نزحت شكري جماديد، 27 عاماً، إلى منطقة شبيلي السفلى بعد أن هربت من العاصمة مقديشو في سبتمبر/أيلول 2007 بسبب المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين. وتعيش شكري الآن في مخيم للنازحين في مدينة شلامبود الصغيرة التي تبعد 90 كيلومتراً جنوب مقديشو.
تأوي شلامبود آلاف النازحين الذين هربوا من مقديشو وبعضهم أُعيد من كينيا بعد محاولتهم اللجوء إليها، وشكري واحدة منهم. فقد غادرت مقديشو مع زوجها وأطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً وسافروا لأكثر من 700 كلم إلى الحدود الكينية قبل أن يعودوا إلى شلامبود. وروت شكري قصتها لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 13 فبراير/شباط قائلة:
كنا نعيش في حي توفيق [شمال مقديشو]، ولكنه أصبح موطناً للنزاع. ففي كل يوم، كانت الصواريخ تسقط على البيوت أو كان أحدهم يلقى حتفه [جراء ذلك].
قررت وزوجي أن نغادر عندما ساءت الأمور ولم نعد نحصل حتى على ساعات قليلة من الأمن للذهاب إلى السوق. قررنا البحث عن اللجوء في كينيا وذهبنا مع أسرتين لنتقاسم أعباء الرحلة الطويلة.
كان أملنا أن ينتهي الكابوس الذي كنا نعيشه بمجرد وصولنا إلى كينيا ولكننا كنا مخطئين. ففي الطريق فقدت أحد أطفالي البالغ من العمر 4 سنوات.
كان عناصر الميليشيا الذين نصادفهم في الطريق يغتصبون النساء ويسرقون الممتلكات. وعندما وصلنا إلى دوبلي [على الحدود الكينية الصومالية]، كنا مرهقين وخائفين ولم يكن لدينا أي شيء.
حاولنا العبور إلى كينيا ولكنهم منعونا من ذلك. طلب منا الناس أن ننتظر إلى أن نتمكن من العبور. انتظرنا لشهرين وعشنا على المساعدات التي كنا نحصل عليها من الناس. وأخيراً قررنا العودة. وجدنا سائق حافلة قال أنه يستطيع إيصالنا إلى براوي [110 كلم جنوب شلامبود].
هنا في المخيم، لدينا الأمان ولكن لا شيء آخر. أعيش وأسرتي في كوخ يظللنا من الشمس ولكنه لا يقينا من بلل المطر. نعتمد على كرم الناس الآخرين الذين كانوا هنا من قبلنا. وفي بعض الأيام يبقى أطفالي جياعاً وكل ما يحصلون عليه هو الشاي.
أشعر بقلق كبير على مستقبل أطفالي. كان الأكبر يذهب إلى المدرسة ولكنه توقف الآن. وإذا استمر الوضع هكذا فلن يكون لأي منا أي مستقبل. أتمنى وأصلي أن ينتهي هذا الوضع قريباً حتى نعود إلى حياتنا، لأن هذه ليست بحياة".
"