وقالت سهام محمد ياسين، رئيسة لجنة المياه والصرف الصحي والنظافة التابعة لسكان كوركوسك: "إننا جميعاً نتقاتل على الماء منذ عامين". إن ضغط المياه غير متجانس وعدم المساواة يؤدي إلى انقسامات. يزرع السكان الأقرب إلى مضخة المياه نباتات عباد الشمس الجذابة، بينما بالكاد يحصل أولئك الذين يعيشون في المناطق المحيطة بنهاية الخط على ما يكفي من المياه للاستحمام في بعض الأحيان.
ومع استمرار أزمة اللاجئين السوريين، يتم بذل المزيد من الجهد من أجل التوصل إلى حلول الإسكان الطويلة المدى التي تعكس مزيداً من التركيز على الاستدامة. ويوجد في كوركوسك الآن ثلاثة أنواع من المأوى، يوفر كل منها مستويات مختلفة من الحماية من الحرارة وإمدادت المياه.
تقيم الـ12 أسرة الأكثر ضعفاً في المخيم في وحدات إسكان اللاجئين، وهي نتيجة للتعاون بين شركة تصنيع الأثاث السويدية إيكيا، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومشروع المأوى الأفضل. توفر هذه الملاجئ المبتكرة السهلة التجميع بعض السيطرة المناخية بفضل استخدام لوحة تظليل متخصصة على السطح وجدران قوية معتمة بدلاً من القماش الذي يمتص أشعة الشمس. ويجري حالياً اختبار حوالي 300 من هذه الوحدات في مختلف أنحاء العراق.
اقرأ أيضاً: 10 آلاف مأوى من إيكيا للنازحين العراقيين
وعلى الجانب الآخر من المخيم، تعيش وسيلة ومحمود مع أطفالهما الخمسة في مأوى "دائم الوجه"، على الأقل جزئياً، من الجدران المكونة من كتل أسمنتية مفرغة، ولديهم مرحاض خاص، ومرافق غسيل ومطبخ. وتوجد قاعدة خرسانية تحت خيمتهم وأرض إضافية لتثبيت تظليل. وعن مسكنها قالت وسيلة: "لدينا مساحة أكبر للأطفال ومزيداً من الخصوصية". كما أن درجة الحرارة محتملة بفضل مبرد الهواء ومروحة وبطانيات شتوية تستخدم لحجب أشعة الشمس.
وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال ياسين، الذي يعيش في خيمة غير دائمة، "نحن نأمل في مأوى دائم. وهذا هو أفضل مستقبل بالنسبة لنا".
جزء صغير من الحل
وسكان المخيمات هم السكان الأكثر وضوحاً الذين يعانون من حرارة الصيف الشديدة، لكنهم لا يمثلون سوى أقلية صغيرة من سكان العراق الذين يحتاجون إلى مساعدة في مجال المأوى. فقد أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن 67 بالمائة من النازحين يعيشون في منازل مستأجرة أو مع عائلات مضيفة، ويعيش 10 بالمائة آخرين في المباني المهجورة أو المشيدة جزئياً و10 بالمائة في المستوطنات غير الرسمية والمدارس والمباني الدينية.
أزنيف هي مسيحية أرمنية من الحمدانية في شمال العراق. وبعد فرارها من توغل تنظيم الدولة الإسلامية في الصيف الماضي، بقيت في هيكل مركز تسوق غير مكتمل، لكنها غادرته بعد سقوطها من الدرج وإصابتها بزجاج مهشم في عينيها ويديها. وبعد أن عثرت ابنتها على عمل كموظفة استقبال في أحد الفنادق، تمكنتا من استئجار منزل في أربيل، لكن أزنيف تقول أن تكاليف تكييف الهواء في الصيف قد تجبرهم على مغادرة المنزل.
وأضافت قائلة: "أنا أعلم أننا لن نتمكن من دفع فاتورة الكهرباء". وتأمل أزنيف أن يساعدها الأصدقاء من الطائفة المسيحية الأرمنية في أربيل على شراء كوخ جاهز البناء للعيش فيه بدلاً من ذلك.
ومع استنفاد المزيد من النازحين لمواردهم، هناك مخاوف من أن يضطر الكثيرون منهم للانتقال إلى المخيمات، حيث لا يضطرون لدفع إيجار والمرافق مجانية. وهذا التحول له سابقة حديثة في العراق. فمنذ انكماش اقتصاد منطقة كردستان في عام 2014، انتقل العديد من اللاجئين السوريين، الذين لم يعودوا قادرين على العثور على عمل، إلى المخيمات. وحتى المواقع التي لم تكن تحظى بشعبية في السابق أصبحت الآن كاملة العدد.
"إذا كنا لا نملك الموارد اللازمة لدعم الناس في المساكن المستأجرة، سيتعين علينا أن نجد مساحة في المخيمات لملايين الأشخاص،" كما حذر توم كورسيليس، الرئيس المشارك لمجموعة عمل المأوى في العراق.
ولذلك، يتم منح الأولوية للأشخاص الذين يعيشون خارج المخيمات عند توزيع ما يسمى بمساعدات فصل الصيف. ويتم تشجيع المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية على توزيع المساعدات النقدية غير المشروطة لمساعدة الناس الذين يعيشون خارج المخيمات على تحمل الحرارة. وتستخدم "مجموعات لوازم الإغلاق" المقدمة خلال الشتاء لسد نوافذ المباني المهجورة، مما يساعد على التصدي للتغيرات اليومية في درجات الحرارة خلال فصل الصيف. ولكن نظراً لنقص التمويل، لا يتلقى دعم المأوى في فصل الصيف سوى الأشخاص الأكثر ضعفاً فقط.
وقال كورسيليس: "من الأرخص بكثير أن يظل الناس في المدن. وإذا لم يكن لدينا مال لمساعدتهم على القيام بذلك، سيكون علينا الاستثمار في البنية التحتية لمخيمات جديدة". وبالنسبة لاستجابة إنسانية تعاني من نقص التمويل وتقلل بالفعل برامج مساعدة اللاجئين اليائسين والأسر النازحة، قد تكون الآثار غير المباشرة كارثية.
cc/jd-ag-ais/dvh