي دام لثلاثة عقود تقريباً. كما أن ضعف سياسات المحافظة على البيئة والفقر وانخفاض الوعي كلها عوامل لم تساعد على الحفاظ عليها، وفقاً لوزارة الزراعة والري والمواشي.
أسوأ جفاف منذ عام 2000
وتشير صور الأقمار الصناعية التابعة لمركز المسح الجغرافي الأمريكي أن بعض أجزاء أفغانستان، وخاصة في الشمال والشمال الشرقي، تعاني من أسوأ جفاف منذ ثمانية أعوام على الأقل.
وأفاد نظام الإنذار المبكر للمجاعة FEWSNET التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID أن "درجات الحرارة في الصيف كانت مرتفعة مع تنبؤات باستمرارها على هذا النحو في الكثير من المناطق المنخفضة. وتزيد درجات الحرارة المرتفعة من تبخر الماء وبالتالي ستؤثر على توفره في فصل الخريف (شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول) الذي يعد فصل الزراعة وخاصة بالنسبة لمحصول قمح الشتاء".
من جهتها قالت وزارة الزراعة أن 80 بالمائة من الأراضي الزراعية المعتمدة على الأمطار تأثرت بشدة بالجفاف كما تأثرت الأراضي المروية بطرق أخرى بدرجات متفاوتة.
وجاء في تقرير نظام الإنذار المبكر للمجاعة في يوليو/تموز أن "هذا الأمر بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والنزاع المستمر، قد أدى إلى تدهور الأمن الغذائي [في البلاد]".
ولتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً التي نتجت عن الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء، أطلقت الحكومة الأفغانية ومنظمات الأمم المتحدة مناشدة للحصول على أكثر من 400 مليون دولار لمساعدة 4.5 مليون شخص من الأكثر تأثراً بهذه الأزمات.
في غضون ذلك، قررت الحكومة استيراد كميات كبيرة من القمح من باكستان وغيرها من دول المنطقة لتلبية الطلب في الأسواق المحلية.
"