يواظب محمد توفيق، البالغ من العمر 40 عاماً، هذه الأيام على متابعة التقارير التلفزيونية حول الأزمة الغذائية العالمية. وبالرغم من أنه لا يفهم حالياً كل محتواها إلا أنه قد لا يحتاج لفهمها في نهاية المطاف. فقد تحدث عن ذلك لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: أنا أعرف معنى الجوع . لست بحاجة إلى كل هؤلاء الخبراء الذين يظهرون على الشاشة لتقديم شرح تقني له".
ويكسب توفيق من عمله كمساعد في مكتب صحفي حوالي 6,000 روبية (أي ما يناهز 100 دولار) شهرياً، وهو مبلغ لا يكفيه، حسب تصريحه، لإطعام أسرته المكونة من ستة أطفال وزوجته وأمه المريضة. وعن ذلك قال: "لم يحظ أطفالي أبداً بما يكفيهم من الطعام. لا أدري مدى أثر ذلك على صحتهم ولكنني قلق من عدم قدرتي على إطعامهم بالشكل المناسب".
وأضاف: "يقولون أن الأمور ستسوء أكثر. لقد كنت أتدبر أموري إلى الآن ولكن يبدو أن الأمور ستخرج عن نطاق سيطرتي خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الدقيق وغيره من المواد الغذائية"، حيث تصل نسبة التضخم السنوية إلى حوالي 20 بالمائة.
ومخاوف توفيق بخصوص مستقبله ومستقبل أطفاله مخاوف مبررة، ففي مؤتمر صحفي في إسلام أباد في شهر مايو/أيار، قال المدير الإقليمي لجنوب آسيا في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) عن أزمة الغذاء: "إنها التحدي الأكبر لأن حوالي 500 طفل يموتون يومياً في باكستان بسبب مشاكل صحية كبيرة لدى الأمهات".
وأضاف أنه "يجب على الحكومة أن تضع بعض الحوافز مثل توزيع المال أو غير ذلك من الآليات للأشخاص ذوي الإمكانات المحدودة للحد من أثر النقص الحاصل في القمح والأرز".
أطفال في خطر
ويمكن أن يكون لأزمة الغذاء آثار سلبية كثيرة على تغذية الأطفال. فوفقاً لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، يعاني 38 بالمائة من الأطفال من ضعف الوزن و37 بالمائة من التقزم و13 بالمائة من الهزال. كما أفادت اليونيسف أن باكستان لم تحقق تقدماً كافياً في الوصول إلى أهداف الألفية بخصوص سوء تغذية الأطفال.
من جهتها، قالت نسرين بيبي، وهي خادمة منزلية تبلغ من العمر 28 عاماً وتكسب 3,000 روبية في الشهر (أي ما يعادل 50 دولاراً): "أعلم أن أطفالي لا ينمون جيداً. لدى سيدتي، التي تستطيع إطعام أطفالها جيداً، طفل في الخامسة من العمر. وعندما يرتدي طفلي البالغ من العمر 9 أعوام ثيابه فإنها تبدو واسعة جداً عليه. أينما نظرت، ترى أن الأطفال الفقراء أقصر وأضعف".
وأخبر طبيب الأطفال أفضل شيخ شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن نمو الأطفال يتأثر كثيراً إذا لم يتمكنوا من الحصول على ما يكفيهم من السعرات الحرارية والغذاء". كما أن مناعتهم تضعف ويصبحون أكثر عرضة للأمراض مقارنة بالأطفال الذين يحصلون على حمية غذائية متوازنة". وأضاف أن هذا يزيد من تفاقم القضايا الصحية ويؤثر على تقدم البلاد.
كما أفادت اليونيسف في تقريرها السنوي للعام الماضي أن حوالي 420,000 طفل تحت سن الخامسة يموتون سنوياً في باكستان وحذرت من إمكانية ارتفاع هذا الرقم إذا لم تقم الحكومة بالحد من ارتفاع أسعار الغذاء.
"