في شهر يناير/كانون الثاني، هربت مومينو حجي البالغة من العمر 30 عاما من المواجهات الضارية بين القوات الحكومية المدعومة من طرف إثيوبيا من جهة والمتمردين من جهة أخرى في مقديشو بحثاً عن ملجأ آمن في بيليتوين بمنطقة حيران التي تبعد بحوالي 320 كلم شمال العاصمة. وبذلك انضمت مومينو وأطفالها الثمانية الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و14 عاما إلى آلاف النازحين الذين لجؤوا إلى نفس المنطقة. وقد توفي أحد أطفالها بسبب قلة الغذاء ثم لحق به أخوه في غضون 24 ساعة فقط. ولم يستفد مخيم نصيب الذي تقيم فيه حوالي 950 أسرة من توزيع المساعدات الغذائية خلال 3 أشهر وفقا لمغالو محمد، المشرف على المخيم.
وقد لحق زوج مومينو بها وبأطفالها بعد أن تعرض لإصابة عندما أصبحت المنطقة التي يقيم فيها ساحة للمواجهات بدورها. وقد تحدثت مومينو لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 1 يوليو/تموز قائلة:
أصيب زوجي بعد أربعة أيام من وصولنا، فأحضره بعض الأصدقاء إلى المخيم. كنا نعيش في منطقة سوق باكارا حيث كان يعمل زوجي في السوق وكنت أنا أقوم بخبز الحلويات وبيعها. كنا فقراء ولكننا كنا نأكل كل يوم على الأقل وكان الأطفال يذهبون إلى المدارس.
ولكن، بمجرد بداية المواجهات، أصبحت منطقة باكارا واحدة من أخطر المناطق في المدينة. تعرض كل بيت في منطقتنا تقريبا للقصف أكثر من مرة واحدة أحيانا. وقد ساءت الأمور بشكل لم نعد معه قادرين على الذهاب إلى أي مكان. لم يعد بإمكان زوجي العمل كما لم أعد أستطيع خبز أو بيع أي من منتجاتي.
وفي هذه الأيام، كان القصف سيئا للغاية وأصاب بيت أحد جيراننا. وعندما ذهبنا للاطمئنان عليهم، كانوا كلهم أشلاء فقط: الأم والأب وسبعة أطفال.
ساعتها، قررت المغادرة واصطحاب أطفالي إلى مكان أكثر أمانا. وجدت مجموعة من الناس متوجهين إلى بيليتوين وقررت الذهاب معهم. استغرقت رحلتنا أياما وأياما لأننا كنا مضطرين للمشي وفي بعض الأوقات كانت بعض الحافلات تقوم بإيصالنا في طريقها من مكان إلى مكان.
في الوقت الذي وصلنا فيه إلى بيليتوين، لم يكن قد تبقى لدي الكثير. بدأت أمارس أعمالا متفرقة لإطعام أطفالي وزوجي المصاب الذي لا زالت الشظايا مغروسة في جسمه.
للأسف ليست هناك أية وظائف الآن. لم تعد المدينة تنعم بنفس درجة الأمان التي كانت تنعم بها من قبل. كنت أحصل على بعض المساعدات الغذائية من المخيم ولكن لم يعد هناك أي غذاء الآن. لقد توفي طفلان من أطفالي بسبب الجوع في الأسبوع الماضي، والآن تعاني طفلتي البالغة من العمر 6 سنوات من شدة المرض وأخشى أن تموت هي الأخرى.
غادرت مقديشو أملا في الحصول على بعض السلام وهربا من الموت، وبدلا عن ذلك لم أجد هنا سوى الجوع وشبح الموت.
أنا ضعيفة جدا وزوجي عاجز عن الحركة. لست أدري ما يمكنني فعله. كل ما أستطيع عمله هو أن أصلي وأن أدعو لتتحسن الأمور ونعود إلى ديارنا وإلا فقد نموت جميعا هنا.
"