زادت عملية الاختطاف التي تعرض لها شاهد خان، مسؤول مراقبة مرض شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية بمقاطعة مٌهمند القبلية الواقعة على الحدود الباكستانية الأفغانية المتوترة، من المخاوف المتعلقة بأمن وسلامة موظفي الإغاثة في البلاد.
وبالرغم من إطلاق سراح خان بعد حوالي 24 ساعة من اختطافه في 25 مايو/أيار، إلا أن هذه الحادثة التي شملت، بالإضافة إلى خان، موظفين محليين اثنين أيضا قد رفعت من حدة التأهب الأمني في أوساط المجتمع الإنساني.
وفي هذا الإطار، قال سعيد أكبر خان، مسؤول العمليات بمنظمة الصحة العالمية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): يشكل الأمن مصدر قلق كبير بالنسبة لنا. فموظفونا المحليون معرضون للخطر لأنهم مضطرون للسفر إلى أماكن خطرة حتى يتمكنوا من الوصول إلى المجتمعات المحتاجة. إن الأحداث المماثلة لعمليات الاختطاف الأخيرة تزيد من حدة الشعور بالخوف لديهم".
كما أكد خان أن حملات التطعيم ضد شلل الأطفال يجب أن تستمر بالرغم من هذه العمليات الإرهابية لأنه من "المهم جدا ألا يُحرَم أي طفل من حق التطعيم".
وكان موضوع أمن وسلامة موظفي الإغاثة قد أعاق إمكانية الوصول إلى العديد من المجتمعات المحتاجة في مناطق مختلفة من باكستان، خصوصا في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي ومناطق من إقليم بالوشستان الذي يعاني من مشاكل أمنية منذ أعوام، حسب عمال الإغاثة.
وقد وجدت بعض المنظمات غير الحكومية نفسها مجبرة على التعاطي مع عدد من الهجمات الأمنية في باكستان. حيث تم استهداف 7 منظمات منها على الأقل في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي خلال عام 2007 بما فيها منظمة كير الدولية التي تعمل في في المنطقة منذ زلزال أكتوبر/تشرين الأول الذي أودى بحياة 73,000 شخص على الأقل.
كما أدت الهجمات التي تعرضت لها مكاتب كير في باتاغرام وآلاي في شهر يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول من عام 2007 إلى تعليق المنظمة لبعض مشاريعها أو تحويل تنفيذها لشركاء محليين، بالإضافة إلى قيامها بنقل مكاتبها من مناطق مثل آلاي.
وفي حادثة أمنية أخرى، لقي 4 موظفين حتفهم في هجوم في مانشيرا استهدف مكاتب منظمة بلان البريطانية غير الحكومية في شهر فبراير/شباط 2008 ، مما دفع هذه المنظمة أيضا إلى تعليق مشاريعها في باكستان.
وبشكل عام، فقد تعرضت فرق التطعيم ضد شلل الأطفال والمدارس والمدرسين وغيرهم من العاملين في مجال توفير المساعدات الإنسانية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي لهجمات أمنية، كما تلقت بعض المنظمات غير الحكومية الأخرى رسائل تهديد.
وحول هذا الموضوع، قال عمران خان، المنسق الإقليمي للجنة حقوق الإنسان في باكستان أن "عدد هذه الهجمات ارتفع بشكل ملحوظ خلال العام الأخير".
ويمكن القول أن عملية اختطاف شاهد خان لا تخرج عن السياق العام للمخاطر التي يتعرض لها المجتمع الإنساني. الشيء الذي زاد من المخاوف المتعلقة بإمكانية تعرض أمن وسلامة عمال الإغاثة للمزيد من التهديد، بالرغم من التأكيد المستمر لوزير الإعلام بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي على أن الحكومة "عازمة على اجتثاث التوجه القتالي" في البلاد.
الاعتراض على عمل المنظمات غير الحكومية
قال قاري شكيل، من حركة الطلاب المسلمين بمقاطعة مهمند القبلية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذه المنظمات غير الحكومية تأتي على ما يبدو لمساعدتنا على جبهات مختلفة ولكن دوافعها الحقيقة مختلفة عن ذلك كثيرا. فهي في الواقع تأتي إلى هنا قصد الترويج لمصالح الغرب وحمايتها. كما أنها عندما تقوم بإعطاء أطفالنا الحلويات فإنها في حقيقة الأمر تسعى لإبعادهم عن ديننا. وهذا ما لن نقبله أبدا. فنحن لن نسمح لها بتحويل أطفالنا إلى كفار".
وفي الوقت الذي لا يزال فيه النقاش قائما بخصوص المتورطين في عملية اختطاف خان، إلا أن مجرد وجود مواقف مثل موقف شكيل يمثل تهديدا لكل المنظمات غير الحكومية وموظفيها، الشيء الذي قد يؤثر سلبا على جهود الإغاثة الإنسانية، خصوصا بعد قيام العديد من المنظمات بسحب عمالها وتقليص أنشطتها في البلاد.
"
