قال مسؤولون محليون أن مئات الأشخاص هجروا ديارهم باتجاه المناطق الحضرية في مختلف أنحاء أفغانستان، بينما تناقلت أنباء عن ذهاب البعض الآخر إلى باكستان بسبب تفاقم انعدام الأمن الغذائي الناتج بشكل كبير عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وقلة موارد الحبوب.
وأخبر رئيس جمعية الهلال الأحمر الأفغاني في إقليم بداخشان، نصير هيمات، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه خلال الشهر الماضي غادر 1,000 شخص على الأقل ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي بيوتهم في مناطق عديدة من الإقليم الذي يقع شمال شرق أفغانستان.
وجاء في قوله: لقد اضطر الناس إلى الانتقال إلى أقاليم أخرى في حين هاجر البعض إلى الدول المجاورة". وأضاف أنه في العديد من أقاليم البلاد، يضطر الناس لأكل العشب بسبب عدم توفر الغذاء.
كما أفادت وسائل الإعلام بكابول نقلاً عن العديد من السكان المحليين ومسؤول إقليمي أن مئات السكان المحليين تعرضوا للنزوح في منطقة البرز وغيرها من المناطق الأخرى في إقليم بلخ بالشمال.
وأفادت التقارير بحصول موجات من النزوح المرتبط بانعدام الأمن الغذائي في جنوب قندهار وزابول وهلمند حيث أثر "النزاع المسلح المستمر" على حياة المدنيين وأعاق سير العمليات الإنسانية والتنموية.
من جهته، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الأفغاني في قندهار، نجيب الله باريث، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد وصلتنا تقارير غير مدققة حول تسبب انعدام الأمن الغذائي في نزوح الناس في أرغيستان وماروف وكذلك في مناطق مختلفة من هلمند وزابول بالإضافة إلى مغادرة بعض الأسر إلى كويتا في باكستان".
وكانت أسعار المواد الغذائية، وخصوصاً دقيق القمح، قد شهدت ارتفاعاً بنسبة 100 بالمائة في أفغانستان خلال السنة الماضية، وفقاً لوزارة الزراعة والري والماشية.
وفي الوقت الذي كان فيه ملايين الأفغان المستضعفين يصنفون في خانة "الخطر الشديد" فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي، يتزايد القلق بسبب احتمال تزامن ارتفاع الأسعار مع موسم من الجفاف وضعف إنتاج الحبوب في عام 2008، وبالتالي الإضرار أكثر فأكثر بهذه المجتمعات المستضعفة.
وفي هذا السياق، أفاد تقرير أصدرته شبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة، التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في 24 أبريل/نيسان أن "تساقط الأمطار خلال موسم 2007-2008، والذي كان أقل من المستويات العادية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض موارد الأقاليم من الحبوب كلها عوامل قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي بالنسبة للمزارعين الصغار والمزارعين الذين يعتمدون على الأمطار والرعاة والأسر الفقيرة في المناطق الحضرية".
من جهتها، حذرت منظمات الإغاثة من عدم تمكن الأسر الفقيرة من التأقلم مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
حلول عاجلة
وفي محاولة للسيطرة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتخفيف أثرها على الفقراء الأفغان، قامت الحكومة بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لشراء واستيراد مواد غذائية من الأسواق الإقليمية، حسب تصريح الناطق باسم الرئيس حامد كرزاي في كابول في 22 أبريل/نيسان.
 الصورة: عبادي/برنامج الأغذية العالمي  |
| زاد تفاقم انعدام الأمن الغذائي من الطلب على المساعدات الإنسانية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي |
وبالنظر إلى ضعف تأقلم أفغانستان وانخفاض قدرتها على التعامل مع الوضع، فقد أصبح ملايين المواطنين الضعفاء الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي يشكلون ثقلاً كبيراً على كاهل برنامج الأغذية العالمي الذي يتولى إطعام خمسة ملايين أفغاني.
كما أفاد التقرير الصادر عن شبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة أن تخفيف أزمة انعدام الأمن الغذائي يستوجب أن تعمل منظمات الإغاثة والحكومة الأفغانية على "ترشيد المساعدات الغذائية"، وتحسين القدرة الشرائية للناس وإعفاء واردات الغذاء من الضرائب وتعزيز التعاون الإقليمي للحد من تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعالجة ظاهرة انعدام الأمن الغذائي المنتشرة بشكل كبير.
"
